يبدو أن السيد الصادق المهدي مفتون بحكاية (كلام الليل يمحوه النهار ) ومواقفه تدل على ذلك ، فالرجل يخطو خطوة للأمام وخطوتان للخلف دائما وهذا التناقض يعكس صراعا في نفسية السيد، فالرجل يرغب في الثأر من الحكومة التي اطاحت بعرشه ومنعته من الظهور وممارسة هوايته المفضلة (النضمي) أمام الجموع وعبر وسائل الاعلام وجعلت عدد الافواه التي تنطق كلمة (سيدي) قليلة لا تتناسب مع طموح السيد! .. يريد فعل الشيء ويفعل العكس ،فنفسه مملوءة بالشكوك والخوف على مصيره في حال حدوث تحولات جوهرية على الأرض وفي عقول الناس هنا، تحولات تأتي بلاعبين جدد من أماكن قصية ليسوا من صناعته ولا من صناعة شاكلته يجعلون أخباره وأخبار اسرته (الكريمة) ضربا من الماضي .. وربما أكثر ما يؤرقه هو تخلص ما تبقى من الأنصار (خصوصا العجائز!) من رواسب وخزعبلات الماضي المبنية على قناعة (سيدي وسيدك ) وعلى الخرافات والاساطير! ..وقلت (العجائز) لأنني ميقن تماما أن جُل الاجيال التي تربت على يد هذه الحكومة لا تعرف عن حزبه المسمى الأمة الا لماما ولو قدر للسيد أن يتجول في طرقات الولايات لما وجد التفاته من أغلب الشباب الذين يقل عمرهم عن الثلاثين ، فجيلا التسعنيات وما بعد ألفين لم يكن ليتسنى لهم معرفته لولا وسائل إعلام الحكومة وبعض الصحف ذات المآرب والاجندة (ذات الاجندة الجهوية التي تجمع الاحزاب التقليدية والقديمة ) والتي تقاتل باستماتة لاستبقاء الواقع الجهوي كما هو والتي تطمع في حدوث تغيير لكن دون المساس بالثوابت، نعم; الثوابت في عقولهم تلك التي تضمن السيطرة الجهوية والعنصرية التي أودت بوحدة البلاد وتعايش وتواصل العباد في كل مكان في ما تبقى من المليون ميل! ..وأقول دونما مبالغة أنه لو تم اجراء انتخابات نزيهة وخاضها حزب السيد فسوف لن يجني في أحسن الاحوال ما يزيد عن 1% من أصوات أجيال السبعينيات والثمانينات والتسعينيات وما بعدها .. فالشباب هؤلاء ربما يعرفون حزب السيد من خلال دراستهم لتاريخ السودان الحديث !! والمضحك المبكي أن جهات بعينها ذات نفوذ واعلام تزول منه الجبال تحاول أقناع جماهير الناس أن للحزب ثقلا في عالم اليوم ، وهي تدرك أنه لم يعد لأولئك الذين يحلفون (بالمهدي وخليفته) وجود ;فقد قضى عليهم الدود .. أيها القوم لقد ولى زمان (سيدي) وحل زمان الcd ، فمتى ستدركون ذلك ، وستولي بأذن الله كل الأحزاب الطائفية الرجعية التي بقاءها مرهون ببقاء الجهل والتخلف دوما .. قال أحزاب كبيرة قال !! [email protected]