تبرز اليوم حاجة شعوبنا لمبدا التسامح الثقافي من اي وقت مضي،نظرا لحالة الفوضي السياسية والثقافية والاجتماعية التي تضرب اطنابها بنية الدولة السودانية من جراء الثقافة الاقصائية التي ولدت الكراهية والتمييز والدونية واثارة الاحقاد والضغائن بين المكونات والشعوب السودانية . ومن المعلوم ان جامعة النيلين تقيم سنويا اسبوعا ثقافيا تحت دعاوي ابراز الثقافات السودانية عبر الروابط الاجتماعية داخل الجامعة ..ولكن السؤال الذي يستفهم ذاته بهذا الصدد :هل ما يجري داخل الحوش الثقافي ممارسة ثقافية ام هي حالة من الفوضي الثقافي؟! كل هذه التساؤلات لا ينقص من ضرورة التاكيد علي ان علي ان جميع الثقافات السودانية جزء لا يتجزا من التراث المشترك للانسانية ،وان الذاتية الثقافية لكل شعب تتجدد وتثري من خلال الاتصال بتراث الشعوب الاخري ،وانها تزبل عندما تفرض عليه العزلة..ولكن ما يجري في جامعة النيلين تحت مسوغات الثقافة فعل لاتمت باي صلة بالتواصل الثقافي، بل تعتبر الية من اليات النظام لتفتيت ما تبقي من النيسج الاجتماعي بعد ان فٌتت ودمر عبر اثارة النعرات القبلية واذكاء روح القبلية وتبني الدولة الدولة سياسات عرقية واضحة ،وما تم يوم الاحد الموافق 14/4/2013 داخل حوش الاسبوع الثقافي المزعوم يفضح زيف جامعاتنا كمؤسسات ثقافية وكمنارات التي تؤول اليها لتخريج قيادات قادرة علي التعاطي مع الواقع السوداني المعطون انها حقا ماساة ! ،انفجرصراع دموي اخطر من نوعه بين رابطتين اجتماعتين ،استخدم فيه كل ادوات العنف من الساكين والعصي والسواكير مما ادي لجروح واصابات خطيرة لستة من الطلاب بين الطرفين ،والان هؤلاء الطلاب المصابين يتلقون يتلقون العلاج في المستشقي والواحد منهم في حالة خطيرة . نتمني لهم عاجل الشفاء ،وهنالك ارههاصات لتولد صراعات اخري اكثر دموية علي خلفية الصراع الاجتماعي في السودان الذي يعتبر من اكبر انجازات حكومة الانقاذ! وكل هذا تم داخل الجامعة وباسم الثقافة وتحت مباركة مدير الجامعة والاتحاد! ايعقل هذا السلوك داخل الجامعة ؟! الي اي مدي وصلت جامعاتنا من التدهور والانحطاط الثقافي والفكري؟!!! وكثيرا ما ما يتم التداول في العناوين الصحف الرئيسية (ان هنالك صراعا قبليا راحت ضحيتها 100 من افراد القبيلة العلانية و50من القبيلة الفلانية) هذا ليس غريبا في الشارع السوداني في ظل سياسات الحكومة القائمة علي منهجية فرق تسد ، ولكن الاغرب للقارئ ان يكون هذه الصراعات وسط الجامعات والتي هي من اكثر المؤسسات الثقافية تحصينا وعقلنة ! اي خير يرجي من هذا البلد في ظل هذا الواقع !. اما فيما يتعلق بالمخيمات التي نصبت للعرض الثقافي داخل الحوش ،نجد ان كل قبيلة حددت لها خيمة لكي يقدم عروضها الثقافية للاخرين ، وكثرا ما ينشا النزاعات بسبب المكان او مناوشات في الكلام علي خلفيات الصراعات الاجتماعية المتخلفة ،وايضا الحوش تعمه بعض مظاهر الرقصات التراثية وضرب الطبول وغيرها ...ولكن من مفارقات الزمان في اللحظة التي يعتقد البعض انهم يمارسون الفعل الثقافي املا منهم لخلق ارضية للتسامح مع الغير ، الا ان هنالك داخل الحوش خيمة للطلاب المجاهدين وهم بكامل زيهم العسكري ينشدون الاناشيد الجهادية والحربية التي تحض للعنف والقتال والكراهية ورفض الاخر !!! كل هذه التناقضات داخل مساحة ضيقة جدا تكسوها غبار خاتم وحالة من الاختناق وضغط بشري فائق التصور! تفاديا لكارثة انسانية محتملة وصونا وحفاظا لما تبقي من ماء الوجه الجامعي لا بد من نقض مايسمي بالاسبوع الثقافي من جذوره لانها هي مساس واساءة لشرف الجامعات والثقافات السودانية العتيقة التي تعرض بهذه الطريقة المهينة! اذن يقتضي عمل الاتي: تقسيم الروابط بالولايات وليس علي اساس القبيلة اوالعرق ،فمثلا نجد ان هنالك كثير من المشتركات الثقافية بين القبائل الدارفورية فمن الاجدر ان يعرض كل هذه الثقافات في خيمة واحدة بدل من ان يعرض كل قبيلة معروضاتها الثقافية علي حده.والا علي الروابط ان يقوموا بمقاطعة الاسبوع الثقافي بتاتا،وايضا علي اتحاد طلاب جامعة النيلين ان تناي بنفسها من اذكاء روح الصراعات من اجل مكاسب مالية ،لان هنالك عشرات من الروابط الاجتماعية الوهمية التي لا وجود لها في الواقع صنع فقط من اجل استخراج ميزانيات التي حتما تذهب لبطون اعضاء اتحاد الفاسدين! [email protected]