ولأن الكتابة ميثاق شرف ثلاثى بين الكاتب وضميره ومن يقرأونه وكل خيانة لهذا الشرف تسقط شرف الكتابة والكاتب معا فاننا نكتب وفى اعماقنا ان تجد الكلمة المقروءة من بنى قومنا الذين اعماهم التعصب القبلى ونسوا ان الدولة لا تبنى بالقبلية بل بتكاتف القبائل اذانا صاغية لان جنوب السودان على حافة الهاوية او هو قريب منها بفعل بعض الجهلة من القوم وفسادهم وحبهم للمكاسب الشخصية –متناسين عقودا طوال من النضال التى قضوها فى الاحراش وكان هدفهم الغاء التهميش القسرى والاقصاء الثقافى من بنو عرب المدّعين للعروبة التى دائما ما تلفظهم-فان هؤلاء القوم ما ان جاءوا الى السلطة حتى طاب لهم المقام ونسوا ما حاربو من اجله. ولان مستقبل جنوب السودان يبدو رماديا فى هذه الاونة الاخيرة فان الواجب الوطنى يحث ضمير الكاتب الحى ان يكتب بعيدا عن النفاق والتطبيل سعيا لكشف مواطن القوة وزيادتها ،واظهار مواطن الضعف وتلافيها عاجلا أو اجلا _ولاننا لاندرى اشرّ اريد بنا ام اننا ننتظر الخير من القوم الذين نسوا حال هذا المواطن الذى ذاق ماذاقه من ويلات ومرارات فاننا نذّكر ببعض المشاكل التى تعترض مستقبل جنوب السودان وتجعله غامضا ورماديا –ان لم نجد الحلول السريعة لهذه الاشكاليات ،ونذّكر لعلّ بعض المسؤلين الذين مازالت دماء الثورة تغلى فى عروقهم ان يهبّوا لنجدة هذا الوطن المأزوم ونتمنى ان لا يذكرونا بقولهم الموجود فى كل القواميس من شاكلة (الدولة لسه جديدة ووليدةو-و-و-والخ) (1)احدى اكبر المشكلات التى تواجه النشأة الصحيحة للدولة الوضع الاقتصادى الراهن –واعتماده الكلى على مورد غير متجددوهو البترول- ما تحتاجه الدولة هواقتصاد قوى فمن دون الاقتصاد القوى تبدو الدولة فى موقف تبعى مكرر للدول الاخرى –وتبدواضطرابتها ظاهرة للعيان –وايضا ثقتها الداخلية مهزوزة –وينموالاجرام نموا طرديا نحو اعلى المستويات،حيث يسود الفقر –والبطالة ،وتتردى الخدمات المدنية ،وينتشر الفساد –والمحسوبية –والرشوة ،وبا لكاد تمثل كل هذه الصفات مداخل انفاق مظلمة ،تجعل الدولة فى حالة ركود فكرى جامدعن البحث فى طريق اللحاق بركب الدول المتقدمة ولكن عكس ما ذكر اذا ما كانت الدولة اقتصادها متين فهى ،دولة لها القدرة فى الميدان العا لمى للعب ادوار مهمة فى معظم الاصعدة –وتجدها تؤثر بشكل مباشر فى القرارات الدولية ،وهى بذلك تعتمد على اقتصادها القوى ،ومواردها المتجددة ،وغير المتجددة وتستغلها احسن استغلال . وجنوب السودان يمتلك الموارد فهناك الثروة الحيوانية –والسمكية والمعادن والايدى العاملة ذات الخبرة التى كانت تعمل فى السودان القديم والبترول هذا الخام بكل ثقله والذى تم استغلاله استغلالا همجيا فما ان تأتى عائدات البترول حتى تنتفخ الكرش وتكبر وترى السيارات بمختلف انواعها تتهادى فى الطرقات والمواطن هناك يأمل فى وجود مياه نقية او كهرباء فقط لا اكثر وهى مطالب اساسية لكل احد منا وواجب الدولة ان توفرها غصبا عنها- هناك عدة اختلالات هيكلية وتلك تمثل السمة الرئيسية للبلدان النامية ،ويعتبر جنوب السودان الدولة الوليدة ،كأحدى الدول النامية ،والذى تعتمد خزينته بشكل مباشر على اموال