ان اللسان نعمة حين يتحرك وفق فكر متوازن، ولا يمكن التميز بين الحكيم من المتهور،الا بعد ان ينطق كل منهما ،فالحكيم هو المتثبت من مدلول الكلمات ومعانيها ،التى يخاطب بها من حوله ... والمتهور لا يحسب حسابه فى كيفية مخاطبته لمن حوله، ولا يتدبر المعانى ولا يحاول ان يكون حصيفا حتى لا تعطى الكلمات مدلول معاكس.. حين تبلغ السامع.... ان الكلمة مثل الرصاصة ،التى تخرج من فوهة بندقية، يحملها رجل احمق فلا ترتد الرصاصة مرة اخرى الى داخل البندقية، ولايمكن الامساك بها بعد ان تكون قد طاشت فى الهواء لتصيب الغافلين ،فالكلمة الغير مدروسة العواقب لا يمكن اعادة مضمونها، او حتى التغير من ابعادها او تبديلها بعد ارسالها فهى قد تصيب مقتلا للناطق بها... وتثير فتنة وتخلق تحفزا للمواجهة، وتطير بسبب هذه الكلمة رقاب بريئة، وتزهق نفوس لاناقة لها ولاجمل، او يسمعها طرف اخر فينتهز بسببها الفرصة فى العبث بمقدرات البلاد.... ان الرئيس البشير يخرج كثيرا من نص الخطابة والتعقل، ويرمى بالكلام كثيرا على عواهنه غير موزونا يخرج عن النص تماما... فيشتم اطراف يثيرحفيظتها... وينمى حنقها وعداوتها ويشعل ثورتها ينفث فيهم كلمات متهورة.. مرتجلة تؤذى اكثر مما تصلح وتدمر اكثر مما تبنى.. ان بلادنا تمر بمرحلة خطيرة جدا، تحتاج الى الحكمة والتدبر اكثر من التهور...والتعجل وتحتاج الى الفطنة... اكثر من الانفلات والانجراف العنترى البشيرى... الغير مؤسس.... ان نظرة المؤتمر الوطنى القاصرة الغير سوية ، التى لا ترى الا احقيتها فى الحكم والسيطرة... على العباد تسوق الوطن الى منزلقات خطيرة ...وانما يتميز الحاكم العاقل... من الاحمق بقدرته على التحكم فى لسانه لانه مصدر خطير اما الى غرور وفجور ،مدمر او الى قيادة حكيمة متروية تحاول ان تخرج من عنق الزجاجة ... بالحكمة حتى يعود الحق الى نصابه واهله...بالتى هى احسن... عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ، أخبرني بعمل يُدخلني الجنة ويباعدني من النار ، قال : لقد سألت عن عظيم ، وإنه ليسير على من يسّره الله عليه : تعبد الله لا تُشرك به شيئا ، وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحجّ البيت . ثم قال له : ألا أدلك على أبواب الخير ؟ الصوم جنّة ، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يُطفيء الماء النار ، وصلاة الرجل في جوف الليل ، ثم تلا : تتجافى جنوبهم عن المضاجع حتى بلغ : يعملون السجدة : 16 – 17 ، ثم قال : ألا أخبرك برأس الأمر وعموده وذروة سنامه قلت : بلى يا رسول الله . قال : رأس الأمر الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد ، ثم قال : ( ألا أخبرك بملاك ذلك كله ؟ ) قلت : بلى يا رسول الله . فأخذ بلسانه ثم قال : كفّ عليك هذا ، قلت : يا نبي الله ، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ ، فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم– أو قال على مناخرهم – إلا حصائد ألسنتهم ؟ يقول معاوية بن ابى سفيان: لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما أنقطعت... كانوا إذا مدّوها أرخيتها.... وإذا أرخوها مددتها..... والسلام منتصر نابلسي [email protected]