الانقلاب او الانقضاض على الدجاجة التى تبيض ذهبا ... قيل ان رجلا ساقت له الاقدار دجاجة تبيض كل يوم.. بيضة من ذهب .. فكان ينتظر ساعات طويلة من عمر النهار حتى تبيض له ...البيضة الذهبية... فيأخذها سعيدا .. منعما... وبعد فترة بعد ان اصبحت بيضة الذهب عادة ....وجرت عليه بالمال الوفير والرزق الكثير اصابه الملل ثم دخله الطمع ...والجشع... ثم غلبت عليه الحماقة ..والسفه... فقال فى نفسه لماذا لا اذبح هذه... الدجاجة (البياضة) ...واستخرج منها ...كل البيض دفعة واحدة .. بدلا من.. دفعات التقسيط ..والانتظار اليومى... فليكن ... الاغتناء منها....دفعة واحدة ... هكذا ذبح صاحبنا الدجاجة التى كانت تبيض له ذهبا... فما وجد فى باطنها بيضا ولا ذهبا ولا بقيت له... الدجاجة التى كانت ...تسعده وتغنيه... كل يوم.. شعبنا الذى فطم منذ ان شب عن الطوق وخرج من قبضة الاستعمار على الانقلابات المتوالية فما يذهب واحد منها حتى يقفذ... على ظهرها اخر...وهكذا لم تمنحه الانقلابات فرصة لتفهم... روح الديمقراطية اواستنشاق... اريج الحرية..والانطلاق بها...حتى ادمن فى نهاية المطاف الاستكانة ....واثر....الخضوع ...ثم الاستسلام.... ربما لامرين ...اما خوفا من تلك الشرزمة الانقلابية ... واتقاءا لشرها...او تهيبا من شمس الحرية الساطعة... فمن تعود الحياة بين... ظلام الكهوف لايحتمل شعاع الشمس الا بعد ان يستعيد شىء من توازنه..ثم عدم ثقتهم فى الاحزاب ...المتفككة التى ظلت ...دائما تابعة لجهويات... دون طور النضوج الفكرى لاستكمال وتطبيق معانى الديمقراطية على ارض الواقع حتى يستطيع الانسان البسيط ان يستوعب ماهى فائدة الحرية وكيف يمكنها ان تمنحه شخصيته الاعتبارية الحقيقية ..وتتكفل له بكل الحقوق الملزمة من قبل الحكومات ويكون لصوته قيمة فى اتخاذ القرار السليم.... وفى كلا الحالات يؤثر البعض من المثقفين ... الانزواء والانطواء والتقوقع بعيدا فى حيز الصمت او....المراقبة...او الهروب خارج دائرة الصراع.... اما اغترابا داخليا مميتا ..او اغترابا خارجيا ...موجعا.... يستلذ الانقلاب باستطعام الدجاجة التى تبيض ذهبا.... ردحا من الزمان... ننتظره ان يعيد لنا دجاجتنا ..بالتى هى احسن .... ولكن هيهات.... فمن يحرز ثمينا او سمينا.. يبخل ويظل الشعب فى نظر اهل الانقلاب ذلك الطفل القاصرالذى يتعلموا ...على راسه... الحلاقة.. كيفما شاءوا....ومتى شاءوا...... ثم تمضى السنوات.... ودجاجتنا وخيرنا ... الى غيرنا شئنا ام ابينا...ويتمدد الاستحواذ فى كل مساحة ....ومازالت الدجاجة المنهوبة... من اصحابها تبيض لاهل الانقلاب... ذهبا خالصا ..ولكن نخشى ان تسول لهم انفسهم حماقة....اوسفها.. اوطمعا... بذبحها.... فحالهم كالمنبت...لا ارض قطع....ولا...ظهر ابقى.. والسلام [email protected]