العولمة يجب أن نكون حضوراً في موكبها ونتمشى معها ولكن بتأني ونأخذ منها ما يفيدنا ونترك سواه و يجب أن نحافظ على قيمنا وموروثاتنا وعاداتنا وتقاليدنا السمحة والجميلة و ليس ننهمك هكذا في مجاراتها بهذه الدرجة التي تغير ملامحنا وتسلخ جلدنا ويجب أن نستفيد من محاسنها بكل ما هو ميسر ومفيد في حياتنا اليومية وأن نعي جيداً المساوي وكل أضرارها وهي التي أدخلتنا في عالم غريب وعجيب وهذا الهوس الذي يلهث خلفه الشباب من الجنسين وحتى انسلخا من جلدتهما ولبسنا ثوب جديد ويرونه قشيباً وبثقافة جديدة وغريبة عليهم ،،،،،،، كشباب بنات وأولاد من وطن اسمه السودان و أصبح الهم الوحيد هو أم تمتلك البنت اللون الأبيض الناصع والجاذب وهو ما يغري عشيقها وفارس أحلامها ذو الحصان الأبيض والآتي من على الضفة الأخرى للنهر هذا حتى لو يكلفها تغير جلدتها و الغريب في الأمر لوننا الأسمر هذا اللون الجميل والمميز والذي تغنى له الشعراء والفنانين وخلدوه في إبداعاتهم أصبح اليوم لوناً منبوذاً ويهرب منه كل الجنسين الأولاد يفضلون الفتاة ذات اللون الأبيض والشعر الأشقر والعيون التي تشبه عيون( الهرة ) لذا البنات غيرن بشرتهن السمراء الجميلة بهذا الكم الهائل من المسحوقات والكريمات والتي لم يعرفن مخاطرها و أضرارها من أمراض خبيثة ،،،،،، ونحن في بلد له طبيعته وجغرافيته الخاصة وشمسه الحراقة والموضة الدخيلة علينا بعولمتها غيرت ( جتة ) بناتنا حتى تنظر للفتاة وتشمئز من شكلها المنفر كل من حولها من ملابس وتسريحة شعر وبودرة غطت طبقات وجهها تماماً وأصبح شكلها شكلاً تظن بأنها سائحة من دولة غربية مع الانفتاح العالمي والعولمة والأولاد لا يشبهوا الرجال ولا صلة تربطهم بهم ما هذا الجري واللهث أيها الشباب خلف مغريات العولمة ولماذا تخرجنا العولمة من قيمنا وعاداتنا الجميلة والراسخة ،،،،،، والشيء المحير والمدهش هذا الزخم والزحام من المراكز الدخيلة علينا من حمامات مغربية وتركية ومصرية وغيرها ربما يخالفني الرأي آخر ويقول لي يا أخونا هذا انفتاح عالمي رائع ومسموح به وهذه المراكز خلقت سوقا شرائيا كبيرا ووفيرا لتجار هذه المساحيق والبودرة والعطور التي تدخل للبلد وبشتى الطرق ومن دول أوربية وأهمها فرنسا بلد العطورات والجمال وحتى وزارة تجارتنا ومراقبتها صاحية يا سيد سيبك من الكلام دا وخير دليل ذاك التاجر الشامي الذي جلب ألاف المساحيق ودخلها للبلد وقبض أموالا طائلة وعاد الكرة مرات عديدة وأخيرا وقع تحت عيون كاميرات المراقبة وصودرت منه في الميناء الشرقي المرموق والشاهق في بلادي الم أقل لك بأننا صاحين لكل واردة وشاردة تضر بصحة مواطننا المغلوب على أمره ،،،،،،، ،،،،،،، فتحي أبودبارة ،،،،،،، [email protected]