بسم الله الرحمن الرحيم أبشِّر أبشِّر ياعريِّس، ردد أصدقائه وهم يهمون برفعه علي أكتافهم، كطفلٍ يسعي إخوته لملاعبته، وبث الفرح بين جنبات نفسه المفتوحة علي إشتهاء طعم المغامرات والشقاوة، وهم يسرعون به الخطي ويدورون به حول الساحة المضاءة عن آخرها، كحجاج يطوّفوُّن حول البيت العتيق، كفرضٍ من فروض الولاء للعريس، لا يستقيم الحفل من دونه، وينتقص وفائهم بالتقصير في أدائه، في يوم لا يحتمل التقصير، ولم يمنعه إنقطاع حيله وخلاص مروته، من شغف أداء ركن الطواف، ولو محمولا علي كرسي مدفوع الأجر، وقد تقاطرت دموع فرحه، التي تحكي عن تحقق أمنية، كانت في عداد المستحيل. وبعد إنتهاء الجولة الأولي، من طواف العريس رجع الي مقعده بجوار عروسه، وقد إتخذا موقع الصدارة من الحفل، تزين مكانهما الأنوار المتلألأ والورود المنسقة والبالون مختلف الأشكال والأحجام والألوان، ويقال أن هذا المكان نُفِّذَ بطريقة خاصة وغير مسبوقة، في مضمار التنافس المجتمعي المحموم والمفتوح علي المفاجأت، والذي قطع نفس المصممين، وزاد من رهافة طبقة الأوزون المالية للعرسان وأسرهم، والتي كانت تحميهم من شر شمس الديون الحارقة، وأشعة إنكسار نفس المديون ورطوبة جدران السجون! وهما جالسان كمِلكان متوجان يفرضان حضورهما علي الرعية، او كبؤرة إهتمام تلفت أعناق وإنتباه وتعليقات وهمسات جميع الموجودين، وهذا ما يتنافي مع طبعه الميال للإنطواء، مما جعله يشعر بشئ من التوتر والرهبة، وما زاد من إنزعاجه، البدلة التي يغوص في عمقها كالغريق، وقد فرضت عليه الحصار في الحركة والتنفس والجلوس، وهو طوال عمره لم يرتدِ بدلة، ويستنكر حتي من يرتدونها، ويعتبرها زيادة (محلبية) من المتعلمين، لزوم التميُّز والإبتعاد عن العامة ومحاكة للآخر الأكثر تحضرا! ولكن في الحقيقة كان هنالك إحساس بالإنقباض الحقيقي والرعب الخفي، الذي يناقض إحساس اللحظة، وهو فرحة العمر كما يطلق عليها، كأنما هنالك مقياس واحد لقياس إحساس الفرح لكل الناس، يتجاوز إختلافاتهم وإهتماماتهم المتباينة، ونسبية المشاعر وتفاوتها لدي الفرد الواحد، ناهيك عن المجموع! والسبب في ذلك الإحساس المخيف، الذي بدأ ينتابه ويشتت تركيزه، ليس التهاني المتساقطة عليه كأمطار الخريف، او طوفان المجاملات الكاسح، الذي كاد ان يخلع ذراعه ويهد كتفه، وكذلك ليس بسبب المبادرات المصطنعة من جانبه، لإظهار السعادة وطمئنة العروس علي المستقبل المجهول! ولكن سبب الإحساس المؤرق، هو ذلك العبء المخيف من الدين الذي تراكم علي كتفه كجبل أحد، حتي يُحيِّ هذه الليلة والإلتزامات التي قبلها، وما زاد الطين بلة دخله المحدود! ولذلك شعر أن هنالك إنتهاك حقيقي لراحة باله، وإهانة لإمكاناته المحدودة، وقد تضافر الجميع، نفسه الأمارة بالمجاملة وزوجه الساعي للتفاخر، وأسرته المستحية من رقة حالها، في إدخاله هذا النفق المظلم الضيِّق الطويل، الذي يستحيل أن يخرج منه