النفط ، حيث لا بدائل اخرى ،رغم وجودها وفى مقدمتها الزراعة التى تم تجاهلها عن قصد،ولكن دعونا نذكر بعض الاختلالات الهيكلية لاقتصاد الدولة بشكل عام ،والذى يتمثل اساسا فى اختلال وضعف التركيب القطاعى لهيكل الانتاج ،حيث تسود قطاعات الانتاج الاولى والتى تشمل –الزراعة –والصناعات الاستخراجية –وبعض الصناعات الاستهلاكية الخفيفة ،بالاضافة الى قطاع الخدمات غير الانتاجية –بينما لا تمثل الصناعات الانتاجية وفى مقدمتها الهندسية والمعدنية الا وزنا ضئيلاُ، فى هيكل الناتج المحلى الامر الذى يترتب عليه ضعف علاقات التشابك القطاعى وضحالتها ،مما يؤدى الى ضعف فى الدفع الذاتى للنمو وبالتالى عدم القدرة على الخروج من الدائرة المفرغة من التخلف والفقر . ان اقتصادنا يحتاج الى دراسة اعمق وموضوعية خاصة فى بناءه الهيكلى ،والاقتصاد فى حالةمتغيرة دوما وعلى حكومتنا ان تعى ضعف هيكلنا الاقتصادى الذى يعتمد كليا على مورد غير متجدد ،وذلك من خلال تبنى استراتيجيات تنموية تتسم بتوجهها للداخل تستهدف اساسا اعادة تشكيل هيكلها الاقتصادى ،من خلال صياغة انماط تخصيص الاستثمار وتستحدث فروع انتاج جديدة تؤدى فى الاجل الطويل الى قيام اقتصاد مركب متعدد القطاعات والانشطة،حتى يقوم اقتصاد متوازن داخليا ،بشرط ان يوجه نشاط التجارة الخارجية ليلعب دورا تنمويا يسهم فى تصحيح الاختلالات الهيكلية وليس مجرد تصحيح العجز فى الميزان التجارى ويقتضى الاخذ باستراتيجية التنمية الموجهة داخليا الى مقومات اساسية:_--------- (1)قيام الدولة بالدور القيادى للتنمية من خلال اتباع نهج التخطيط القومى الشامل ، وبناء قطاع عام قوى يتولى ادارة القمم الحاكمة للاقتصاد القومى من هياكل البنية التحتية الاساسية وصناعات وبنوك وشركات تأمين وشركات تجارة خارجية . (2)الارتفاع بمعدلات الاستثمار ليس فقط من خلال تعبئة المدخرات النقدية (ولكن ايضا تعبئة المدخرات الحقيقية الكامنة )مثل القضاء على مختلف اشكال الفقد فى استخدام الموارد كتحويل البطالة المقنعة الى عمالة منتجة ،والقضاء على مختلف اشكال الاستهلاك الترفى . (3)تحقيق نسبة عالية من الاكتفاء الذاتى فى الغذاء،من خلال الاهتمام بتطوير الزراعة وتحديثها كذلك الاهتمام بالصناعات الغذائية . (4)الاهتمام بالتنمية البشرية وذلك بالاهتمام بتنمية الانسان منذ طفولته صحيا وتعليميا ولرفع القدرات الانتاجية للعامل البشرى،وبما يسهم فى رفع المتوسط العام للانتاجية على المستوى القومى . (5)الاهتمام بالعدالة الاجتماعية من خلال الاخذ بالسياسات والاجراءات التى تحقق التوزيع العادل للثروات والاصول الامر الذى يقضى على الشعور بالاغتراب وزيادة الانتماء للمجتمع . ومثل هذه الاستراتيجيات هى سهلة التنفيذ ان ادرك مسؤلونا الثوريين الواجب وتذّكروا اهدافهم التى قاتلوا من اجلها .