دخلت مستشفى الخرطوم مرافق لعمتي لمدة 23 يوم جئت بها من الجنينة التي لا يوجد بها مرافق صحية ترتقي لدرجة الحديث عنها، مستشفى الخرطوم محطة كبيرة فيها كثير من المعاني والعبر والدروس التي يستفاد منها تتجسد فيها كل معاناة أهل السودان الذين يعانون من أمراض القرون الوسطى، لو في جهات صحية محترمة ومسئولة كان يمكن أن يتم القضاء على تلك الأمراض عبر الوقاية لأن الأمراض لها أسباب وعندما يتم القضاء على السبب سوف لا يكون هناك أمراض مثلها، ولكن الجهات المعنية لا تفعل ذلك، ناس تملكهم المرض واستوطن فيهم ، تسمع الأنين ينبعث من داخل العنابر متزاوج مع ضحكات هادئة وهانئة البال للسسترات لا تعير تلك الأصوات اهتمام، أما نحن أهل المرضى أكثر انفعالاً وإحساس بجميع المرضى كنا نرقد في قسم الباطنية وحدة د. طارق عامر عنبر القاعة الإهمال والاستهتار من السسترات داخل العنبر هو سيد الموقف عشان يركبوا ليك درب تمشي ليهم عشرة مرات لا يأتين إلا بعد انتهاء الونسة وإذا فتحت فمك توصف بالشفقة وأي حوار معهن بأن مهنتكم هذه ذات أبعاد إنسانية لازم تحسي أنو المريض مريضك لا يعرن هذا الكلام أدنى إهتمام لو كان في نظم ولوائح مفعلة تحاسب تلك السسترات لما تعاملن بإهمال وقلة أدب مع المرضى وذويهم، ضف إلى ذلك المريض عبارة عن وقف لطلاب الطب كل مجموعة تأتي لوحدها تفحص المريض دون التنسيق مع المجموعة الأخرى يعملوا الدايرنوا في المريض بشكل يومي، بالمقابل هناك أطباء رائعين ينسوك كل الألم والهموم والاستهتار أبرزهم دكتور وليد الذي يتابع معنا الحالة حتى يوم راحته من داخل المنزل والاستهتار داخل المستشفى ليس مقصوراً على السسترات فقط ولكن يمتد ليشمل معظم المرافق داخل المستشفى والصيدلية تتعامل معك بشكل بيروقراطي غير مبرر كي تصرف روشتة دواء بقروشك محتاج تتنقل بين ثلاثة شباك ، الخطوة الأولى التسعيرة والثانية شباك الدفع، وأخيراً أخذ الدواء، ازدحام الناس يوحي لك أن الصيدلية تعطي الدواء مجاناً ذات يوم جئت إلى الصيدلية قالوا لنا لديهم حسابات يقفلوها ومن ثم يبدؤون صرف الدواء وقد انتظرنا أكثر من ساعة وعندما احتججنا على ذلك، قلنا مستشفى حكومي يتم التعامل فيه مع المواطنين بهذه الطريقة، رد الصيدلاني وبكل جرأة دي صيدلية خاصة نتعامل فيها بالطريقة البتعجبنا ، يا للعجب ، صيدلية مستشفى الخرطوم التعليمي أصبحت خاصة في زمن مامون حميدة كل شيء وارد، أما دخول المستشفى بالاتجاه الشمالي فهذا لا يصدقه أحد حتى يراه عسكري عشريني يدفر رجل أو امرأة اشتعلا الرأس شيباً دون احترام مع ألفاظ نابية يدفرون حتى المرضى الذين أتوا للمستشفى بحثاً عن العلاج، نرفزة واستغلال سلطة هي في الأصل معدومة لولا معرفتي لوزير الصحة بأنه مدني لظننت أن أحد العساكر هو وزيراً للصحة، عموماً هذه هي المستشفى بالداخل، أما على مستوى الخدمات الطبية المقدمة الكل يعلم مستوى التدني والتراجع في الخدمات التي تقدم، لنا الله نحن شعب السودان ومن اعتمد على الله فلن يخيب ظنه.. أ.علاء الدين بابكر سعد الدين [email protected]