في تسعينيات القرن المنصرم في رباط شمال افريقيا(الحاضره المغربيه). كان الشجن و الحنين الي السودان هو القاسم المشترك لكل من يحمل وثيقة سفر سودانيه هناك . و كان والدي الاستاذ( عبد الواحد كمبال) رحمه الله يسخر دائما بان تلك الوثيقه تدخله الي كل البلدان الا مكان الاصدار . كنا نتلهف الي كل ما هو سوداني لم تكن التكنلوجيا السمعيه و البصريه قد بلغت تلك الطفره الحاليه .كانت (اشرطة الكاسيت )واحده من بساطات الريح تحملك للوطن كرحلة( منقو زمبيري )في المرحلة الابتدائي. تحلقنا جميعا حول الة التسجيل في ليله بارده من ليالي فبراير .كنا نستمد دفئنا من انسانيات تتشكل مع غربة المكان لكن الاشخاص بركان ثائر يلفظ حب و عطاء و نكران ذات .كان عبد الواحد كمبال قائدا و مايسترو لتلك الكوكبه من شباب انذاك لكن الان هم رجالا يعطون خارج الوطن الان و ما اشد حوجة السودان لهم الان. كنا نتسامر بحب السودان و نشكو مصاب البلد للقدر و ينساب صوت(وردي )ليكمل تلك اللوحه . بناديها في خضم تلك الفوضي الجميله تسلل الينا صوت الموسيقار (وردي) بذلك اللحن العبقري و هو ينااديها . صمتنا جمعيا لم تكن هي المره الاولي التي ننصت لتلك الاغنيه لكنت الكلمات كانت تتشكل في اذن الحضور كل بما يموج بداخله. اثر عبد الواحد كمبال الصمت .تلمسنا له العذر لمعرفتنا بشكل تلك العلاقه الوجدانيه التي كانت تربطه ب(الدوش) و كان نباء رحيله يغطي علي كل من عرف الجمال و الحب و الطهر . تسلل عبد الواحد الي مكتبه بالمنزل و اغلق الباب في اليوم التالي دخلت الي مكتبه اتلمس بعض المعرفه من مكتبته المفعمه. رايت تلك الاوراق علي الطاوله . احسست بشئ يشدني اليها و لم اقاوم . في مطلع سبعينات الزمن الجميل وبعد خروج الدوش و عبد الواحد كمبال من المعتقل . كانت دور الاستناره و المعرفه في ذلك الوقت هي المشكل الحقيقي لسياسات الدوله و منهل معلومات لايتوقف . تواعدامساء امام دار الكتاب جلسوا هناك مع رفاق جيلهم و نضالهم انذاك . يحملون احباطاتهم و يحلمون بوطن جميل يحتوي الجميع . خرجا من هناك هائمين في شوارع الخرطوم يتناقشون بينهم و فجاء قال الدوش ل عبدالواحد(نمشي ابروف).؟ فاجابه عبد الواحد (كويس) امتطيا سيارة اجره وذهبا الي هناك نعم كان عرس الصيوان.. الكراسي ..قناديل الزينه...كل شئ مرتب و انيق الكل قي حاله من السعاده. كانت الفرحه هي ديدن اهل بلادي في ذلك الزمان . دخلا الي هناك .العروس كانت جالسه هناك في عرشها ملكه متوجه. كان وجهها ملائكي التعبير هنأها الدوش مسرعا كان في حاله من الارتباك الشديد و خرج.... كان ذلك الخروج من الصيوان اول صرخات مخاض بناديها اجهش في البكاء ذهبا الي واحده من قيف ابروف جلسا هناك سال الدوش كمبال (معاك ورقه)؟ بحث الثاني في جيبه (لا مافي لكن في علبة الروسمان دي)... شكأ الدوش في تلك اللحظه المه لقصاصة علبة السجائر تلك . و كان عبد الواحد يشعل قداحته يزيد بها اللهيب بداخله . ذهبا الي وردي في داره بالعمارات في الرابعه صباحا . طرقا الباب فتحت زوجته الباب بعد ان تبادلا معها التحيه سالتهم (اتعشيتو)؟ (وردي عندو عرس في الكلاكله لكن بعد كدا بيجي حاعمل ليكم العشاء) نعم كان السودان جميل و اناس طيبون ودودن لايتضجرون و تلك سيمة الفن و اهل الفن التي نفتقر لها الان في زمن المسخ هذا. حضر وردي مع نسيم الصبح قراء تلك الحاله الانسانيه كتبتوها وين كان هذا سؤاله ؟اجابوه ذهبوا الي هناك وضع وردي لحنه و لم ينطق بعد ذلك .. رحلتم انتم الدوش وردي عبد الواحد لكن ما زلنا نلهج بعدكم بناديها ....بناديها.........بناديها [email protected]