كيف تتحاور الحركة الشعبية حاملة السلاح مع نظام لايسمح حتى لحمامة سلام تحمل غصن زيتون الثقافة أن تحلق فوق سماء السودان ...!! (18) أَشِحَّةً عَلَيْكُمْ فَإِذَا جَاءَ الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَإِذَا ذَهَبَ الْخَوْفُ سَلَقُوكُمْ بِأَلْسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى الْخَيْرِ أُولَئِكَ لَمْ يُؤْمِنُوا فَأَحْبَطَ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (19) يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِنْ يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُمْ بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنْبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُمْ مَا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا (20(صدق الله العظيم لا يخفى على أحد ما تسعى إليه الحكومة المأزومة المحرومة ‘ حكومة عمر البشير هذه الأيام وهي تحاول أن تسابق الزمن في سعي محموم ومهوس لفك طوق الحصار والعزلة المضروبان عليها من كل الجبهات حتى من داخل كيانها الهلامي الذي حارت فيه العقول أن تجد له وصفاً أو تجد له تكيفاً وهو يتضخم كل يوم ليلد لنا جنيناً سفاحاً جديداً منذ جبهة الميثاق وإلى يومنا هذا (( أخوان مسلمون وجبهة ميثاق وجبهة قومية وعمرها ما كانت قومية ،ومؤتمر وطني - ومين القال وطني - وخم شعبي وغير شعبي ودفاع شعبي وماهو شعبي ، وتهدون وتضلون وسائحون وسارقون ومجرمون وأحزاب فكة وحركات موقعة على بياض وأحزاب موقعة على الخراب ، وأحزاب قابضة التمن وأحزاب خارج الشبكة والزمن )) !! فالهزائم العسكرية المتتالية التي منيت بها الحكومة في كل الجبهات في دارفور وجنوب كردفان وشمالها وفي النيل الأزرق والضائقة الاقتصادية والمعيشية قد أفقدوها صوابها ، وجعلوها تترنح وهي تحكي حالة الهذيان تنسى سبها وشتمها للمعارضة حاملة السلاح ووصفها بالحشرة ووصف منتسبيها كذلك بالعبيد وغيرها مما جادت به قريحتهم من قاموس السباب والشتائم ، أما المعارضة غير المسلحة فهي دائماً موصوفة بالعمالة والخيانة والارتزاق ، وهي دائما لا مكان لها من الأعراب في دائرة الحوار المدغمس، وتقسيم الكيكة ، وإنما محلها الرف ، متى ما احتيج إليها استخدموها ، ومتى ما استغني عنها علقوها ولفظوها وأهانوها ولعنوها !!! وداسوا عليها بأرجلهم ...أعلنت الحكومة الحوار مع الحركات المسلحة والمعارضة المفككة وقامت بمسرحية فك مجموعة من المعتقلين السياسيين الذين لايتجاوز عددهم العشرة ، وظل عشرات من المعتقلين السياسيين والمعارضين قابعين في سجون الإنقاذ ، حتى النساء منهم وبعض منتسبي الحركة الشعبية التي أعلنت الحكومة الحوار معها ،مازالوا في سجون النظام ، ولم نلبث إلا قليلاً حتى فاجئنا النظام المخادع الماكر الذي فاق كل توقعاتنا في سوء الظن العريض به وهو أهل له أن أعلن العفو عن ضباط المحاولة الانقلابية الفاشلة عمن يسمون أنفسهم بسائحين -ود ابراهيم وصحبه – الذين احرجوا حكومتهم الهلامية ايما احراج وفضحوا وزير دفاعها المدلل ايما فضيحة بمستندات الفساد ، فتحول عندها المحكوم إلى حاكم والمتهم إلى قاضي ، فأردوا أن يداروا سؤتهم وسؤة أخيهم - وزير دفاع النظروالعين العنية - بضم سائحون إلى سفينة العفو التي أعدت لهم حصرياً ، حتى يسكتوا وحتى لايتسع الفتق والشرخ الكبير الذي أحدثه هؤلاء الإنقلابيون في جسم الإنقاذ ، وما كان إطلاق سراح المعارضين الآخرين والمساجين الذين أطلق