سالما لعدة سنين! وهذا إذا كان محظوظ ولم يقلب له الدائنون ظهر المجن، وتتقطع حبال صبرهم أمام تخاذله ومماطلته وما يقابله من إلتزمات جديدة أشد وطأً وأعظم حملا وأخطر تأثيرا، كل تلك الهواجس سيطرت عليه في تلك الأثناء، وتذكر فجأة صوت رفيقهم السابق في الجامعة، أبو ذر الغفاري كما يلقبونه، يتردد في نفسه بعد طوال هذه السنوات التي إنقطعت أخباره عنه، وكان صديقهم الغفاري ينتقد الصرف البذخي وبشدة، وفي نظره أن كل ما جاوز الأساسيات في ظروف مجتمع الجامعة الفقير او المفقر فهو بذخ، وعلي الرغم من أن ظروفه لم تكن بذاك السوء، بل كانت تعتبر جيدة مقارنة بالآخرين، إلا أنه كان ينظر للطلبة والزملاء الأسوأ حالا، ويحاول إحترام مشاعرهم، علي الأقل حتي يحيِّن أوان تغيير واقعهم الي الأفضل كما يقول، لذلك فرض علي نفسه لبس بنطلونين وقميصين بنفس الألوان طوال وجوده في الجامعة، كحكم يدير مبارة ليست لها نهاية، كما أعتزل الشاي والسجائر وكل المنبهات، بما فيها دعوة الزميلات لكوب من العصير، وأكتفَ من الأكل بما يبقيه علي قيد الحياة، ومن أرخصه سعرا وأقله فائدة، وكان يردد أن النخبة السودانية وعلي رأسها الطلبة نخبة هروبية، هربت من واجب مواجهة الإستبداد، ومواجهة المجتمع والأخذ بيده، وتعليمه كيف يعرف حقيقة واقعه؟ وكيف يغييره للأفضل؟ وكيف يوظف موارده الشحيحة في أشياء أكثر نفعا؟ ويتخلي نهائيا عن الظهور بمظهر الغني والقادر، لأنه في حقيقته مجتمع فقير ، ويحتاج للكثير من الجهد والعمل والكدح والإنضباط حتي ينهض وينصلح حاله! وأنها نخبة أدمنت الخلاص الفردي، ولم تستطع التحلي بفضيلة التضحية والتواضع والزهد! أي بدل أن تسلك سلوك متبسط، يدعو للتماشِ مع ظروف مجتمعاتها المعدمة، نجدها أدخلت قيما جديدة أكثر بذخا وإستنزافا للموارد الضعيفة أصلا، وضغطا علي نفوس وجيوب مجتمع ليس فقيرا فقط، ولكنه يتحِّرج من الفقر، ويعتبره يقلل من مكانة الفرد بين أقرانه وفي المجتمع، لذلك إنطلق الجميع خلف الصرف البذخي، ليخلق لهم هذه المكانة المتوهمة، والقائمة علي أعمدة الغني الكاذب والرقي الشكلي و(الفشخرة)! في مجتمع لا يؤمن بالتفاوت بين أفراده، في القدرات والملكات والمداخيل والرغبات! وبلعبها هذا الدور كان الغفاري يعتقد أنها خانت مجتمعها الذي أوصلها الي هذه المكانة! والأسوأ أنها إستغلته وراهنت بحوجته لتفوز بمزيد من التمييز! بعد أن فتح الله عليها، أبواب أوسع للرزق ومداخل أكبر للثراء ولو علي حساب أوجاعها! بعد أن أحدثت تحولات، أصبح فيها المال ليس سيدا مطاع فقط، بل إله يعبد! لذلك كان الغفاري يري أن تسميتهم بالنخبة يحتاج الي إعادة نظر! بعد أن فقدوا هويتهم، ويحوَّل هذا اللقب الي أصحاب الضراع الكادح والعرق النازل والدم النازف! والي الذين يبتسمون علي أعواد المشانق، فداءً للشعب وإيمانا بالقضية، او كما كان يسميهم ضمير المجتمع الحي! وبسبب آرائه وسلوكه هجره الكثير