لا احبذ كثيرا ان أدفق احبار قلمي ليقف عند افكار الاخرين او انتقاد ما ياتون به من ابداعات وابتكارت فالفكر الانساني دائما طليق والكثيرون يعصفون اذهانهم وياتون بانجازات واكتشافات علمية تضيف للانسانية ولمسيرة حياة الانسان تعليمه وصحته وبعضها لا يصنف إلا من باب الرفاهية والمرح وتخفيف حدة الحياة بالتسلية ,بالعقلانية ولا بالتفكير وبعضه ما هو إلا من باب خالف تذكر وهلم جرا .. . استلمت عبر " الوتساب " رسالة من الصديقة " البوعينين " جزاها الله خيرا بعنوان " حياة ليس بها حياة " صورها نفر كريم من المشايخ المهمومين بالشأن الانساني من احدى قرى بلاد جيبوتي الشقيقة .. اسر ملتصقة بالتراب والحجر في مناطق قاحلة لا نبت فيها ولا شجر .. واطفال وكان الحياة توقفت بهم عند العصور الاولى للبشرية لم تصلهم المدنية بخيراتها ونعيمها الوفير حد التخمة ولا ضجيجها المتلاحق بلمسة ازرار التقانة وتكنولوجيا العصر .. واصدق تعبير كان عنوان الفيديو " حياة ليس بها حياة " .. . في نفس لحظة استلامي الرابط كنت اقلب في احدى الصحف وللحقيقة سرت في جسدي قشعريرة وانا اقرأ " مصممة ازياء تبتكر من بنات افكارها فستان من فئة الخمسمائة ريال سعودي .. ونقلت مجلة هي المتخصصة في ازياء النساء عن المصممة رانيا غمراوي أنها بدأت في تصفيف اوراق العملة من فئة 500 ريال بعضها بجانب بعض لتنتج فستانا لافتا تبلغ قيمته النهائية نحو المليون ريال سعودي في سعيها لاستحداث طريقة جديدة للاحتفال باليوم الوطني .. ولا علم لنا أي يوم وطني تعني . . الفستان بحسب مصممته يعد زيا تراثيا يعبر عن الهوية بدلا من الملابس التقليدية من الاثواب الخضراء والاشمغة وقالت ان فكرة " الفستان المليوني " جاءتها حين طلب منها مشروع التخرج تصميم فستان سهرة من مواد يستحيل ارتداؤها وانها استغرقت ثلاث اسابيع لانجازه والكثيرون حرصوا على اخذ صور تذكارية بجانبه !! . . يحكى في الاثر الطيب ان احد ولاة المسلمين ألح عليه رجلا ان يمنحه دقائق ليري كيف يبني مجسم من الابر ويمرر منها ابرة دون ان ينهار وفعلا نفذ المجسم بخفة يد يحسد عليها وباتقان شديد فسأله الوالي وبماذا يستفاد من عملك هذا ؟ فأخرص الرجل ولم ينطق بكلمة فاصدر عليه حكما قاسيا .. لانه لم يكن مستعدا للرد على كهذا سؤال ولانه اقتطع وقتا ثمينا من مشغوليات الوالي ورابعا لانه صرف وقته وعصف ذهنه واستقل قدراته وذكاءه الفطري وتدرب على انتاج مجسم لا ينفع به نفسه ولا الناس .. . وهذا ما يحدث في زماننا هذا حيث تنقل لنا الوسائط الاعلامية كيف ان كثيرا من طلبة العلم وبعض الباحثين يستنفدون افكارهم وذكاءهم في ابحاث غير مجدية وما هي إلا مضيعة للوقت وفي طياتها كثير من الاستغفال والغفلة .. وبعضهم ينال درجاته العلمية العليا في دراسات واطروحات لا تمت لحاجة مجتمعه باي رابط ولا ضرورة انية ولا مستقبلية مما يعتبر هدرا للمال والوقت والجهد . . اما حكاية المصممة التي جمدت " مليون ريال ينطح ريال " مستهلكة وقتها الثمين وقدراتها الابداعية فيما لا ينفع .. في حين تنقل لنا ذات الوسائط كثير من الماسي الانسانية التي تستحق ان يبذل لاجلها المال والجهد والعلم المفيد المنتج .. وهو صنف من اصناف استغلال نعم الله في غير ما جدوى والمصممة لا عذر لها وهي الطالبة الجامعية المستنيرة في زمان الناس احوج ما يكونوا للانارة والاستنارة والتكاتف والتازر من ناحية وبذل الجهد واستقلال الذكاء الفطري في ابحاث وابتكارات تنفع البشرية في صحتها وتعليمها ورفاهيتها . عواطف عبداللطيف [email protected] اعلامية مقيمة بقطر همسة : مؤمنة ان الغنى ليس بكم ما عندك بل بحجم تقييم نعمة ما عندك .وشكرا صديقتي " البوعينين " على اعانتي لاكتب هذه الحروف علها تصل وألا اكون اهدرتها فيما لا ينفع فيقع علي العقاب والله من وراء القصد .