المشير يهتم كثيراً بمشروع النهضة الأثيوبي ويدافع عنه أمام مرسي لأن خليفة ملس زيناوي وفر له الأمن في أديس أبابا وصنع له قرارا يمكنه من التجول في دول القارة دون خوف من تهديدات محكمة الجنايات الدولية.. ولأن المشير يهتم بنفسه وزبانيته، يرى أن الموافقة على قيام مشروع وسد النهضة على النيل الأزرق لن يساوي شيئا نظرا للفوائد الكبيرة التي حصل عليها في قمة أفريقيا الكاذبة.. والمضحك ان المشير وحتى يوافق على مشروع النهضة ويعد أثيوبيا بحمايتها من أي تهديد أو عراقيل مصرية، حصل على إشادة من القادة الأفارقة فيما يخص الحريات في السودان وخلو بلادنا من المعتقليين..!! أظن المشير وأعضاء وفده لم يضحكوا من بين آلاف الذين ضمتهم قاعة إجتماعات الإتحاد الأفريقي، ولأ اظنهم حتى اللحظة فهموا الداعي للضحك الساخر ورئيس القمة يشيد بحكومة السودان ويعلن الحماية للمشير..!! وبعد كل هذا يظن أنه منح الأثيوبين أقل مما أخذ منهم، ويرى أن القرار القاضي بمنحه الأمن في تحركاته في الدول الأفريقية يساوي أكثر من بيع حصة السودان في مياة النيل الذيعلى مقربة منه يعاني شعبنا العطش..!! ومادرى رئيس العصابة الحاكمة أن الشعب السوداني لا يهتم لاتفاقياته تلك، وأنه لن يكون مخدوعا كما القادة الأفارقة وأنه سيسلمه بنفسه إلى المحكمة، وأن كذبة خلو السودان من المعتقليين وأنهار الحريات التي تجوب ما تبقى من ربوعة لن تحميه من الطوفان.. وبعض حقوق الشعب هي مادفعه المشير ليشتري به حرية زائفة.. والناس يعانون العطش، ليس في شرق السودان البعيد (داك) بل حتى في قلب العاصمة التي يحتويها نهر النيل برافدية الأبيض والأرزق..!! وليس من الفطنة أن ينتظر أحد الحكومة إن كان يريد ان يعيش مكرما، بلادنا ليست بها حكومة، وإنما يحكمها مجموعة من اللصوص والمجرمين..!! محمد العمري [email protected]