من رفقائه، كأنه شوكة مؤرقة لضمائرهم، التي تهفو للتمتع بنعمة الشباب والإنغماس في بهجة الحياة ولذة الشعور بالتفوق، وتأجيل التضحيات والمواقف البطولية الي زمن لاحق كالشيخوخة، ولذلك عند إعتقاله بسبب مصادمته للسلطة العسكرية او الوحش الكاسر عديم الرحمة والمنطق كما يسميها! وإستنكاره لإنتهاك قوات الأمن لحرم الجامعة وتدنيِّس قدسيتها بأحذيتهم المصنوعة من جِلْد الضحايا كما يقول، وتَحَكُمِهم في أركان النقاش، المتنفس الوحيد او الرئة الوحيدة، التي تسمح لهم بالتعبير عن أفكارهم و أحلامهم، والأرضية الصلبة لتشيكل وعيهم بقضايا بلادهم علي مبدأ الراي والراي الآخر. لم يجد من يسأل عنه او يطالب بالإفراج عنه، علي الرغم من أن إعتقاله كان بسببهم، ومن أجل الحرية التي ينادون بها ليل صباح! ومنذ ذاك الحين لم يعلم عنه أحد شئ! ولا يريد أن يعلم عنه أحد شئ! والغريب أنه تذكره الآن بعد كل تلك الفترة، وشعر بوخذ في ضميره، كأنما السماء تعاقبه علي تخليه عن واجبه في ذاك الزمان المكفهر، وسرح قليلا ومر علي خاطره تساؤل، تري كيف سيكون شكل هذه البلاد لو عاش او وجد نموذج الغفاري بينهم الآن! وفجأة أنتبه علي وقع خطوات شيخ جليل، وقد مد يده ليصافحه ويهنيه، فمد له يده بشئ من الخجل، كمن قبض عليه متلبسا بجرم مُشِّين! فقد كان إمام الجامع، وكانا قد تحدثا في موضوع الحفل، وأخبره الإمام بعدم شرعية الحفل وهو مرتع لشياطين الإنس والجن، وينزع البركة عن الرابطة المقدسة، وهما ما زالا في اول الطريق، وكان قد وعده خيرا، وزاد علي ذلك أنه غير مقتنع شخصيا بالحفلات، وقد فارقها منذ عهد طويل كجزء من طيش الشباب! حتي قبضه متلبسا بفعل البهجة و(الربة) والهجيج من حوله، وقد إرتفع صوت آلة الأورغ عاليا في السماء، حتي أخفي صوت الفنانة المسكينة ليلي طرب، فقد كان عهد سيطرة الإيقاع الصاخب بإمتياز! والجميع منهمكون في الرقص والضحك والإستمتاع، ولماذا لا يستمتعون وهم لم يدفعوا لهذه المتعة إلا القليل او العدم! وقبل أن يودع الشيخ الحفل مسرعا، دعاه حب الإستطلاع وذكريات حفلته الشخصية، وشبابه وعشقه السابق للطرب والملذات، التي يحاول الآن ان يسدل عليها غطاء كثيف من النسيان، او يكفر عنها بتوجيه النصح الصادق للشباب، للوقوف قليلا بالحفل البهيج، وعندما رمي ببصره الي (الدارة) و كانت آذانه قد سبقت البصر في الإنتباه والملاحظة، شعر كأنه يحضر حفلة في دولة عربية مجاورة، من خلال أصوات الإيقاع العربية والغربية، وتأسف علي إيقاع التمتم والدليب الذي لطالما أطربا أرواحهم المعذبة وأشجي نفوسهم االجريحة من جور المحبوبين! وهو في هذه الحالة من الأسف، الذي يختلط بالرغبة في عودة الزمن الي الوراء، كجزء من حالة النفس العاشقة للسكون، والبيات الشتوي في رحاب الماضي الدافئ الجميل! وقع بصره علي فتيات في عمر الزهور، وقد إرتفعت صدورهن عاليا، كأنها تعلن التحدي علي الجميع! وبعضهن كشفن