وان قاوموا اغراء السلطة وبريقها من اجل المواطن ورفاهيته. (2) شكلت مسالة حفظ الامن فى الجنوب والامن الداخلى على وجه الخصوص مسالة معقدة اعييت المسؤليين فى الدولة فى ايجاد الحلول المنطقية لها ،والتى انهكت الدولة كثيرا وارهقت ميزانيتها المرهقة اصلا –فالتمردات الكثيرة على سلطان الدولة –والمدعومة من الشمال كانت اقل ما توصف بانها سببت الرعب والفزع فى قلوب المواطنين –واذاقت الجميع المر واهلكت الزرع والضرع –اضف لذلك التاثيرات الناجمة عن ذلك التمرد ،والذى حدا بالدولة الى ارسال القوات النظامية الى تلك المناطق التى بها المتمردون واطلقت يد الجيش لحسم فلول التمرد -وبالفعل كانت نتائج الملاحقات هذه ان تم حسم تمرد اطور -=ومازالت الجهود تبذل من اجل اعادة ديفيد ياوياو الى رشده بعد ان عاث فى الارض فسادا وعمل فى المواطنين تقتيلا وتشريدا . تللك التمردات وغيرها كانت المعوق الفعلى لعملية اعادة حفظ الامن والبسط الشامل له فى كل انحاء الدولة ، فبدل ان يتوزع الجيش فى الانحاء لحفظ الامن الداخلى –توزع الجيش وقوات الشرطة لحسم التمرد فى الولايات التى تشهد اضطرابات امنية –فكان ذلك ان ادى الى فراغ امنى كبير فى معظم الولايات –فمع بزوغ فجر الدولة الجديدة وشروق شمسها ظهرت مجموعة من القطط السمان التى تهمها المصالح الشخصية –والتى طغت بشكل كبير على المصالح العامة وهى التى ادت الى تمرد القادة واختيار صناديق الذخيرة للوصول الى مبتغاهم –وسميها ان شئت طمع او مكاسب شخصية او شهوة نحو السلطة وكانت النتيجة مقتل اطور واعتقال اعضاء بارزين ومطاردة متمردين اخرين . ونحن نتساءل بدورنا ان كان لبعض المسؤؤلين النافذين ايدى فيما يحدث من تفلتات امنية بين الحين والاخر- حتى يتسنى لهم الاحتفاظ بمناصبهم ورغم ايمانى بان هذا الكلام يبدوا متطرفا فان الاشاعة تبدو دوما جزء من الحقيقة-والا فماذ يمكن القول حول عجز الدولة عن ايجاد الحلول للمسألة الامنية رغم توفر المقومات اللازمة من قوات وسلاح وو الخ----. بالنسبة لى ان الامن والاقتصاد يمثلان حجر الزواية الذى يرفضه بناة الدولة حاليا وعدم الاهتمام بهما يعكس مدى الاهتزاز الداخلى للدولة وعبثيتها المطلقة بل العنجهية والغباء التى تجعل احدهم يشرب الّسّم بداعى التجربة –تخيّلوا معى الحكومة تتقاسم اموال النفط مع الشمال منذ العام 2005الى العام 2011 ماذا حصل حتى الان –فى خلال ست سنوات من حوافز البترول التى تتسلمها الدولة لم تحدث تنمية حقيقية تفيد المواطن حيث ما زلنا نشرب مياء علقما من البحر مباشرة دون ادنى مقومات التنقية ، ونفتقد الى اهم عنصر وهو الكهرباء التى بها نهضت الامم وبنت حضارتها وتقدمها .ستة سنوات واكثر والدولة تترنح كما السكير فاقد الوعى والاموال التى استلمتها صرفتها فى اوجه غير معروفة يقول دافنشى فى مذكراته(ايها البشر الفانون الجهل يعمى عقولكم وابصاركم فأفتحوا عيونكم) ونحن نقول افتحوا عيونكم لان الشعب ينظر اليكم منذ زمن طويل فلا تختبروا صبره وايمانه يكفى ما لاقاه الجميع من التهميش المنظّم والظلم قأقل شئ يحتاجه المواطن هى التنمية المتمثلة فى المياه النقية والكهرباء وايجاد فرص العمل لالاف العاطلين –وكلها اشياء ستحدث وسهلة ان واتت الحكومة الرغبة فى التغيير لهذه الاوضاع المأساوية التى تملك الحكومة حلها ان ارادت لان الثقة فيها كبيرة ومتجددة ولاندرى اى مستقبل ينتظر الدولة بعد هذه الضبابية التى ذكرناها –وان غدا لناظره قريب وما هو ببعيد., [email protected]