الدين غطاء ايدولوجي الشريعة وسيلة وصولية لغاية سلطة الاسلام حمالة حطب نار الفساد التي تلتهم الاوطان وباستمرار يستغلون مطاطية الدين الاسلامي كدودة تنخر قي عظام المجتمعات الجاهلة في هذا البلد لتتحول الي رماد خاوي من دون وميض نار في السودان ليس هناك فكرة واحدة لوطن واحد ولم تتبلور فكرة وطن بهوية واحدة عبر التاريخ وحتي الآن في هذه الحالة السودانية الشاذة لم تستطيع أية من الأحزاب العامة السودانية ولم تتمكن من الحديث بلسان وطن واحد فنما حزب الكيزان في السلطة وينمو الي هذه الدرجة هذه الحالة السودانية المتعددة دينياً وثقافياً من دون وجيع والسائبة بهويتها المجهولة المتجاذبة ادت لتطور مستمر لتحالف سماسرة ولصوص وتجار وعطالي ذات أحلام برجوازية وكل عناصر الطفيلية الرأسمالية في ممثلها الشرعي والرسمي الحركة الاسلامية وحزب المؤتمر الوطني ونمت معه بنفس الاهداف والاحلام والأطماع ولن ينقطع نمو هذا التطور الا بثورة حقيقية مضادة لم تكن هناك وسيلة تستطيع من خلالها هذه الطفيلية الحاكمة امتصاص الاقتصاد الوطني الا عبر امتطاء موجة الاسلام ففي الاسلام متسع ومساحة واسعة لاستغلال القبيلة والمجتمع والجهة والعنصرية والقومية أحياناً لأن العلاقة بين الحاكم والمحكوم في فهم الاسلام مطلقة لصالح الحاكم طالما هو ولي الله في الأرض وما علي المحكوم الا السمع وطاعة ولي الأمر قبل الاتراك والمهدية ثم الانجليز هذا السودان عبارة عن تشرزم لمشيخات وسلطنات وممالك تخضع لمؤسسات القبائل والعشائر وشيوخها ففي ظل حكومة الانقاذ عاد السودان كما بدأ شرزمة بلا توجه ومجتمع متقطع الأوصال بعد غياب تام وكامل للدولة الحقيقية السلطة في الخرطوم وهمية وليست فعلية وان كانت تبدو غير ذلك فالحاكم والوجود الفعلي للحكم هم مجموعات العصابات التي كونت نفوذها عبر ذلك التحالف المستمر للمجموعات الطفيلية الرأسمالية تحت غطاء الدين والقبيلة والجهة لذلك يكون الحكم الفعلي دائماً هو سلطة مغلقة بين أصحاب النفوذ ومعاونيهم في المدن والقري والأرياف وبين المجتمعات المختلفة وسط القبيلة والجهة وعناصر الناس عناصر محددة تتحكم في مصير البلد وتمارس الفشل المستمر في ادارة شؤونه فكان انفصال الجنوب وستتبعه انقسامات أخري وشيكة سياسة حزب الاسلاميين تنبني علي فرق تسد لذلك تتم فرتكة المجتمع السوداني باستمرار فتنهض كل مرة وبناءاً علي استراتيجية وخطط الدولة مجموعات متحالفة تبحث عن استراتيجية وجود وبقاء و في ظل حكومة لا تتواني في استغلال تلك الانشقاقات المجتمعية لصالح بقائها هي السودانيون غير معنين بما يحدث حولهم في رحلة بحثهم عن المأوي والمأكل والملبس فتشتت شمل وطنهم وانهارت قيم مجتمعاته وتتهدد الدولة فيه بحدوث فوضي بالفعل قد استطالت مدتها وتأخر حدوثها وانفجارها لكنها ستحدث ما زال الوطن متروك زمام امره لتحالف لصوص وأرزقية ومنتفعين طفيلين وسماسرة وتجار تحت مسمي المؤتمر الوطني الحزب الحاكم والمسيطر علي امور الوطن الخراب كبير والتدمير مبرمج والدين والجهالة هما السبب وراء تغييب وطرد السودانيين وابعادهم عن قضايا وطنهم تلك العناصر الشاذة التي آلت اليها كل مفاتيح الدولة وخضعت لها كل مؤسساتها هم في الحقيقة مجموعة ضيقة جداً تتوسع حسب الأدوار وفنون الاستغلال وتعدد المصالح الذاتية عندها في كل مرحلة وهي كذلك دائماً بؤر شاذة لاستغلال موارد الدولة ولا تمتلك مقومات حقيقية لاستراتيجية حقيقية لبناء اقتصاد وطني أو أمن وطني أو تنمية وطنية لذلك تعرضت الدولة السودانية في هذا العهد الي حالة مستمرة من استنزاف مواردها الطبيعية وهلاكها ويتعرض أمن الدولة كذلك الي اختراقات كبيرة فلم تعد الحكومة في مقدورها السيطرة علي أطراف السودان خارج حدود الخرطوم بصورة أساسية ناهيك عن الغياب التام لأي خطط وبرامج تنموية اقتصادية علي المدي القريب او البعيد [email protected]