٭ بعد احداث أبريل 5891م «الانتفاضة» وابان فترة الديمقراطية الليبرالية الثالثة انتظمت الأحزاب السياسية حمى مسح آثار مايو.. وكان ذاك سلوكاً طفولياً لان ما انجزته ثورة مايو بات تاريخاً يحق لنا أن نقول رأينا فيه لكننا لا نستطيع ولن نستطيع ان نمحوه.. فلا زالت حدائق ابريل هي حدائق مايو وما زالت حديقة عبود في بحرى هي حديقة عبود.. فالتعامل مع التاريخ يجب ان يكون بقدسية التاريخ واحترامه.. ٭ ما حدث في الايام الفائتة بشأن مستشفى جعفر بن عوف للأطفال استدعى الى مقدمة ذهني واقعة الاعتداء على التاريخ فسحب اسم دكتور جعفر بن عوف من المستشفى لا يلغي دوره البارز في جعل فكرتها واقعاً بين الناس.. وستظل مستشفى جعفر بن عوف على مدى تاريخ الخدمات الطبية في السودان.. سؤال عابر هل يحق لاي سلطة مهما كانت دون سلطة رئيس الجمهورية الذي اعطى هذا الاسم لمستشفى الاطفال اعترافاً وتقديراً لدور دكتور جعفر في هذا الصرح ان تسحبه؟. ٭ في لقاء عقدته صحيفة «اليوم التالي» يوم الاربعاء الرابع والعشرين من من هذا الشهر وفي سؤال وجهه خضر مسعود جاءت اجابة دكتور جعفر بن عوف، على كيف تم بناء المستشفى وما هي الجهات الداعمة؟ كالآتي: ٭ كان هناك جهد مقدر من وزير الصحة الاتحادي وقتئذ خالد حسن عباس الذي اشرف على عملية التصديق بثلاثة منازل حكومية ليقام عليها المستشفى وتم بناء المستشفى بالعون الذاتي من أبناء البلد الخيرين حيث اكتملت المباني في ظرف «6» أشهر فقط ولم تدفع الدولة حينها أي مبلغ من المال لتسيير العمل وتم بناء عنبر «51» من قبل سويسريين وكان هذا العنبر بمثابة النواة للمستشفى وبافتتاح المستشفى انخفضت نسبة الوفيات وزاد عدد المترددين من كل أنحاء السودان حيث بلغ عددهم «81» ألف مريض سنوياً الى ان وصل الى «03» ألفاً في الشهر الواحد وانخفضت نسبة الوفيات من «03%» إلى «1%» بعد ان اكتمل العمل بمستشفى الحوادث تم تخصيص أقسام التغذية والتأهيل الغذائي باعتبار ان امراض التغذية كانت قاسماً مشتركاً بين أمراض الطفولة بالاضافة الى انشاء «61» عنبرا والعيادة الطارئة والعيادة المحولة بجانب الصيدلية والمعامل المتكاملة وقسمت العنابر الى عنابر تخصصية مثل عنبر الصدر.. والاسهالات.. وسوء التغذية.. والامراض المعدية. اما عنبر «51» بالاضافة الى عمله في معالجة الاطفال كان مركزاً للتدريب والبحوث حيث تدرب فيه اغلب الاختصاصيين العاملين في مجال طب الاطفال والباطنية وأمراض النساء والتوليد والجراحة، وأصبح معظم الذين تدربوا بهذا المركز عمداء كليات ومديري لجامعات.. ولمقابلة الاعداد الهائلة لتدفق المرضى قمنا بزيادة رقعة المستشفى باضافة مبان للامراض التخصصية وكان العمل يتطلب نظرة بعيدة لخدمات الطفولة بالسودان ففكرنا ببناء المستشفى بشكل يستوعب كل الأطفال. ٭ نريد أن نقول ان المستشفى الحالي تم اعادة بنائه خصوصاً وان مبانيه تدل على حداثتها؟ ٭ نعم المستشفى الحالي هو المرحلة الثانية من مشروع المستشفى المتكامل للأطفال وكان لا بد من التفكير في التوسع الرأسي لاستقبال اعداد المرضى وانتهزنا زيارة أميرة بريطانيا فقمنا بهدم جزء من المستشفى والذي انشئ عليه المبنى الحالي وقمنا بازالة الانقاض وفرشنا رمالا بيضاء مكان المبنى في ظرف اسبوع واحد كما جهزنا خرط قدمناها للاميرة التي استجابت بسرعة اذهلتنا حيث تبرعت بالسيخ والاسمنت لكل المبنى الذي حدده المهندسون وهم مكتب عبد المنعم مصطفى وشركاه دكتور صديق عبد الوهاب ودكتور يحيى محمد صالح وهنا لا بد من الاشارة الى ان العمل بالمبنى الجديد تم بتضافر جهود عدد من الجهات وأبناء البلد الخيرين.. قام بحفر البدروم سلاح المهندسين تحت ادارة المهندس عبد الرحمن سعيد حيث قبل العمل في غضون «21» ساعة وفي صباح اليوم التالي كانت الآليات تباشر عملها ودعمته لانجاح هذا العمل الادارة العقارية للمؤسسة العسكرية ببحري حيث أرسلت عدداً من القلابات لترحيل الانقاض. وقامت ببناء البدروم منظمة الدعوة الاسلامية عبر شركة دانفوديو الهندسية وتبرع المهندس حبيب أحمد الطيب بانشاء ثلاثة طوابق من الأعمال الخرصانية، كما قامت الشركة اليابانية للمجاري ببناء طابق مع شركة سودانية وتم بناء طابقين بأعمال مباشرة. هذا مع تحياتي وشكري الصحافة