في الآونة الأخيرة، كم مرة صدمت بمثل هذه العناوين: - قيادى بالحركة الإسلامية بمحلية شيكان يغتصب فتاة قاصر بالأبيض.. - نظامي يغتصب طفلة ب (عطبرة) عمرها 6 سنوات.. - نظامي قام بإغتصاب طفلة تبلغ من العمر ثلاث سنوات بمنطقة الحاج يوسف.. ومن ثم تسمع: - تم الإفراج عن قيادى بالمؤتمر الوطني بعد الحكم عليه بالسجن (20) عاماً لإغتصابه طفلة فقيرة لم يتجاوز عمرها ال(12) عاماً.. ما هو رأيك؟. إقشعر بدني، ولم أستطيع تكملة الخبر، وأصلو الكيزان ديل سجم ورماد، وأخلاقهم عفنة، وكلام لن يحل المشكلة الأساسية. هذه الجرائم تحدث في كل المجتمعات ولكن من النادر أن تصدر من الناس المنوط بهم رعاية القانون وتطبيقه له لتحقيق ميزان العدالة. وإذا حدثت يعاقبون بالقانون سواسية. ولكن عندنا هنا، منتهى الظلم، ولا قانون بل يتم الإفراج عنهم. أكون صريح معك، لن يتغير شيئ ونحن في ظل هذا النظام الفاسد المفسد بل نتوقع الكثير من عدم العدل والإنصاف ومزيد من الجور والذل والهوان. فتعسا وقد عجزنا أن نكون مثل الغراب..!!.. نعم الغراب الذي ضربه الله تعالى للإنسان مثلا في القرآن ليس فقط ليريه كيف يواري سوءة أخيه في أول جريمة قتل نفس بشرية كانت بين ابني آدم، بل لنتفكر ونبحث عن سر هذا الغراب. الغربان ولا العربان.. كالعادة، وصباح الخير يا عرب، درس الأوروبيون الغراب ووجدوا أنه يعيش في مجتمع مترابط. زوج الغربان يعيشان طول عمرهما مع بعض (مثل البشر) ولا مثنى ولا ثلاث ولا رباع ولا جهاد بالنكاح. ويراعي زوج الغربان نسلهما في العش ويجلبون لهم المأكولات. وإذا حام بالقرب أحد الصقور (نافعين أو م.ن) تجد ان الأبوين ينطلقان في عنان السماء ويبدآن مطاردة الصقر طيرانا حتى يختفي من المنطقة، ويبتعد الخطر عن أولادهما. الغربان لا تخاف الصقور ولا النسور. بل إنها تقترب من النسر حين يأكل من فريسته وتستقر قليلا، ثم تبدأ في مناورة طرده إلى أن يترك لها الفريسة. ومن عجائب الغراب ان فرخ الغراب يسمى النعّاب واذا فقس عن البيضة يكون لونهُ أبيض فينكرة أبواه ويتركانه لانهُ لايطابق لونهم فيأتي البق نوعا من الدود فيقف على منقار فرخ الغراب تُعجبة ريحة منقاره فيأكل منها حتى ينبت ريشة ويسود فأذا أسود ريشة يألفهُ أبواه ويقبلون عليه ويعطونه الحب. ومع أن الغراب تجذبه الأشياء اللامعة والملونة كثيراً تكون في عشه قطعا من الأشياء الملونة واللامعة. إلا أنه بالفطرة يعلم ان لونه أسود ولا يحيد عن أبنائه السوداويين. أكتشف الباحثون أن الغراب يملك أكبر حجم لنصفي دماغ بالنسبة إلى حجم الجسم، وهو أذكى الطيور وأمكرها على الإطلاق فبإمكانه التعرف علي وجوه البشر، ليس ذلك فقط بل يصنفهم إلي بشر جيدين، و بشر سيئين. فكم نحتاج الى ان نكون مثل الغراب في الوفاء والشجاعة ومعرفة البشر والعدل. شيلوا الكيزان وجيبوا غربان أكيد حيكموا بالميزان.. محاكم الغربان تقضي بقوانين العدالة الفطرية. فلكل جريمة عند جماعة الغربان عقوبة خاصة. - فجريمة اغتصاب طعام الفراخ الصغار: العقوبة تقضي بأن تقوم جماعة من الغربان بنتف ريش الغراب المعتدي حتى يصبح عاجزا عن الطيران كالفراخ الصغيرة قبل اكتمال نموها. - وجريمة إغتصاب العش أو هدمه: تكتفي محكمة الغربان بإلزام المعتدي ببناء عش جديد لصاحب العش المعتدى عليه. - أما جريمة الأعتداء على أنثى: فتقضي محكمة الغربان بقتل المعتدي ضرباً بمناقيرها حتى الموت.. تنعقد المحكمة عادة في حقل من الحقول الزراعية أو في أرض واسعة، تتجمع فيه هيئة المحكمة في الوقت المحدد، ويجلب الغراب المتهم تحت حراسة مشددة، وتبدأ محاكمته فينكس رأسه، ويخفض جناحه ويمسك عن النعيق إعترافا بذنبه. فإذا صدر الحكم بالإعدام وثبت فإن جماعة من الغربان تنقض على المذنب ثم توسعه تمزيقاً بمناقيرها الحادة حتى يموت، وحينئذ يحمله أحد الغربان بمنقاره ليحفر له قبرا يوارى فيه جسد الغراب القتيل ثم يهيل عليه التراب. الغربان تقيم العدل الإلهي في الأرض بالفطرة أفضل مما يقيمه كثير من بني أدم. ولهذا تجد الآيات التي تلي آية الغراب تتحدث عن أحكام وقوانين كثيرة. ((لكل منكم جعلنا شريعة ومنهاجا)) [المائدة:48]. إذا أي غراب أحسن من العراب نفسه الذي لم يفرخ إلا أناسا لا تعقل وتنعق بما لا تسمع، ملأوا الأرض ظلما، وفسادا ولا يزعجوننا إلا بالنعيق. أفتكر أن الأمور صارت واضحة لدينا. فمتى سنبدأ بنتف الريش يا غراب؟!.. [email protected]