ثلاثة انقلابات عسكرية فى السودان ولم يتعلم او يتعظ احدها من الآخر!!!!! انقلاب عبود وسمى بثورة 17 نوفمبر كان حكما عسكريا صرفاوقوميالم يعالج مشكلة الجنوب سياسيا بل عسكريا وكان من المفترض ان يعمل استقرار سياسى واقتصادى وبعده يعمل مؤتمر دستورى لعمل دستور دائم بمشاركة الجميع ومن ثم ينسحب الجيش الى ثكناته بعد عمل انتخابات وتسليم الحكم للحكومة المدنية المنتخبة لكنه لم يفعل ذلك واندمج فى عمل المشاريع التنموية واهمل البناء السياسى!!! انقلاب 25 مايو الذى سمى بثورة مايو بدا عقائديا يساريا وقوميا عروبيا ثم انقلب عليهم الاثنين وصار حكما فرديا بحزب واحد هلامى لا يقرر شيئا بل الرئيس والقصر والجيش والامن هم الذين كانوا يقرروا او يتنازعوا السلطة وبرضه سار فى ركب التنمية المادية واهمل التنمية السياسية كسابقه لكن بعد ان هدم البنية الاساسية للاقتصاد من تاميم ومصادرة وصار يحكم بالقبضة العسكرية والامنية!!!! ثالثة الاثافى انقلاب 30 يونيو 1989 والذى سمى ثورة الانقاذ الوطنى وكان الاحرى ان يسمى ثورة الخراب والتمزق اللاوطنى وهو انقلاب الحركة الاسلاموية والذى انتهى الى ديكتاتورية حزبية عسكرية وبرضه لم يتعظ او لم يريد ان يعمل بناء دستورى لخلق استقرار سياسى ربما لانه اتى ببرنامج الجبهة الاسلامية او الاسلام السياسى ولا يريد اصلا اى برنامج وطنى غير هذا البرنامج ولو ادى الى فقدان السودان وصار يعمل الحلول الجزئية وادخل الخارج فى مشاكل السودان وهو يعتقد ان القبضة العسكرية والامنية والرشاوى السياسية والمادية ومهادنة الخارج وضرب الداخل هما السبيل الى استمرار حكمه وان عمل التنمية المادية من طرق وكبارى وسدود وبترول ومعادن هم السبل للاصلاح واستمرار الحكم الخ الخ الخ!!! الا يدرس العسكريين ومعهم العقائديين التاريخ القديم والحديث للامم والشعوب وان نظام حكم الفرد او الحزب الواحد القائد ما حافظ على بلد او طورها؟؟؟؟ اذا كان لابد من انقلاب عسكرى واصبح حقيقة واقعة لسوء اداء العهد الحزبى الديمقراطى وان كان ذلك فى رايى لايبرر الانقلاب على الديمقراطية واعطائها الفرصة لتصحيح نفسها فى جو الحريات العامة وسيادة القانون وفصل السلطات حتى يصبح الحوار السلمى والاحتكام الى الدستور والقانون وصندوق الاقتراع هى الثقافة السائدة فى البلاد مكان حمل السلاح لتحقيق الاهداف اذا كان لابد من الانقلاب العسكرى كما قلت فكان لابد للانقلابيين اذا يريدوا الاصلاح ان يكونوا قوميين اولا وعمل استقرار امنى ومن ثم البدء بالحوار الوطنى من خلال مؤتمر جامع يناقش كل المشاكل والتوصل لتراضى وطنى يرضى الجميع ولو فى الحد الادنى وبعد التوافق الوطنى وعمل الدستور يصبح الجيش وقوى الامن حامية لذلك الاتفاق ضد اعدائه الداخليين والخارجيين ويصبح حمل السلاح حقيقة خيانة وطنية لاجماع اهل السودان وليس كما حاصل الان او من قبل فى العهود العسكرية ان المخالف هو خاين او غير وطنى لان اصلا لم يحصل اجماع وطنى على اى شىء!!! اذن اذا لم تعترف الانقاذ بالفشل السياسى وتبدا فى عمل خطوات للتراضى والاجماع الوطنى مع الاخذ فى الاعتبار بمطالب الجهات الاقل نموا ستزداد الاوضاع سوءا ولا يمكن حصول استقرار سياسى او امنى مهما تبرعت الدول او حصلت اتفافيات جزئية وثنائية او رشى سياسية او كسر شوكة التمرد لان حرب العصابات سجال وليس فيها نصر نهائى والنصر النهائى هو فى التراضى الوطنى للجميع حكومة ومعارضة مسلحة او مدنية!!!!! حكومة قومية تمهد لمؤتمر جامع وتصمت لغة السلاح وحصول توافق ونراضى وطنى او ضياع الوطن والمواطن والحلول دائما وابدا هى فى الداخل وليس فى الخارج حتى لا نصبح مضحكة بين الامم!!! اذا الانقاذ تفتكر انها ببرنامجها وقوتها العسكرية والامنية تستطيع الاستمرار فى الحكم فانها تمضى قدما فى تفكيك الوطن والتدخلات الاجنبية!!!! الحل السياسى والدستورى هو الاساس لحل كل مشاكل الوطن وخلق الاستقرار والتنمية المادية والبشرية والا التفكك والطوفان!!! اصلا وكلو كلو ناس الكاكى ديل ما بيتعلموا من التجارب؟؟؟؟؟؟؟ هل استمرار الانقاذ والخوف من المساءلة والمحاسبة اهم من استمرار السودان واستقراره والتراضى الوطنى؟؟؟؟؟ فى هذه الحالة الخاينة هى الانقاذ وليست المعارضة!!!! والسودان واهله اهم من الحركة الاسلاموية وناسها كلهم!!!