طار (ابو عرفين) كانه هليكوبتر مخلفا تحته غبارا كثيفا و حط علي العود البارز من الراكوبة و الخالي من القش وهو مرقده الاثير و الوثير حيث حلم كل احلامه الجميلة هناك التي ليس من بينها احلام زلوط ، فزلوط كان مريضا نفسيا حيث ان داء الثعلبة عم كل جسده فلم تقبله امه ولم تحبه دجاجة او اقترب منه فروج ويرعب السواسيو اما ابو عرفين فانه الان بعل الدجاجة السوداء ذات العيون الصفراء الواسعة المشربة باللون البني المحروق و المطوقة بالرموش الطبيعية الطويلة و المنقار البرتقالي الذي يتناغم مع ارجلها في البحث عن حبة غلة او بعثرة بقايا طعام وريشها الاسود الفاحم الذي اذا فردته رايت ليلا حالكا مرسولا واذا غنت تكاكي بحنجرة عندليب يوقف ريش عذاري الفراخ قرون قرون وتطيش بعقول كهول الديوك وتذكرهم بالطرب الاصيل و كانت خجولة لا تتبرز امام العيان الا بعد ان تاخذ ركنا قصيا و تتاكد ان الريح الخارج ليس له صوت او رائحة فتقعد ملومة محسورة . الان ابو عرفين تعدي هذه المرحلة و هو الان في حالة وجد و صبابة فقد صادف الدجاجة الصغيرة الحمراء و هي تدلف لمنزلهم لاول مرة فارتج كل كيانه و شعر بقشعريرة الحب التي عرفها مرات و مرات و لكنها الاعنف هذه المرة اذ هاج و ماج و دار حول نفسه مثل شباب الديوك و قفز قفزات متقاربة سريعة كتمارين السويدي في الفرق الرياضية و طار عاليا ليحط في العود البارز مخلفا وراءه غلالة من الغبار غير ابه بسيده الذي يشرب شاي ما بعد الغداء قربه و طفق يغني بصوت جهوري جاذب عذب مثل فهد بلان وهو يقول و يعتز بانه ابن ربابة التي لها سبع دجاجات و ديك حسن الصوت وانه المعني وان لم يذكروا اسم ابو عرفين صراحة . هال الدجاجة الصغيرة الحمراء صنيعه فتغنجت امامه و خفضت صوتها و رمته بطرف جانبي خفي من اعين دعجاء عكست غرامها به من اول نظرة حينها صفق جناحيه وطار قافزا للارض قائلا قبل ان يحط في الاديم ( الحالم سبانا احب طرفه الكحيل...و...و...) . توقف هنيهة قبل ان يصل اليها ويقول ( بشوف في شخصك احلامي) ثم سال نفسه ، هل تقبلني بعلا و انا شيخ تاهلت عدة مرات ؟ لا باس سارمي كل شباكي دفعة واحدة واطلبها للدخول للقفص الذهبي او الخشبي لا يهم وان نجلس في الكوشة وناكل ال(cocktail ) ولا نشربه وهي اماكن و اشياء تخصنا اعجب بهما بنو ادم وحواء . نعم انا صاحب عيال سواسيو و فراريج ولكن لدي ايضا مجموعة ترمي البيض الذي يحميها من البيع و الذبح ولدي مجموعة من الذكور تخصب البيض وانا في عنفوان شبابي والقط الحب مثل ماكوك ماكينة الخياطة واجري بسرعة الماكوك دسكفري واطير في الفضاء القريب واهبط في عودي للنوم من المحاولة الاولي واحمي عريني وعرضي كما تدافع الدجاجة عن صغارها واعارك الديوك في سني واصبي فاجندلهم واحدا تلو الاخر واتقافز هاهنا وهاهناك مثل حمل الخريف او كرة التنس وادور حول نفسي مثل البهلوانات و انا اصدر اصوات المرح دون ان يصيبني دوار الارض ولست ديك العدة الشهير اذن ما يمنعني ان اطلب يدها؟ وقفت الدجاجة الصغيرة الحمراء مبهورة بصمته المهيب وتردد المحب الذي ينتقي كلماته قبل ان تخرج من منقاره . اقترب منها فنهرته وصاحت فيه فقال لها استغفر الله انا ديك مؤذن ولن اؤذيك او اجرح سمعتك . هل تقبلين بي بعلا؟ لم تقاوم طلبه فقد كان موضوعيا ثم غطي عليها بجناحه الايمن ودغدغها عند عنقها و غني لها ( دجاجي يلقط الحب بالتوزيع الجديد وديكي بدري بصوت حزين يسيل بكاءا و انين....) غفت تحت جناحه الدافئ تحلم بالمستقبل الاتي الي ان ايقظها صوت مؤذن صلاة المغرب فرجعت الي بيتها في الجوار وهي تجري وتطير علي وعد اكمال المراسم في الغد. في مساء اليوم نفسه حوصر الديك وامتدت يد اثمة لا تعرف ان هوي القلوب الصغيرة كبيرا وذبحت احلام سال دمها عند مدخل عبرته الدجاجة الصغيرة الحمراء في اليوم التالي دون ان تدري انها تدوس علي صياح رفيق عمرها المرتقب وهو يطلب النجاة ومهلة حتي يتعانقا عناقهما الاخير. حمد عبدالرحيم مصطفي [email protected]