المعاشي المسكين المغلوب على امره الذي عان كثيراً من التصريحات فبلغ درجة لا تقدر من عدم تصديق التصريحات، هذا المعاشي انتظر انتهاء شهر فبراير ولحسن حظه ان فبراير هذا العام عدد ايامه 28 يوماً... بعد ان اكتمل شهر فبراير اكتشف ان سوء الطالع يلازمه وان اول ايام شهر مارس يصادف يوم جمعة ومعنى ذلك انه لن يذهب الى البنك إلا في يوم الاحد لان السبت كما هو معلوم يوم عطلة، المعاشي المسكين عليه اكمال عدة فبراير ثلاثين يوماً. اكتمل الزمن وذهب المعاشي الى البنك وهو يأمل ان يصرف المعاش في حده ادنى وهو 450 جنيها كما صرحوا وقالوا... الرجل يبتسم وهو يطلع خبراً في صحيفة يخرجها من جيبه يقول: أكد وزير الرعاية والضمان الاجتماعي المناوب إبراهيم آدم إبراهيم اهتمام رئاسة الدولة بالمعاشيين، داعياً لدى مخاطبته حفل مؤسسة التنمية الاجتماعية للمعاشيين لتدشين المرحلة الثالثة عشرة من تمويلات المعاشيين الاستثمارية لهذا العام، إلى زيادة مبلغ التمويل الأصغر للمعاشي واندياح المؤسسة في الولايات والمدن الكبيرة لمكافحة الفقر في أوساط المعاشيين بالتوسع في التمويل والاستثمارات، معلناً عن تشكيل لجنة عليا برئاسته للنظر في كيفية إسكان المعاشيين الذين لا يملكون سكناً والاجتماع مع وزير المالية لتطبيق الحد الأدنى للمعاش في الأسبوع القادم. من جانبها كشفت المدير العام للصندوق القومي للمعاشات ماجدة محمد سعي الصندوق لتخفيف حدة الفقر في أوساط المعاشيين عبر برامج الإسناد الاجتماعي بتمويل الاستثمارات وزيادة السلفيات البديلة التي تتراوح ما بين خمسمائة وثلاثة آلاف. وفي السياق أعلنت مؤسسة التنمية الاجتماعية للمعاشيين تحقيق هامش الأرباح السنوية للتمويل من (8-9%) والاستمرار في اعتماد المعاش الشهري كوسيلة وحيدة للضمان وزيادة التمويل من مرتب أربعة وعشرين شهراً إلى سبعة وعشرين، وفترة السداد من ثمانية وعشرين شهراً إلى اثنين وثلاثين شهراً، بجانب خصم 57% من المرتب الشهري وتوسيع مظلة العمل بالولايات. تتضاءل الابتسامة فالحديث عن الاستثمارات وليس المعاش! ولكن يركز بصره من خلف النظارة السميكة التي تشهد بان الرجل قد افنى عمره في خدمة البلد، على السطر الذي جاء فيه(والاجتماع مع وزير المالية لتطبيق الحد الأدنى للمعاش في الأسبوع القادم) ويقول ان الاسبوع القادم قد انتهى ويرتفع صوته فالرجل، كما يقولون، يفكر بصوت مرتفع، لقد انتهى الاسبوع! ويجرجر قدميه نحو البنك... وكلما اقترب ترتفع ضربات قلبه فهو اعتاد ان يقرأ عشرات التصريحات والوعود ولكنه في النهاية يقبض الريح... تذكر المتأخرات وافطار شهر رمضان والحديث الذي يدور... وتذكر حكاية معاش المثل... وتذكر بطاقة المعاشي... وتذكر سكر رمضان... وتذكر حفلات التكريم وتساءل عن المعايير التي تستند عليها اللجنة او الوزيرة او المديرة او... او... حين تريد ان تكرم المعاشيين! وعن سكن المعاشي. اخيراً وصل الرجل الى البنك... وهو يحاول ان يقنع نفسه بان كل التصريحات تتشابه وانه يجب ان لا يكون متفائلاً... ولكن يقول ربما يصدقون هذه المرة! ويستلم الرجل المعاش فاذا هو نفس المبلغ الذي استلمه المرة السابقة... فيتمتم بكلمات لا يكاد احد يستبينها ربما كلمات شكر وحمد وربما لعنات. والله من وراء القصد د. عبداللطيف محمد سعيد [email protected]