سراحهم إلا مسرحية عبثية أخرى غير موفقة الإخراج وفاشلة السبك ،وهاهم الآن بعد أن زينت لهم أحلامهم الفطيرة والفجة بإغلاق ملف المحاولة الانقلابية يستمرون في استمالة المعارضة المسلحة وغير المسلحة وخداعهم بلعبة المفاوضات والحوار. ومرة أخرى لايكون الحوار إلا شكلاً وديكوراً ، ويظلوا هم القابضين على مفاصل الحكم والدولة وبحوزتهم جيش جرار من القوانين القمعية والحصانات الدستورية والعسكرية ، وطالما هم باقين على كراسيهم في السلطة ،لايضرهم من جاء أو من ذهب ، وكل الذي يصبون إليه هوهدنة قصيرة ،مدفوعة التمن، يضمدوا فيها جراحهم ويرتبوا فيها صفوفهم ، ويشتروا فيها مزيداً من الأسلحة والدبابات والطائرات ، أو تدفعها لهم أي دولة أخرى من الدول التي يخدعونها بالأمنيات الكبيرة والوعود الزائفة الفطيرة،مثل دولة الخلافة الإسلامية من المحيط وإلى الخليج ، أو الإستثمارات الضخمة ،وحل أزمة الغذاء في بلدانهم المهددة بفقد الأمن الغذائي ،وغيره من الوعود . وبطبيعة الحال هذه الدول يهمها استمرار هذا النظام ، وبعضها لها مصلحة في استمرار الصراع الدائر في السودان والمنطقة . هذا النظام المتهالك لايحتمل أدنى شكل من اشكال المعارضة السلمية البسيطة ، حتى المراكز الثقافية والفكرية والأدبية قام بإغلاقها مثل مركز الخاتم عدلان للإستنارة والتنمية البشرية ومركز الدراسات السودانية بتهمة تهديد الأمن ، وكان أخر صيحة أطلقوها ويحسبونها هي العدو عليهم ، منع محاضرة بمركز الأستاذ محمود محمد طه الثقافي بالثورة ، لتقديم كتاب ((التصوف بين الدروشة والتثوير)) للكاتب الصحفي المشهور الأستاذ عبدالله الشيخ ، وهذا جزء من البيان التوضيحي بشأن إلغاء الفعالية ، من رئيسة المركز الأستاذة أسماء محمود محمد طه ، يوضح حجم الكبت والقمع ومصادرة الحريات ، يمكن أن يكون لأي مدى في ظل هذه الحكومة المأزومة ... ((بيان توضيحي من مركز الأستاذ محمود محمد طه الثقافي بالثورة بشأن إلغاء فعالية الجمعة 19 أبريل 2013 من قبل جهاز الأمن كان مركز الأستاذ محمود محمد طه الثقافي قد أعلن عن قيام محاضرة يوم الجمعة 19 أبريل 2013 لتقديم كتاب الأستاذ عبدالله الشيخ، الصحفي المشهور بجريدة أجراس الحرية سابقا ..عنوان المحاضرة حمل اسم الكتاب "التصوف بين الدروشة والتثوير"، وأعلن المركزعن قيام المحاضرة في الساعة 8 – 10 مساء بمقر المركز بالثورة الحارة الأولى.. اتصل أحد المسئولين، عرَّف نفسه بأنه من جهاز الأمن، بتلفوني بعد عدة اتصالات مع بعض أعضاء المركز، مما أعتبره إرهابا لأعضاء المركز بلا مسوغ أو مبرر لذلك.. بحجة أننا لم نأخذ إذناً من جهاز الأمن بالمطار لقيام هذه المحاضرة.. ذكرتُ له أنه كمركز مسجل وفق قانون الجماعات الثقافية، والجهة التي صدقت لنا هي وزارة الثقافة وهي المسئول الأول عن نشاطنا وبما أن التصديق ساري المفعول فإننا لا نرى موجبا بأن يكون هناك تضييق لحرياتنا بأخذ إذن لعمل مصدق عليه وهو من صميم واجباتنا كمركز ثقافي طالما كان هذا النشاط داخل مباني المركز.. سأل المتصل عن عنوان المحاضرة واسم مقدمها.. فأعطيت له المعلومات المطلوبة، وقلت له أنتم مدعوون لحضور هذه المحاضرة، قال لي نعم نحن سنحضر.. سأل هل المتحدث جمهوري؟ فأبديت له أنني لا أريد أن أكون مصدرا لمعلوماتكم وأن هذا عملكم فقوموا به بالطريقة التى ترونها.. كل ما هناك إنني اعتقد أن من حق هذا المواطن أن يقدم محاضرة عن كتابه، كما أنه من حقنا نحن كمركز ثقافي فتح جميع منافذ التوعية والثقافة.. فطلب مني أنه سيرجع ليحادثني بعد قليل.. رجع بعد قليل قائلا: الناس ديل قالوا المحاضرة ما تقوم.. قلت له: جدا المحاضرة ما حَ تقوم لكن أعرفوا أن هذا الموقف ضد ما أعلنه رئيس الجمهورية ونائبه قبل أيام بافساح مجال الحريات......)) وهنا أنا لايهمني ماتقوم به هذه الحكومة من خداع ومكر ومراوقة باتوا مكشوفين للقاصي والداني ، إلا إنسان غبي لم يقرأ كتاب الإنقاذ ولم يستفيد من تكرار التجارب الفاشلة فيه ، فليعتبر جماعة الحركة الشعبية مما حصل لمنواي وللحركة الشعبية نفسها ، وقبلهم رياك مشار وفصيله ونحن نعلم جميعاً أن هؤلاء القوم لاعهد لهم ((فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً ۖ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ ۙ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ ۚ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَىٰ خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ ۖ )) صدق الله العظيم ولوكانوا هم جادين لقاموا بإلغاء القوانين المقيدة للحريات جميعها وإتاحة جميع الحريات وحرية الصحافة ، ولقاموا بفتح مركز الدراسات السودانية ومركز الخاتم عدلان ، ولأطلقوا جميع المعتقلين السياسيين ، ولوكانوا جادين في الحوار والحلول لما أصروا على أن يكون الحوار مع الحركة الشعبية محصوراً في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق فقط ، وكأنما النية المبيتة هي أسكات الحركة الشعبية بإرجاع مالك عقار والياً لولايته بنفس الصلاحيات المنزوعة الدسم وكذلك لايفرق معهم تعين عبد العزيز الحلو والياً لجنوب كردفان طرطور آخر لو أصرت الحركة عليه ، والتمن الغالي الذي سوف تدفعه الحركة هو ضم جيشها وسلاحها للقوات المسلحة ، وهكذا يكونوا قد جددوا جلودهم وضمنوا استمرارهم في الحكم إلى أن يرث الله الأرض وماعليها ،وكما قلت لكم من قبل هم لاتفرق معهم ولايضرهم من دخل في الحكومة أو من خرج من قطع الشطرنج ، المهم أن يظلوا هم باقين في السلطة بقصورهم العالية وأرصدتهم ذات العملات الحرة العالية وعرباتهم الحرة الغالية ونسائهم مثنى وثلاث ورباع وما ملكت ايمانهم .... وما قبلت الحكومة الحوار مع الحركة الشعبية إلا لضمان استمرار هذه النغم ، والتي يحسبونها نعم وما يدرون!! مافي شك أن الحوار هو الطريق الوحيد لوقف نزيف الحرب ، وهو صمام الأمام لتوصيل الإغاثة للناس المتضررين من ويلات الحرب وعودتهم إلى قراهم وبيوتهم ، ولكن أن يكون حواراً شاملاً ، يحل مشاكل الحكم والدولة والدستور والديمقراطية وقضايا التهميش والهامش والتداول السلمي للسلطة ، لا أن يكون مجرد توزيع كراسي ومناصب ، وعلى الحركة أن تعي أنها تتعامل بمنطق ((السكران في ذمة الواعي)) ، وهي وحدها الطرف الواعي في هذا النزاع ، ولتعلم أن أهل السودان جميعاً يعولون عليها خيراً كثيراً ولاينسون أبداً وقفة الحركة الشعبية الصلبة أمام صلف وغرور وجبروت الحكومة الغاشمة واجبارها لتتبنى لغة الحوار، وهي خطوة متقدمة ، ونقطة تحسب للحركة الشعبية أكثر من أنها تحسب للحكومة ، ونحن لانعول على أفراد هذه الحكومة القلائل، والذين لا تهمهم مصالح مواطنيهم، ولا حتى مصالح بعض منتسبيهم ، ولعل الحركة الشعبية أمام تحدي تأريخي كبير، أما أن تدخل التاريخ من أوسع أبوابه أو تخرج منه دون رجعة وغير مأسوف عليها ، إن حاولت أن تبيع القضية وتقبض التمن ((وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون)) صدق الله اعظيم عوض الله الفادني [email protected]