لا أدري، أي موقف محرج أدخل فيه د.لام أكول نفسه وهو يعلق على تقرير كتبته ونشر في الصحيفة بتاريخ... التقرير الذي شمل جميع الأطراف جاء في 1100 كلمة، بينما وصلنا رد لام أكول وهو يشتمل على 1300 كلمة! حينما قصدت منزل رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي بعد تنسيق هاتفي وذلك عقب مؤتمر صحفي عقده أبناء قبيلة حميد الرعوية بمبنى اتحاد المزارعين في الخرطوم، اتهموا فيه قوات لام أكول بعمليات اعتداء وسلب ونهب، كان غرضي أخذ رأي صاحب الشأن (المتهم) وكتابة تقرير مهني لا ينتقص من أحد وكان هدف التقرير الأساسي الإجابة على أسئلة تتبادر بالأذهان هل للام أكول قوات؟ أين توجد؟ ولماذا تعتدي على مواطنين وقرى في الشمال؟ وكيف ينظر المراقبين والمحللين في دولة الجنوب لهذه الاتهامات؟ وهل يمكن أن يعود الرجل إلى الجنوب؟ وقبل أن نرد على لام أكول ونفند إدعاءاته، نذكر القارئ أن يطلع على المعلومات والإفادات المرفقة والتي شملها التقرير دون الربط التاريخي والصياغي: *ليست مشكلة كبيرة أن لا يفرق د.لام بين الحوار والتقرير، فهكذا هم البعض، يدعون معرفتهم بالعمل الصحفي وينظرون فيه أكثر من أصحاب المهنة.. لكن المشكلة الحقيقية المؤثرة أن د.لام رفض أن يتحدث باسمه وطلب مني أن أنسب ما قال إلى مصدر مطلع لحساسية موقفه وموقعه، وبعد محاولات نجحت بإقناعه أن كتابة مصدر مطلع من شأنه أن يضعف التقرير فوافق مشترطا أن أكتب كلاما محددا. (فهل يعقل أن أجري حوارا مع مصدر مجهول؟؟ لعمري لم أر ذلك) أعدت على مسامع الدكتور الفقرات أو العبارات المتفق عليها، ليطمئن قلبه، لذا أستغرب أيما استغراب عن أي بتر يتحدث؟؟ لقد جاء حديثه كاملا مكتملا كما أراد، لكنه اعتبر أنه مبتور لأني استصحبت آراء أخرى لا يرغب بأن تُكتب في التقرير أو (الحوار) على حد فهمه!! ثم يدعي الدكتور أن كلامه لم ينقل بدقه، فبالله عليكم أقرئوا كلامه وأقرئوا أيضا كلامي وأجيبوا أي عبارة عنه لم تنقل بدقة؟ حينما تحدثت معه عبر الهاتف عقب قراءة مقاله سألته ذات السؤال وعجز عن الإجابة، وقال لي : لقد ذكرت في تقريرك أن وزير الداخلية قير شوانق قدم تقريرا حوى مستندات ووثائق تشير أن للام أكول قوات ومليشات مسلحة في أعالي النيل وهي معلومة غير صحيحة ولم تذكريها لي.. فأجبته بحسم "وما دخلك أنت في المعلومات الأخرى المنسوبة لمصادر معلومة، كما أن هذه لا علاقة لها بعدم الدقة في نقل حديثك"ّّ!! يعتبر أيضا لام أن (التقرير الحواري) لم يجاوب على سؤالين مهمين، هل هناك قوات مسلحة غير حكومية في المنطقة المعنية؟ وإذا كانت الإجابة بنعم، هل تتبع للدكتور لام أكول أو لحزب التغيير الديمقراطي؟ والإجابة على السؤال الأول غير موجودة لأن التقرير غير معني بها أما السؤال الثاني فإجابته موجودة على لسان آخرين وأيضا لام أكول نفسه، الذي نفى الأمر جملة وتفصيلا.. غير أن الرجل يريد أن تُكتب إجابته فقط، ولم يخفي استنكاره أن آتي برأي الحركة الشعبية التي اتهمته بامتلاك قوات مسلحة.! من حق لام أكول أن يدافع عن نفسه بطرق مختلفة لكن على قلبه أن يتسع لقدر قليل من الديمقراطية فهو يربط بين ما يردده "قطاع الشمال" أن (للام أكول مليشات تنهب وتعتدي ) وبين ما يعلنه مواطنو أبو جبيهة (للام أكول قوات تنهب وتعتدي) وينفي الرجل أن يكون هذا التطابق "الذي أوردته الصحفية" محل صدفة؟!! فبالله عليكم هل تسمح حكومتنا الموقرة لمواطنين يتعاونون مع قطاع الشمال بأن يعقدوا مؤتمرا صحفيا بمبانيها وهل يريد لام من الصحفية أن تتجاهل هذه العبارات في تقريرها؟؟!! أستاذ الهندسة د.