في مقالنا السابق قلنا أمامنا خياران لتغيير النظام إما أن تخرج المعارضة صاحبت ال100يوم عضويتها إلي الشارع بشعاراتها ولافتاتها وإما أنها تثبت النظام من حيث أرادت إسقاطه حيث لا يمكنها تحريك الشارع من منازلها وفنادقها وإنما بقيادته وتقديم تضحيات عظيمة لتسترد الثقة لنفسها من جديد حيث أن ضعفها وتشرزمها بفعل إرتهانها لمصالحها هو الذي قادها لأن تكون شبيهة بالنظام في الابتعاد عن الجماهير والغياب عن ساحات النضال والعمل الوطني . أما الخيار الثاني هو إلتحاق الشباب بالعمل العسكري الهادف لإسقاط النظام بالقوة وهذا الخيار تمثله الجبهة الثورية والحركات الدارفورية المتحالفة معها كما أن لها رصيد جماهيرى في ما يعرف بالجنوب الجديد. وحتي الان لم يفعّل الخيار الاول بما يتناسب مع معطيات المرحلة حيث أتسعت دائرة الحرب وأصبحت مسارحها علي بعد بضع الكيلو مترات من المدن الكبري ومن الخرطوم ذات نفسها حيث يشاع تسرب بعض العناصر المقاتلة لها ليعملون كخلايا نائمة تصحو عن أول إشتباك في محيط العاصة وتقدم المساندة المطلوبة لترجيح كفة المعركة لصالح القوى الغازية وإن كانت تنفي حكومة المؤتمر الوطني هذه المزاعم. ونحن نقول الله يكذب الشينة. إن فشل الخيار الاول يمهد الدرب لنجاح الخيار الثاني وحتميته خصوصا وان النظام لم يتخذ خطوة تجاه الجماهير المطالبة بالإصلاح وتقوية القوات المسلحة وكذلك رحيل بعض القيادات والرموز الفاسدة والتي تشيع روح الكراهية والاشمئزاز وسط الجمهور بالتصريحات الغير مسئولة خصوصا الدفاع والمالية ومساعد رئيس الجمهورية للشئون السياسية ذو التصريحات الإستفزازية. لئن كان الأمر كذلك أي ان الحرب صارت الخيار الاقرب للتنفيذ والسيناريو المحتمل للمشاهدة في مسرح الصراع السياسي علي السلطة في البلاد إذاً ماذا أعدت الحكومة لذلك؟ وهل تستطيع الصمود أمام قوات الجبهة الثورية ؟ وماذا لو إنتحت الحرب منحاً دوليا خصوصا بعد إصرار دولة الجنوب علي دعم ومساندة الجبهة الثورية عسكريا ولوجستيا وإعلاميا؟ وهل تنشط قوى من داخل الجيش للتغيير شبيهه بحالة العميد ود إبراهيم ؟ وهل إن حكومة المؤتمر الوطني لا تستطيع الإجابة علي مثل هذه الاسئلة لانها فقدة بوصلة المقدرة علي إتخاذ القرارات الكبيرة والصعبة وإرتضت لنفسها أن تقود الشعب لحروب غير محسومة النتائج ولعل الصراع في دار فور هو اكبر مثال علي ذلك فقد خاضت الدولة الحرب في دارفور بشراسة جعلت المجتمع الدولي يوجه لها تهما بالإبادة الجماعية والتصفية العرقية ومارست عليها ضغوطا تمت بموجبها إتفاقيات سلام أخرها إتفاقية الدوحة لسلام دارفور ورقم عن كل ذلك لم تقف الحرب والخاسر هو المواطن السوداني الذي ظل يدفع فاتورة الحرب دما ودموعا علي حساب صحة وتعليم ودواء أبناءه ولم يري سلاما ولا تنمية واليوم أضحي مضطرا لخوض حرب إما لجانب جلاده الذي يتمثل في نظام فقد عناصر البقاء متماسكا بعد ان اصبح سادته من من يعملون ضده وإما لجانب الجبهة الثورية والحركات الدارفورية المسلحة المتحالفة. لئن كنا قد ذهبنا إلي أن الخيار العسكري هو الأرجح فمن ثم سوف تدور في الذهن عدة أسئلة وهي:- هل سيكون الخلاص الوطني علي يد الجبهة الثورية ؟ أم أنها ستأتي بالشرعية الثورية فتستبيح الأعراض والدماء والأموال ؟ وما هو مستقبل القوات المسلحة في ظلها ؟ هل ستقوم بتسريحها أم تسويرها؟ وما هو مستقبل القوى الوطنية الأخري؟ وهل ستحدث تصفيات علي شاكلة ما يحدث في سوريا وحدث عندنا في أبوكرشولا وأم روابه؟ وهل الشرعية الثورية تستمر كثيرا فتصبح دكتاتورية جديدة ونكون كحال المستجير من الرمضاء بالنار؟ أم أن الثورا سيشرعون في بناء مؤسسات الدولة الجديدة باسسس حديثة ؟ إن إختلفنا في الاجوبة علي هذه الاسئلة فلن نختلف علي أن القتل سيكون مريعا والدمار شاملا في حالة سقوط النظام عسكريا وستنزح كثير من الاسر والمجموعات وستموت جوعا أو عطشا أو رعبا وسيعيش الناس مأساة إنسانية تكسر كبرياء السوداني بل ستتغير الخرطة السكانية وينخفض أناس ويرتفع أخرون ولن يسكت صوت السلاح أبداًص وستحدث تصفيات عرقية لم يشهدها التاريخ مثلها بقصد او بدونه وستنهار كل مؤسسات الدولة من الخدمة مدنية كانت أو عسكرية وسيشيد نظام جديد وسودان جديد علي أنقاض هذا النظام وهذا السودان ولئن كان ذلك كذلك فإن الحادبين علي مصلحة البلاد والعباد يتوجب عليهم التحرك من أجل إخماد نار الحرب بالحوار بتشكيل جبهة السودان المتحد علي مستوي قومي وتكون لها مكاتب في كل ولايات السودان المختلفة وتتحرك بإتجاه ضاغط علي الحكومة لتتنازل عن مواقفها المتزمتة وتشرع في تلبية مطلوبات التغير السلمي بتهيئة المناخ لتسوية سياسية شاملة تغري حاملي السلاح بالعودة للعمل الحزبي وتسمح للمعارضة التحرك بحرية للإتصال بقواعدها فيكون لهذا أثرا ومردودا إيجابيا يحداث حراك شعبي حزبي في إتجاه تكوين دولة الحكم الراشد علي أساس المواطنة والتساوى في الحقوق والواجبات. والان الوضع لا يحسد عليه حاكم ولا يحمد عليه معارض ولا يعجب متفرج ولا يسر مشارك ونحن إذ نتطلع علي الوضع الراهن نأمل في ان يتشكل تنظيم جديد تحت مسمى السودان المتحد يعمل علي الاطاحة بالنظام ويجنب الدولة حالة التشرزم والضياع ويعيد بناء الدولة السودانية . [email protected]