عن أعلي الصدور، كأنها تبحث عن نسمة حرية وهواء طلق، بعد أن طال إعتقالها، داخل لباس ضيق، شارك الجلد وظيفته، وأناب عنه في أدائه، وطلب منه أن يستريح من رهق السنين! او كسجين هارب يلعن السجان وطعم الإعتقال! فإستغفر الله عدة مرات وأندفع مسرعا للخروج من حلقة الشيطان، وهو يري أُناس لا يعرفهم، وقد تغيرت ألوانهم بفعل الأصباغ لدرجة شعر فيها أنهم ينتمون لمجتمع آخر، ذكره بآخر عهده بالأفلام والمسلسلات، او ما يسمي بمدن الإنتاج الإعلامي التي سمع أنها مخصصة للخدع السينمائية! وكان العريس يراقبه من بعيد وعلم ما يشعر به وما يدور في عقله، فحزن لحاله، وسأل نفسه لماذا يستنكر الأمر!! ألا يمثل الحفل تعبير عن حالة المجتمع وتحولاته! ألا يمثل الحفل مكان للعرض وإرضاء لأذواق المستهلكين وتلبية لرغباتهم وطلباتهم! ألا يفرض المستهلك سلطته علي المُنتِّج، والقالب الذي يوضع فيه ذلك المُنتَّج! فقال في نفسه ما أمر طعم الحكمة التي تأتي بعد فوات الأوان! وهو غارق في بحر التساؤلات، كأنه في حفل يخص الآخرين وليس حفله الشخصي، وهو محط أنظار الكل، لمح أُخته وقد إمتلأت عيناها بدموع الفرح، وهي تبشر فوقه وتطلق زغرودة عظيمة حمَّلتها كل طاقات السعادة والحبور، ولكنه لاحظ للمفارقة، أن يدها التي رفعتها عاليا، تخلو من (غويشتها) الذهبية في يوم العرض العالمي هذا! وهي آخر ما تملكه من ذكريات زوجها الراحل قبل عدة سنين، تاركا لها في عنقها ثلاث طفلات يحتاجن للرعاية والإهتمام، وقد كان العريس يساعدها علي تربيتهم، إضافة الي عملها كفراشة في مدرسة القرية، بعد أن فشلت في إكمال تعليمها بسبب المشاغل المنزلية، التي تؤديها وحدها بعد رحيل والدتها مبكرا، وإستنكار إخوتها مشاركتها أداء الواجبات المنزلية، التي تثير سخرية أصدقائهم وتمس خاطر رجولتهم! حتي أتاها الفرج علي يد زوجها، ولكن فرحتها لم تكتمل بوفاته مبكرا، ومن يومها، وهي تستميت وتقاتل وتنازلت عن كل حقوقها في الحياة من أجل بناتها، كأن واجبها في الحياة أداء دور العذاب والتضحيات، ولكنها ضغطت علي نفسها، وأصرت علي بيع آخر ما تمتلكه من خيط يربطها بأيام الهنا، وتستند عليه من غدر الزمان، الذي لا يكف عن التربص بها والكيد لها بغير شفقة! بل وإستدانت من جارتها رهنا علي المجهول، وفتات المستقبل الغير مأمول! حتي لا تتخلف عن السفر ومشاركة أخيها ليلته الكبري، كأنه ينوي فتح تل أبيب! فشعر بالخيانة التي تتعدي مرحلة تأنيب الضمير! فزادت من همومه، وقبل أن يستفيق من هول هذه الصدمة الداخلية، إلتف حوله إصدقائه من البلد، وقد أصروا عي المشاركة والحضور، غصبا عن قصر ذات اليد، وفتحة الديون التي عجزوا عن سدها، وتزداد إتساع مع شروق كل يوم جديد، في بلاد ماتت فيها الحجارة من شدة الجوع، وهجرتها حتي الرمال من حصار يأس العطالة! وكان يعلم تلك الظروف أكثر من غيره، لقربه من تفاصيل حياتهم، ووقوفه معهم في شدتهم التي