لام أكول، رغم خبرتي التي لم تتجاوز ست سنوات، لكن لي من الفطنة دون إدعاء، ما يكفي بأن أفهم وأعلم أجندة السياسيين وما يريدون تمريره.. أجريت معك حوارا قبل ثلاثة أعوام وتحصلت منك على تصريحات ومعلومات.. علاقتي الخاصة معك عمرها سنوات، فأنت تعرفني وأنا أعرفك شخصيا رغم أني لم أتشرف بمعرفة مواطن واحد من أبو جبيهة، زرت الجنوب رغم أني لم أزر جنوب كردفان، لكن العلاقة الخاصة شيئ والقلم والكتابة شيئ آخر، فإن كنت تخلط بين الاثنين فأنا لا أفعل!! أخيرا أود أن أؤكد لك، أن الأخلاق تبقى وتُذكر والمواد الصحفية تُنسى وتزول، ولا يغريني شيء مهما علا شأنه بأن أخالف أخلاقنا الصحفية لتحقيق خبطة أو شهرة لأني أعلم أن الأخيرة ستختفي والأولى ستبقى. *بلا شك د.لام، إن رد شخص بقامتك علي، يزيد من رصيدي ولا يخصم، كل ماهنالك إني تضايقت قليلا، بأن يتلزم صحفي بأخلاقيات مهنته ويحترم مصدره فلا يغريه سبق صحفي أو إثارة، ويفشل سياسي محنك في ذلك!! ////////// (1-اتهمت قبيلة أولاد حميد الرعوية التي تقطن في جنوب كردفان وبالأدق في المناطق المتاخمة على الشريط الحدودي لولاية أعالي النيل، قوات ومليشيات لام أكول بالقيام بعمليات اعتداء ونهب وسلب بحق مواطني المنطقة...إلخ وقبل أيام شكا مواطنو محلية ابوجبيهة من ذات الاعتداءات مشيرين إلى أن تلك قواته يصل عددها نحو 500 جندي ويستقلون 40 عربة لاندكروزر يقومون بالاعتداء والاستيلاء على ممتلكات عينية ومبالغ مالية. 2-في رده قال لام أكول ل(السوداني) أن فصيله المتحد بعد أن أجرى حوارا مع الحركة الشعبية اتحد معهم وأصبح الطرفين جميعا حركة شعبية "السياسيين دخلوا السياسة والجنود والعساكر دخلوا الجيش" ويشير إلى أن 550 ضابط و3آلاف عسكري كانوا منضوين قبل الاتحاد تحت قيادته، ويضعد حديثه أن الفترة التي اندمج فيها الجنود داخل الجيش الشعبي كانت ست سنوات وهي كفيلة وكافية بأن يحدث الاندماج التام.. ويستغرب لام من هذا الاتهام ويقول "لو أعلنت أنا رفع السلاح في وجه الحركة ربما لانضم إلي الجنود لكني أعلنت أن أسبابي سياسية وخلافي مع الحركة الشعبية سياسي ولم أقل مطلقا أني سأحاربهم عسكريا" ويؤكد أنه اختار العمل عن طريق البرنامج السياسي السلمي الذي وضعه، ولا ينسى أن يذكر بأن حزبه ليس حزب قبيلة إنما حزب برنامج ويقول "لدي نائبين أحدهم دينكاوي والآخر نوراوي" ويكشف أكول العلاقة الطيبة التي تجمعه مع قبيلة أولاد حميد وذلك حينما أقام له الأمير عبد الرحمن حفل عشاء في نادي الضباط بالخرطوم، ويؤكد وجود علاقات ممتازة تجمعه مع قبائل حميد وحوازمة ويضيف "لو كان لدي قوات هل منطقيا أن أستخدمها في حق هؤلاء، وكيف أقاتل الشمال إن كنت متهما بمقاتلة نظام جوبا؟!" 3-يرى المحلل السياسي كيم يوال لوانق أن لام أكول لا يملك قوات بعد أن اندمجت داخل الجيش الشعبي، ويعتبر في حديثه ل(السوداني) أن الرجل الآن مجرد معارض سياسي سلمي وأن الاتهامات التي تطلق ليست إلا دعايات تمارس ضده، ويشير إلى أن من يحملون السلاح معروفون وقواتهم كذلك معلومة للجميع. 4- بعد أشهر قليلة من انفصال الجنوب قدم وزير الداخلية آنذاك قير شوانق تقريرا حوى مستندات ووثائق تشير أن للام أكول قوات ومليشيات مسلحة في أعالي النيل ويعلق على الحدث المحلل السياسي ورئيس تحرير صحيفة المصير ميثيانق شيريلو ل(السوداني) من جوبا أن التقرير حينها تضمن اعترافات مسجلة لمسلحين تم القبض عليهم واعترفوا أنهم يتبعون لقوات لام أكول، غير أنه يطرح تساؤلا موازيا في ذات النقطة حينما قال "السؤال يكمن في التوقيت.. فلماذا لم تتحدث الحركة الشعبية عن قوات لام أكول إلا بعد أن انفصل من الحركة الشعبية ووقع الانفصال؟" ورغم الاتهامات الحقيقية أو المزاعم المغرضة التي تعلنها حكومة جوبا أن رئيس الحركة الشعبية التغيير الديمقراطي يمتلك قوات مسلحة إلا أنها لم تُصدر مذكرة اعتقال بحقه ويقول شريلو "كان من الأجدى للسلطات إن كانت تملك الأدلة الكافية أن تلاحق أكول قانونيا وقضائيا لأن التقارير الاستخباراتية يصعب تناولها إعلاميا خاصة إن تضمنت معلومات سرية لم تُكشف من قبل للعلن" ) لينا يعقوب [email protected]