هل إمكانيات محلية الرهد أبو دكنة مؤهلة لاستقبال أكثر من (27) ألف نازح من المتأثرين بالأحداث بمنطقة أبوكرشولا ؟ كم بلغ عدد المتأثرين من أحداث ام برمبيطة الأخيرة ؟ كيف نجحت المحلية في توفير رغيف الخبز لآلاف المتأثرين المتواجدين بالمعسكرات داخل مدينة الرهد وخارجها ؟ وهل أثرت أعدادهم الكبيرة على طبيعة الحياة بمدينة الرهد ابودكنة خاصة البيئية والصحة ؟ وهل المدينة مؤمنة وقادرة على التصدي لاي هجوم آخر محتمل من المتمردين ؟ وهل راعت السلطات الصحية بالولاية الحالة النفسية للمتأثرين خاصة الاطفال جراء الهجوم الغادر والمشاهد المؤلمة التي ترسخت في أذهانهم ؟ وماهي الخصوصية الببيئية والسياحية التي تمتاز بها المحلية ؟ هذه التساؤلات وغيرها يجيب عليها اللواء شرطة « م » ( بشار محمد تاجر ) معتمد محلية الرهد ابودكنة عبرهذا الحوار الذي أجرته معه ( الرأي العام ) بمكتبه بمدينة الرهد . * نعلم أن إمكانية محلية الرهد ابو دكنة متواضعة لايواء المتأثرين بالأحداث الاخيرة .. فكيف واجهتم هذا التدفق الكبير للمتأثرين , الذين فاق عددهم (27) ألف مواطن ؟ إمكانية المحلية بدون دعم ووقفة ومساعدة قطاعات الشعب السوداني في المركز والولايات والمحليات والأرياف , لا تساوي شيئا , فالمحلية احوالها معروفة , وامكانياتها محدودة , ففي آخر احصائية وصل عدد المتأثرين الذين توافدوا الينا اكثر من (27) ألف نازح هم الآن داخل المعسكرات . محلية الرهد ابو دكنة . * استقبلت محلية الرهد ابو دكنة , عددا من المتأثرين بأحداث ( ام برمبيطة ) الأخيرة .. كيف يبدو وضعهم ؟ وهل وصلوا المحلية بأعداد كبيرة ايضا ؟ اهل ( ام بريمبيطة ) بدأوا يتوافدون بأعداد قليلة فالذين وصلوا منهم لمدينة الرهد لايتعدون (10) أسر , منها أسر ممتدة , اي ان الزوج له اكثر من ( 10) افراد , وتم ايواؤهم جميعا بفضل اللجان المتخصصة , بمعسكرات ( البلك ) , حيث قام أهلنا بجنوب كردفان باحضارهم بالعربات من ( ام بريمبيطة ) وبعضهم تم ايواؤهم في قراهم . بعد ان رفضوا الخروج من ها , وأرسلنا لهم الغذاءات والماء , ومن فضل المجئ الي مدينة الرهد قد منا لهم العون الايوائي والغذائي * هل تتوقعون نزوح أعداد اخرى خلال الايام القادمة من ام بريمبيطة ؟ لا , نتوقع نزوح اعداد قليلة , حيث ان سكان المنطقة عددهم قليل , وهي تبعد عن ( ابو كرشولا) (40) كيلو مترا * النزوح الكبير الذي شاهدته داخل المعسكرات بمدينة الرهد جعلني اتساءل : هل المخابز الموجودة بالمدينة كافية لإمداد كل هذه المجموعات , الذين وصل عددهم الي ( 27) ألف مواطن , بجانب سكان محلية الرهد ابودكنة البالغ عددهم (1581338) نسمة , اي ان هناك اكثر من (182) الف مواطن . فهل المخابز قادرة على توفير الخبز لهذا العدد الكبير ؟ المخابز داخل مدينة الرهد ابو دكنة يفوق عددها (30) مخبزا , منها مخابز آلية , وبلدية , بعضها يستخدم الغاز والآخر الحطب , وهي في تقديراتنا تكفي , اضافة ان اتحاد اصحاب العمل تكفل يوميا ب(7) آلاف رغيفة للنازحين مجانا , بجانب العصيدة التي يقوم النازحين باعدادها بانفسهم . واطمأن الجميع , سكان المدينة , والنازحين بالمعسكرات , ليس هناك مشكلة في الخبز ولن تحدث ازمة فيه ان شاء الله * النزوح الكبيردائما تصاحبه بعض المشاكل والمعوقات للمدينة المستضيفة .. فهل تتوقعون حدوث ذلك في المحلية ؟ كانت المحلية ستواجهها بعض المشاكل اذا لم تقف معنا كل قطاعات الشعب السوداني , فالاحداث حركت مشاعر الشعب السوداني وعزيمته , وجعلتهم يقفون صفا واحدا في وجه الاعداء والمتربصين , وهذه الواقعة تعبر عن أحاسيس كل أهل السودان وعن معدنهم الاصيل , وأعطت احساسا للمتأثرين بان ابو كرشولا ليست لهم وحدهم , بل انها ملك لكل اهل السودان , وهذه رسالة للقتله والمأجورين . * من خلال جولاتي الواسعة والمتكررة داخل معسكرات المتأثرين التي تكتظ باعداد كبيرة من المواطنين أخشى حدوث كارثة صحية وبيئية داخل المعسكرات , رغم الجهود المبذولة من الجهات المختصة ؟ تاثير النازحين في اكتظاظ المعسكرات والتجمعات داخلها يمكن ان يؤدي لارتفاع الاسعار في الاسواق , وغلاء المعيشة , لكن الآثار البيئية والصحية , فنحن قمنا بمعالجتها على اكمل وجه مع الجهات ذات الصلة , تفاديا لوقوع اي كارثة بيئية او صحية , وهنالك لجان مخصصة تغطي كل المناطق الخدمية ومتطلبات النازحين . * لكن يوجد بمعسكرات ( بنت خويلد ) اكثر من (5) آلاف نازح , بينما الحمامات الموجودة اقل من (10) ألا يؤثر ذلك في الوضع البيئي داخل المعسكرات , على سبيل المثال ؟ لاتخوف من ذلك , حيث تم حفر حمامات اضافية داخل ( بنت خويلد ) , وايضا بقية المعسكرات , ما أود قوله هنا : الأوضاع الصحية والبيئية داخل المعسكرات لاغبار عليها , وأكدوا انها تحت السيطرة بفضل الجهود الصحية والبيئية المختلفة ,والأمراض الموجودة أمر طبيعي , عبارة عن حميات والتهابات , ناتجة عن الارهاق بسبب المشي لمسافات طويلة . * هل مدينة الرهد ابو دكنة مؤمنة تأمينا كاملا , خاصة ان المتمردين يكررون انهم سوف يعيدون الكرة ويهاجمونها مرة اخرى ؟ اؤكد ان المدينة . بل كل المحلية مؤمنة تماما , ودعك من اقوالهم , فالرهد ابودكنة هادئة ومستقرة وليس فيها مايعكر صفو الأمن , و المدينة محروسة برجالها , ولن يستطيع التمرد اقتحامها مرة اخرى , وهم يعلمون تماما باننا متأهبون لهم , حيث لايفصل بيننا وبينهم سوي الخيران , وأعددنا لهم العدة , ولدينا كتائب , وقوات مسلحة , وشرطة وامن ودفاع شعبي , ومجتهدين لتامين كل المنطقة , وكلنا نمثل كتلة واحدة في وجه الاعداء , وهناك تنسيق كامل شامل مع كافة الأجهزة الأمنية بولاية شمال كردفان لكل الولاية , للتغطيات الامنية , حسب مايقتضي الحال , فهناك المدينة لرصد نوايا المتربصين والمأجورين واللجان مصنفة تصنيفا نوعيا . * هل راعيتم الظروف النفسية للمتأثرين داخل المعسكرات , والاهتمام بالصحة النفسية , خاصة الاطفال , بسبب ما شاهدوه اثناء الهجوم الغادر على ابو كرشولا , والقرى حولها ؟ نحن نتعامل حاليا لرتق النسيج الاجتماعي الذي تعرض للاعتداء ونحاول امتصاص الصدمة النفسية التي لحقت بالمواطنين خاصة الاطفال , فالعدوان الذي قام به المتمردون , عدوان وحشي بكل ما تعنيه الكلمة , قتلوا , وذبحوا , بل انهم كانوا يقطعون لحم البشر , قطعة قطعة وينشرونه كالشرموط , وهذه الخصال لاتمت للانسان السوداني بصلة , ونحسب ما ارتكبوه من مذابح ومجازر عملية غير معهودة في اسلوب تنفيذها , ولم نشاهد مثلها حتى في الافلام .و اننا سوف ندعم المتأثرين نفسيا واجتماعيا بمساندتهم وتقديم العون لهم . * بعض وسائل الإعلام تناقلت خبر تحرير ابوكرشولا . ماصحة ذلك ؟ أقسم كل اهل السودان , على تحرير الديار المغتصبة في القريب العاجل , ونتمنى ان تستمر هذه الروح الجماعية والتكافلية القوية في كل مايهم الشعب السوداني * دعم المتأثرين هل سيستمر حتى بعد تحرير( ابوكرشولا ) , خاصة وان المتمردين عاثوا فيها فسادا وتحطيما ؟ اؤكد ان الدعم سوف يستمر حتى بعد تحرير ابوكرشولا , ولن يكون هناك اي تراخ او تخاذل من اهالي الرهد ابو دكنة , لتقديم العون والمساعدة للمتأثرين حتي بعد عودتهم لمناطقهم , وسوف نكرس لهم كل امكانياتنا , حتى تعود ابوكرشولا ( تونس الخضراء ) كما يطلق عليها * ماذا يقول معتمد الرهد لشباب ومواطني محلية الرهد ابو دكنة في مثل هذه الظروف الحالية التي تمربها ؟ عليهم بالتدريب على السلاح للدفاع عن مدينتهم , لرفع راية الدين عالية خفاقة , لان هذه الكرب لن تنتهي , مادام هنالك اهل حق وباطل , وهذا الطريق محفوف بالمخاطر والمغامرات , لكنننا قادرون عليهم وعلي كل المؤامرات , بتوحيد الكلمة والصفوف . * أخيرا .. هل تعطي القارئ نبذة موجزة عن أهمية وجغرافية محلية الرهد ابودكنة؟ المحلية عدد سكانها (866/38) نسمة , مساحتها ( 499/4) كيلو مترا مربعا , تأسست عام 2009م .. يمارس أهلها الزراعة والرعي , تحدها من الناحية الغربية محلية شيكان , ومن الشرق محلية ام روابة , ومن الجنوب محلية رشاد , ومن الناحية الشمالية الشرقية محلية (ام دم ) , وتوجد بها اهم محمية جبلية طبيعية , هي ( محمية جبل الداير ) , التي تزخر بالحياة البرية لكثير من الحيوانات والطيور المتنوعة النادرة , خاصة حيوان ( النلت) , وهو حيوان نادر تعرض للانقراض في جميع انحاء العالم . الرهد التي تعد اكبر مسطح مائي بالسودان , اذ تحتوي علي (56) مليون لتر مكعب , وعرضها ( 3) أمتار وهي تزخر بالاسماك ( ام كورو كورو ) , فهي اسماك نادرة لايوجد منها الا في نهر ( الزمبيزي ) كما تمتاز المحلية بزراعة اجود أنواع الكركدي , الذي يصدر للخارج.