المعاناه التي تشكلت عبر حقبه طويله وممتده من لحظات الصراع ,شكل عقبه طبيعه لممارسة عادات الناس ومظاهرهم الحياتيه والثقافيه العاديه,فحياة النزوح اثرت وبشكل مباشر علي حياة الناس ونمط سلوكهم. لان حياة النازحيين في معسكراتهم حياه غير عاديه ومليئه بالمعاناه ,فالاسره الصغيره تولي جل اهتمامها لتلبية الاحتياجات الاساسيه من ماكل ومشرب ,بالرغم ماتبذله منظمات العمل الطوعي والانساني والمنظمات الدوليه لتلبية الاحتياجات الاساسيه نجد ان هنالك نقصا ,لان ماتقدمه المنظمات لاتكفي لتغطة الاحتياجات الاخري من ملبس وغيره. لذلك نجد غالبية الاسر تعمل في كافة الانشطه المختلفه ولان ظروف الحرب غالبا ما تكون كاسده اي ان هناك كسادا اقتصاديا ووفره في الايدي العامله تزيد عن احتياجات السوق ,نجد ان المجتمعات الضعيفه كالنازحون وغيرهم من المتاثرين يقبلون بالاجور الزهيده ,واحيانا كثيره تنخرط النساء في الاعمال الشاقه كعاملات البناء وتكسير الحجار ويجلبن الشوك والحطب في رؤوسهن لعمل حظائر للحدائق و"الجناين". وتحضرني هنا ذاكرة تلك المشاهد خاصه النساء اللائي يجلبن حزم الشوك من مناطق بعيده فهن يذهبن بارجلهن الي مناطق نائيه قد تمتد الي ساعتين او ثلاثة ساعات ويخاطرن بحملهن الشوك في رؤسهن ليبعنه بسعرلايتجاوز الخمسه او السته جنيهات ,فالام تكون محتاجه لتلبية الاحتياجات الاخري وكذلك عاملات البناء وغيرهن. اذا فهو صراع طويل من اجل البقاء ,ولكن وبالرغم مما يتعرضن لهن من مخاطر تواجههن مخاطر اكبر وهي المخاطر المتعلقه بالاغتصاب ,وهذا مادونته كثير جدا من سجلات الانتهاك ,فوقعت اكثر من مئات الحودث ,اللائي تعرضن فيهن للاغتصاب. فاولي اشكالات النازحات التي يواجهنها داخل المعسكرات انعدام الامن ,ومظاهر الاستغلال الاخري. هذا الزخم الغير عادي والمليئ بكثير جدا من مظاهر العنت والمشقه ,يخفي مظاهرا اخري واشكالات اخري من انماط التفاعل الاجتماعي ,لذلك نجد ان تلك المجتماعات التي هاجرت ونزحت بحاجه الي شيئ يخفف من روع المعاناه ويطفي طابعا من الابتهاج ولو قليل ,وهي الكرنفالات الشعبيه وغيرها من لنماط السلوك الاجتماعي المشابهه,وذلك للمحافظه علي القيم الثقافيه والعادات والتقاليد التي كادت ان تندثر في المعسكرات. [email protected]