لكل داء دواء يستطب به .... إلا الحماقة أعيت من يداويها التروى فى اتخاذ القرار... الواعى المتوازن.. مع التأمل فى ابعاده ... ثم التاكد من السلبيات المترتبة.. عليه والاضرار المباشرة اوغير المباشرة التى قد تلحق بصاحبه ...فمثل هذا القرار الصائب المتروى ....لا يصدر الا من الانسان الحكيم .... والحكمة ضالة المؤمن..... من لا يتبصر بعين التانى فى اختيار المواقف ...السليمة المناسبة... للظرف المناسب فان مثله كالذى يسير فوق ارض...مليئة بالالغام ،وغالبا ما ينفجر.. احدها ...وستكون قد اغلقت ....دونه المخارج...... كلكم راعى وكلكم مسؤول عن رعيته .. فاين ياترى الرئيس ....من معنى الرعاية ...والدراية ...وهو يصب الزيت فى النار، والشعب اول من يحترق بها...نعم انه الرئيس الذى اذا تصرف افجع ...واذا نطق برطع... انما يتحدث بلسان شعب على شفا ...جرف هار ..اما كان الاجدر ..ان يتخذ القرارالواعى... البعيد التأثير...الذى يضمن عدم ادخال البلاد... فى انفاق اخرى ستجر عليها... الخراب ...والحرب... والدمار ...والتدهور الذى يهدم كل اركان الدولة... التى باتت قاب قوسين.. او ادنى الى الانهيار.... هل هو استهجان من المؤتمر الوطنى... بميزان الكلمة ...ام اصبح لا يحسب حساب للمنحنى ... والدرك الذى يجر اليه ...الوطن ... ام هو الصلف والاستكبار المبنى على الافتراض ...ام هو الهروب من الواقع... من مخرج تشتيت الانتباه ....عن الواقع المتهالك ... قاتل الله الكلمة... لو لم تكن من-- اجل احقاق الحق فواقع السودان اليوم لايخفى على احد ... بل انه يمر باصعب المراحل التى تحتاج الى الحكمة اكثر من التنطع ...والاندفاع الاحمق ...الغير رشيد ....ويحتاج الى المشورة ...والرجوع ....لاهل الرأى السديد ...ولكن فاقد الشىء لا يعطيه.... الوطن يحتاج الى تضافر الفكرة وتكامل الرؤيا للخروج من النفق الضيق الذى ادخلتم فيه العباد..يا سادة المؤتمر ...اقولها لكم الحقيقة التى لا تحبون سماعها.. ولاخير فينا ان لم نقلها ( لقد ادخلتم ...السودان فى محنة )...وما اسهل واهون الدخول فى الشبكات ولكن عليكم ..التأمل ايضا فى الخروج..... ان قرار ايقاف مرور البترول ... اشبه برجل احمق فقير... ليس لديه ما يسد به الرمق ...ولا يملك من حطام الدنيا الا زجاجة سمن.... اراد.. ان يبيعها فى السوق ... فجلس فى احد الاركان من السوق واضعا امامه الزجاجة... ينتظر مشتريا ...وفى يده عصا ...شطح الاحمق بخياله الواسع ..فاصبح يحدث نفسه سابيع اليوم ...زجاجة السمن هذه ..واشترى بثمنها...عنزة ثم ابيع العنزة واولادها ...واشترى بثمنها بقرا... ثم .. ثم..... ابنى لى بيتا... واتزوج فلانة الفلانية... وانجب منها اطفالا... فاذا عصانى احدهم ..ضربته بالعصا هكذا..فهوى...بعصاه على الزجاجة..التى ليست.. له غيرها فتحطمت ..وسال ...السمن على الارض...... منتصر نابلسي [email protected]