[email protected] فى كسلا الوريفة و بلد الطير الخدارى والتى أشرقت بها شمس وجدى كما غنى المغنى تكررت فيها أسطورة أحلام ظلوط بأسلوب عصرى فريد و ممعن فى الشذوذ و الغرابة. وظلوط كان لديه عنزة وحيدة قضى زمنا طويلا حتى أنتج زجاجة سمن بلدى من لبنها و جلس فى السوق ليبيعها و إستغرق فى أحلام اليقظة بأنه إن باع تلك الزجاجة فإنه سيتمكن من شراء عنزة أخرى و ينتج سمنا أكثر ومن ثم يشترى ثالثة و ينتج سمنا أكثر وبذا يصير غنيا وفى غمرة أحلامه تلك تخيل أن واحدة من تلك الأغنام شذت عن القطيع فلوح لها بعصاه فإذا بالعصى تضرب زجاجة سمنه و تكسرها و يضيع عليه سمنه الذى جلس ليبيعه. إن "طبزة" والى كسلا والتى فجرها فى حى الكارة بكسلا لا زالت مأزقا معلقا فى رقبته و سوف يستمر ذلك. إذ أنه لم يتمتع بالمؤهل الفكرى و لم تكن له الخبرة فى الإدارة ليستنبط أفكارا يستفيد بها من الكنز الذى يرقد تحت قدميه و الذى على مرمى من بصره ألا وهو هذه الخضروات و الفواكه عالية الجودة التى تنتجها منطقة كسلا و تربتها التى قورنت بتربة كاليفورنيا. كان الأحرى به أن يسافر أو يرسل الوفود ليتفاوض فى فتح أسواق فى الخليج لهذه المنتجات الزراعية التى ينتهى بها الأمر عادة فى الزبالة لعدم التسويق. لو فاوض فقط لتسويق البصل الكسلاوى فقط - دعك من الموز و الليمون و القريب فروت وغيره - لما إحتاجت خزائنه لأى أموال من مصادر أخرى. ولكنه لعقم فى فكره لا يعرف ولا يملك إلا أن يسافر ليتسول من قطر – وهو حاليا فى الدوحة - أو غيرها ليدارى سوءته التى فعلها بتحطيم أجمل حى فى كسلا تقارب مساحته المائة فدان – حتى يستجيب له مستثمرون خليجيون ليشيدوا له فى مكانه "المولات" و الفنادق و الشقق المفروشة و الحدائق متخيلا أنه سيجعل من كسلا مكانا مثل دبى بين يوم وليلة، وياله من خيال قاصر و خبال. ولا أظن أن خليجيا غافلا أو مغفلا – اللهم إلا أمثال جمعة الجمعة - سوف يستجيب لمحاولاته اليائسة و البائسة و ذلك لأن كسلا تفتقر للبنية الأساسية التى تؤهلها لإقامة المولات و الفنادق السياحية و الشقق المفروشة. وهو واهم إن فكر بأن السياح سوف يغمرون كسلا لمشاهدة توتيل و الشرب من مياهه وإحتساء الجبنة وزيارة ضريح السيد الحسن و العالم ملئ بالأماكن السياحية التى تزخر بأكثر من ذلك. إن "طبزة" هذه الوالى والتى هى نسخة فوتوكوبى من أسطورة أحلام ظلوط لا تقل عن قضية مؤسسة تسويق الأقطان و لكن لمن يشتكى الناس ، و الشكوى لغير الله مذلة؟