بسم الله الرحمن الرحيم 1 في البدء كان يدهشني اختلاج الفكرة عندها ولم تكن لنهاياتها نهايات . كان الإغراق في شجن الحكاوي سمتها وكان الاختزال عشقي ، وكان التضاد كثيراَ ما يخلق مواقفَ تجعلها تضحك ، وتميل مع ضحكتها يساراَ . لا أدري لماذا ؟ ولكني أحس بأن أقصى يمين الكرة الأرضية قد ارتفع قليلاَ !! 2 لم أكن قد سبحت في أفكارٍ امرأةٍ من قبل ، لأن قدماي ببساطة لم تكن تبتلان . إلاَ أنني هذه المرة استدعي شجاعتي ، لأخرج من هذا اليم خاصة أن هذه أول مرة أصادف فيها بحراً بجميع ألوان الطيف يفصل بين كل لون وآخر لون البنفسج !! وحتى بعد أن عبرنا البحر سوياً ، وغادرناه ما زالت قطرات من الماء تنز من أعلي جنبي الأيسر!! 3 وقفت أمام المرآة وهي مفعمة بجمالها وذكريات شبابها البض ، فم تر فيها إلا ابنتها ، فظهرت عليها علامات الارتياح . خرجت وابنتها إلى مكان فسيح ، فقابلها لأول مرة ؛ فحياها بكلمة (إزيك يا خالة ).. انقبض صدرها ولم تدر ما تقول وأحست بالمكان الفسيح كأنه سم الخياط . رجعت بيتها سريعاً ، ودخلت غرفتها ووقفت أمام المرآة التي وقفت أمامها مرات ، ومرات عديدة ، فلم تر شيئا فهالها الموقف ، ومدت أطراف أصابعها تتحسس المرآة ، فإذا بها إطار خشبي بلا زجاج !! 4 بالمرحلة الثانوية كنا خمسة أصدقاء كل منا يغتني نسخة من رواية ( الحب في زمن الكوليرا) للأديب العالمي جابريال قارسيا ماكيز . يوما وبعد الإفطار نصطف خمستنا ليتلو كل واحدٍ منا صفحةً من الرواية بصوتٍ مسموع ، وكنا نسمي هذا نشيد ماركيز للمرة الثانية بدأنا من جديد ، فأحداث الرواية الشيقة ومفرداتها السهلة الانزلاق جعلتنا ننتهي من قراءتها سريعا ، وعندما انتهى خامسنا من صفحته وهممنا بقول : ما تعودنا قوله دائما مستعرضين فيه مهارتنا في اللغة الإنجليزية ( THIS IS THE END OF MARQUIZ ANTHEM ) إلا أن صوتاً غريباً ما ألفناه بدأ يتلو في الصفحة السادسة ، فتلفتنا مصدر الصوت ، فإذا به البقال ، ومنذ ذلك اليوم صرنا ست صفحات رغم أن البقَّال ما خط الكتاب ولا عرف ماركيز !! 5 اشتدت حمرة الشمس ساعة الشفق هذا المساء ، حتى إن إحداهن تدثرت ( بشملتها ) !! عروة علي موسى ،،، [email protected]