سفير جمهورية السودان الشمالى بمصر السيد (كمال حسن على) وسفير الجنوب السودانى السيد (أنتونى كون) كانا ضيفين على قناة سى بى سى المصرية على الاعلامية لميس الحديدى،على خلفية تداعيات سد النهضة، وفى هذا اللقاء أتضح الفرق بين الدبلوماسى والسمسار،بين سفير دولة حقيقية تراعى مصالحها فى علاقاتها السياسية،وبين سفير نظام عصابى منبطح وخانع وتابع يبنى مواقفه الاقليمية والدولية على التوجيهات والمصالح الضيقة التى تضمن استمراره،أكثر من تفكيره فى انعكاس هذه المواقف على سيادة الدولة واستقلاليتها فى علاقاتها مع دول جوارها الأقليمى أو العالمى،سفير جاء من الى موقعه ويداها ملطخة بدماء طلاب الخدمة الوطنية والتى كان مسئولا عنها فى وقت من الأوقات ،وفوق ذلك كان يرأس مكتب حزبه العميل فى مصر ويتلقى توجيهاته وتعليماته من (صفوت الشريف) والذى تتلمذ على يديه نظام المؤتمر الوطنى فى مقابل توفير الحماية والغطاء الأقليمى والدولى لرئيسه المطارد من العدالة الدولية، لهذا لم أكن مندهشا من اجابات السفير المبهمة والمائعة فى حضن الموقف المصرى والذى يجر السودان جرا فى معيته،وكعادة هذه الفئة التى تتدثر بالاسلام زورا وبهتانا بدأ سفير شمال السودان اجاباته بانكار تصريحه الذى أعلن فيه مفأجأته من الموقف الأثيوبى رغم أن معظم أجهزة الاعلام المصرية تناقلته ، بادعائه عدم دقة وسائل الاعلام فى نقل تصريحه،متعرضا الى اللجنة الثلاثية ومناقشة تقريرها الذى لم يتم حتى الآن رغم ما أحدثه هذا الأمر من ضجة خصوصا وأن تساؤل مقدمة البرامج كان فى محله لماذا لم يتم تحرك حتى الآن من الجانبين المصرى والسودانى (واو المعية) اللهم غير زيارة وزير الخارجية المصرى المعلنة اليوم الى أديس أبابا للحوار الذى لم يقفل بابه الأثيوبيين والذين ردوا بقوة على التصريحات المصرية المستفزة والتلميحات التى فضحها اجتماع الحوار الوطنى لبحث أزمة سد النهضة تجاه بلدهم،ولم يكن موقفهم كموقف السفير المنبطح والذى توجه الاساءات والتجريحات لوطنه كل يوم فى وسائل الاعلام المصرية ويظهر فيها فرحا بقبوله اعتذار أيمن نور الراقى الذى زاره فى البيت وقدم له الاعتذار بهذه البساطة!!! مثل هذا السفير لابد أن يكون مثل من أرسلوه لتمثيلهم والتمثيل بالشعب السودانى الانسان والسودان الوطن والتراب التى فرطوا فيها وباعوها ببخس لكل من هب ودب،،السفير فى رده على سؤال حول تصريح وزير اعلامهم بخصوص السد وتناقض هذا مع الموقف التنسيقى بين الجانبين المصرى والسودانى؟؟ قائلا أن السد مفيد للسودان من ناحية ايقاف الفيضانات التى تدمر سنويا ألاف القرى وتشرد ألاف المواطنين والذين هم أساسا ليس فى حسبانهم والا ماكان نظامه يؤيهم فى معسكرات الخدمة الوطنية التى يعدون فيها السودانيين للتقاتل ضد بعضهم البعض والتناحر القبلى الذى زرعوه فى البلاد...فسفير مشغول بالأعمال التجارية هو وطاقمه من مبعوثى نظامهم العصابى ومراعاة مصالح كبار سماسرة النظام بالتأكيد سيكون موقفه انبطاحى خصوصا وأن حديثه عن أن أى اتفاق يهمهم فيه مصلحة السودان فهذا مردود عليه وله أن يراجع سجلات الاتفاقيات الثنائية بين مصر والسودان وليذكر لنا فوائدها على بلاده التى سبق وأن ضحت لمصر بحضارة كاملة وأرتضت أن تغمرها فى النيل من أجل عيون الأشقاء المصريين وقيام السد العالى ولم تفى مصر بوعودها فى الاتفاق باستفادة الجانب السودانى من كهرباء السد التى تصدر وتوزع لدول أخرى،والسفير الذى أكد وشدد على عدم توقيع بلاده على اتفاق عتنبى وهو فى هذا يتبع الموقف المصرى الذى أخذه معه فى معيته ليواجه به أثيويبا،،وحتى اتفاق الحريات الأربع ولهثكم المتواصل خلف مصر الرسمية لانفاذ كثير من الاتفاقيات بينكم وبينها وهى مفعلة من جانب مصر يدل على انبطاحكم وعجزكم وتبعيتكم .. سفير جنوب السودان كان واضحا فى ردوده فكان رده على أول سؤال ماهو موقفهم من سد النهضة رد قائلا: كسفير حتى الآن لم أتلقى توجيهات رسمية من الحكومة،موافقتنا على عنتبى جاءت