لقد تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية وفشلت كل السياسات الرعناء في إيقاف هذا التدهور ناهيك عن تحقيق أي قدر من التنمية فازدادت حدة التضخم وارتفعت الأسعار بصورة لم يسبق لها مثيل واستحال على المواطنين الحصول على ضرورياتهم ،إما لانعدامها أو لارتفاع أسعارها مما جعل كثيراً من أبناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة وقد أدى هذا التدهور الاقتصادي إلى خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطل الانتاج .وبعد ان كنا نطمح ان تكون بلادنا سلة غذاء العالم أصبحنا امة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود وانشغل المسؤولون بجمع المال الحرام حتى عم الفساد كل مرافق الدولة، وكل هذا مع استشراء الفساد والتهريب والسوق الاسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوماً بعد يوم بسبب فساد المسؤولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام. عزيزي القارئ لم يكن هذا الوصف من عندي للواقع الذي نعيشه اليوم وهو يشبهه، بل هو توصيف لأحوال بلادنا قبل (24) سنة في البيان رقم (1) لثورة الإنقاذ الوطني الذي تلاه حينها العميد أركان حرب عمر البشير رئيس مجلسها، والذي يصادف اليوم ذكراها ال(24) بحكوماتها المتعاقبة. ويمضي البيان (إن إهمال الحكومات المتعاقبة على الأقاليم أدى إلى عزلها عن العاصمة القومية وعن بعضها في انهيار المواصلات وغياب السياسات القومية، وانفرط عقد الأمن حتى افتقد المواطنون ما يحميهم ولجأوا الى تكوين المليشيات. وكما انعدمت المواد التموينية في الأقاليم إلا في السوق الأسود وبالأسعار الخرافية). اذ نعيد نشر هذه المقتطفات للتذكرة وهي مهمة الصحافة، لمواساة أهلنا على امتداد مساحات السودان المتبقي، وعسى ان ينتفع منها صانعو القرار، وينتفع بها المؤمنون، وقال تعالى مخاطباً سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم ((نحن أعلم بما يقولون وما انت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد(45)) سورة ق، وقال ((فذكر إن نفعت الذكرى(9)) سورة الأعلى، وقال ))فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ (21))... فكم هي سهلة صناعة التبرير، ورمي الاتهامات، والتبشير بغد باهر، وما أصعب تحويل ما يقال إلى واقع يعاش!!. [email protected]