ترافقهم كظلهم! ولكن إحساس التقصير في حقه، والخوف من لوم النفس، ومجتمع القرية، الذي يجيد نسيج النميمة والأقاويل، ليغطي بها فراغه العريض وتبطله المديد! دفعهم للمجئ، علي الرغم من تأكيده لهم، أن إتصالهم تلفونيا يكفي وزيادة، ولكنهم أصروا علي الحضور، فوجد لسانه يردد يا الله، وقد خرجت منه بصورة لا إرادية، تحمل خليط من الشفقة والألم، وشعر كأن عرسه مناسبة مؤلمة وعرض عالمي، للكشف عن حال أسرته البسيطة، وأصحابه الفقراء، ومزيدا من الضغط علي همومهم وحوجاتهم بغير رحمة! او كنوع من الخدعة المجتمعية! والتظاهر بالمقدرة والبهجة! حتي ولو إكتسبت طعم الجريمة وعقاب النفس، وللإسف لابد من ودوران كأسها المر علي الجميع! و علي الرغم من معرفة الجميع، بحال العريس وتفاصيل حياته، لدرجة أنه ظن أنهم يعلمون عنه أكثر من نفسه! ولكنه أصبح كجذع نخلٍ خاوٍ، لا فائدة منه، بعد أن فقد السيطرة علي نفسه، وتركها لتيار التقاليد والمجاملات، تحمله حيثما تشاء! أو كأسير لا يعلم شئ غير قول حاضر يا سيدي! وتأكد له للمرة العاشرة أن الطريق الي الديون والسجون، محفوف بالمجاملات والمظاهر الخداعة في المناسبات الإجتماعية! في مجتمعات غير مسموح فيها التصرف بحرية، بعيدا عن عين الرقيب وقبضة التقاليد وقيد المقدرة المادية! وفي تلك الأثناء إنتبه لعروسه، وهي مشغولة عنه، بفستانها (الشيِّك) الذي يكشف أكثر مما يستر، كآخر كلمة وداع من مسافر بعين قوية! وقد كلفه مبلغ طائل، في رحلة اسطورية من الكوافير، والعروس تتبختر بين صويحباتها، وملاحظاتهن التي لا تكترث لبند الإنفاق، كأنه بند مفتوح، في بلاد مباح فيها النهب، وشرعتها الفساد! وكل ذلك للظهور بأحسن مايكون، أمام جمهور متعطش للنقد ولرؤية البدر او طلة الشهر الكريم، وهو جمهور لا يرضي بغير رؤية القمر في ليلة (14)، بغض النظر عن صاحبة المقام الرفيع، أو جيب المندوب السامي الموكل بترضية أذواق الجميع! وكما أرضي بطونهم وعضلاتهم فلابد من إمتاع بصرهم! كأن ذاك المجهود الجبار من عمليات التجميل والتحسين سيرافقها مدي الحياة، او كأنه السبب الحصري لهذه الزيجة المباركة! وفي قمة متعة وبهجة الجمع الكريم، الذين تراهم سكاري وما هم بسكاري ولكنها نشوة الطرب اللذيذ! أعلنت الفنانة ليلي الطرب التي لم يتذكرها أحد طوال الحفل! عن أمنياتها للعرسان بحياة زوجية سعيدة، وبيت مال وعيال، كأن الحياة لا تستقيم من دونهما، لخير أمة أخرجت للناس! او كما ظل الفقهاء يرددون دون كلل او ملل او مراجعة! حتي ظننا أننا فرسان الزمان وعجائب الأزمان! حتي ولو إمتهنا النوم وتوسدنا مخدات الكسل! والعالم يشتعل إنتاج وإبتكارات، وبدأ صوت الموسيقي يخبو، كروح تنازع في رمقها الأخير! لينتبه العريس أن رحلة العذاب شارفت علي الختام! ولكنه للأسف شعر في تلك اللحظة، وكأنه داخل الي مكانٍ مظلمٍ ومفقرٍ ومجهول، وعلي أكتافه حمل ثقيل! عبدالله مكاوي [email protected]