تمشيا مع روح المبادرة ولابد أن نكون فى الاطار الجماعى لمنظومة حوض النيل،وفى رده على هل توقيعهم يضر بمصالح مصر والسودان رد قائلا أن الدول دوما تعمل لمصالحها قبل مصالح الدول الأخرى ومصلحتنا هى أن نوقع وهذا لايضر بالدول الأخرى مع اتاحة أى فرصة لدولة متضررة أن ترفع تضررها لمنظومة دول حوض النيل ومصر تعلم ذلك وتعلم بنية توقيعنا وكانت هناك رؤيه مصرية هى أن علينا الانتظار قبل التوقيع حتى نلعب دورنا كوسيط ونحن لم نقبل ذلك لأن قرارنا اتخذناه مسبقا،ونحن لانستفز اى دولة خصوصا مصر التى تربطنا بها علاقات مميزة،فنحن كدولة لابد أن تكون لنا مواقف واضحة ومصالحنا أولى لنا من الوقوف مع مصر،،مع رفضنا لسيسية الاستقطاب،ونحن قابلنا وزير الرى المصرى بتوجيه من الحكومة من أجل الوساطة ولم يصلنا منه رد حتى الآن،فى رده على اتهامات سفير الشمال وتداعيات قفل أنبوب البترول ،قال أن دولة الجنوب برئية براءة الذئب من دم ابن يعقوب من الاتهامات التى وجهتها حكومة الشمال بأنهم مدوا الجبهة الثورية بعربات الدفع الرباعى مع العلم أننا كنا شركاءهم فى الحكومة ابان غزوة قوات العدل والمساواة لأمدرمان بعربات الدفع الرباعى فمن أين حصلوا عليها؟؟ علما بأننا حينما أغلقنا البترول فى المرة الأولى كانت هناك مليشيات من 3000 مقاتل هاجمتنا وعند القبض عليهم أعترفوا بأن حكومة الشمال أرسلتهم وفى العلن على التلفزيون الرسمى,,بالاضافة الى أن بترولنا كان يسرق دون علمنا،ووضح بأنهم الآن ليس لديهم موارد حتى يدعموا بها المتمردين لأن 98% من مواردهم من البترول والآن متوقف ونجد معأنأة فى تسيير أعمال الحكومة اليومية ،والآن نحاول الاستفاده من الموارد الأخرى كالدهب والثروة الغابية والحيوانية،والآن حكومة الشمال تبدو متراجعة لتضارب تصريحات المسئوليين خصوصا وأن هذا الأمر لجأت اليها للهروب من الضغط الداخلى الذى تعانى منه ونحن رغم ذلك أبدينا استعدادنا للجلوس معهم والتفاوض وطلبنا منهم الدليل،،وكما قال الرئيس سلفاكير ضربنى وبكى سبقنى وأشتكى،،وعند سؤاله عن علاقتهم باسرائيل وتأثير ذلك على الأمن المصرى والسودانى قال من حقى كدولة أن أنشىء علاقات مع أى دولة أخرى وهذا لايعنى تعارض علاقاتى مع هذه الدولة تتعارض مع علاقاتى مع مصر،فمن غير المعقول كل ما أريد أن أنشىء علاقة مع دولة أرجع لبحث ملفها فى علاقتها مع مصر فمصالح دولتى قبل كل شىء...هذا هو الفرق بين الدبلوماسى الحقيقى والدبلوماسى المزيف فالتحية لسفير جنوب السودان والخزى ةوالعار لسفير شمال السودان المنبطح والخانع هو ونظامه الفاشى لهذا لاعجب أن يبقل بالمعية فى الموقف المصرى مع أثيويبا الشقيقية كما مصر.. أما اذا كانت هذه الضجة والزوبعة من حمى سد النهضة واجتماع الحوار الوطنى المصرى الكارثة الذى تم نقله على الهواء للتنفيس عن الضغط الذى تواجهه حكومة الأخوان المسلمين فى مصر داخليا وتشتيت الأنظار والسودان بنظامه الاسلامى الكارثى يشارك فى هذه اللعبة فبغبائهم السياسى والدبلوماسى المعهود أنتقصوا درجة بفضل تصريح وزير اعلامه المؤلف والا يكون فى الأمر لعبة اسلامسياسية خبيثة درج عليها نظام الاسلاميين فى السودان ويكررها أساتذتهم فى مصر خصوصا وأن سد النهضة ليس وليد اليوم وربما رئيس وزراء مصر عالما ببواطن الأمور،فلجؤ أخوان مصر لحلحلة مشاكلهم الداخلية باستغلال المشاكل الاقليمية كما حدث فى أزمة سد النهضة والتىأيضا لم ترفع الضغط والغضب الشعبى المصرى عن نظام الأخوان ،فلجأؤا الى مشكلة سوريا كما فى لقاء الرئيس مرسى الحاشد أمس والذى حمل فى طياته رسالتين للشعب المصرى وهى الاستعداد ليوم 30 يونيو، والأخرى لاتحتاج لشرح،،ففى الوقت الذى تشهد فيه مصر تواجد كثيف لأئمة السنة السوريين وبعض دعاة الجهاد لنصرة الشعب السورى فعليهم الاتعاظ من تجربة السودان الفاشلة فى هذا المجال وفى عهد نظامه الاسلامى الذى أدى لانقسامه وبيعه ببخس ،وتجربة الجهاد فى أفغانستان ونتائجها على المنطقة.. [email protected]