بسم الله الرحمن الرحيم مدخل لمن لا يعرف جامعة زالنجي، فهي جامعة حكومية ولدت من رحم ثورة التعليم العالي في التسعينيات من القرن العشرين، وتقع في ولاية وسط دارفور التي عاصمتها مدينة زالنجي ، وبها كليّات : التربية، والزراعة، والغابات، واللغات، وعلوم الحاسوب ومقرها زالنجي، أمّا كليات: الاقتصاد، والتربية(أساس) ، والأطر الصحيّة ، فمقرّها مدينة الجنينة حاضرة ولاية غرب دارفور. عتبة أُولى أذكر أني التحقت بها_ جامعة زالنجي_ في أغسطس من العام 2002م، مساعداً للتدريس ،وحينها كانت شابة أنيقة تنضح جمالاً وألقاً ، وهي عزيزة في عصمة إدارة قوية تضع مصلحة الجامعة فوق المطامع والمصالح الشخصيّة.لكن ما أن غادرها أول مدير لها، حتى أصابها عدوى المحسوبية ، وغياب مبدأ المسآلة والمحاسبة، ورغم ذلك ظللنا نعمل بنكرانٍ وتفانٍ في واقع مرير لا يطاق حُرمنا فيه من أبسط مقومات الاستقرار، فلا الرواتب تُصرف في حينها، ولا بديل نقديّ لسنوات مضت مع أن الدولة أوفت بوعدها، وحتى استحقاقات الأجر الإضافي من: ساعات تدريس، مراقبة امتحانات وتصحيحها،وغيرها، ويا ويلك لو طلبت حقّاً مشروعاً. عتبة ثانية أمّا عن البيئة الجامعيّة، فحدّث ولا حرجٌ، حيث مكاتب الأساتذة أشبه بالبوفيهات، هذا إلى جانب ضيقها وسوء تخطيطها المعماري، وانقطاع الكهرباء المتواصل عن معظم مكاتب الجامعة، وقاعات الدرس، ومعمل الكيمياء، والمكتبة المركزية،ومعمل الحاسوب، ومكتبات التصوير، بالرغم من أنّ الجامعة تمتلك وابوراً خاصاّ،ولعلّ أكبر إحباطٍ يصيبك هو أنّ جامعة فيها كليتان( الزراعة- الغابات) وفناؤها أرض جرداء لا شجر ولازهور ولا نجائل، وحتّى النجيلة اليتيمة قبالة إدارة الجامعة أصبحت هشيماً، وعند منتصف النهار يعاني طلاب الجامعة أشدّ المعاناة فتجدهم يتكدّسون في أماكن ضيقة بحثاً عن ظلٍّ يحميهم حرارة الشمس. عتبة ثالثة وممّا يؤسف له غياب الانضباط في المواعيد،وأداء الواجب، والالتزام بالتقويم الجامعى في تنفيذ المقرّرات، وعلى ذمّة الطلاب، فإنّ بعض الأساتذة يكمل المقرّر في خمسِ، أو ستِ محاضرات. من ناحية أخرى أنّ بعض الإداريين وبخاصة مدراء الوحدات الكبرى يقضّون فترات زمنية طولية في إجازاتهم السنويّة ضعف مدّة الإجازة السنوية القانونيّة (45) يوماً، ويتحايل بعضٌ بالمأموريات التي لا تفيد الجامعة في شيئ، وإنمّا تبدّد موارد الجامعة المالية التي في أساسها شحيحة. (هذا قطرة من بحرٍ ) صالح عبدون [email protected]