هل كتبت الهجرة على المجتمع السوداني الى أرض الله الواسعة. هل قدرهم أن يتيهوا فى الأرض، فأصبح لا يخلو منزل من شخص او شخصين او قد يكون البيت كله خارج السودان فالإحصائيات تقول إن عدد السودانيين فى الخارج يفوق ال(10) ملايين سوداني فى دول العالم المختلفة وبالرغم من أن الهجرة لها إيجابياتها وسلبياتها إلا أن هجرة العقول والكوادر المؤهلة تؤثر بصورة سلبية على تطور أي دولة في حين تكون لها أعظم الأثر والفائدة فى الدولة المستقبلة لهذه الهجرة المتعلمة وهذا ما نشاهده من هجرة للعقول الى الولاياتالمتحدةالامريكية من جميع أنحاء العالم. بدعوة من جهاز تنظيم شؤون تنظيم العاملين بالخارج لحضور مؤتمر صحفي لأنشطة الجهاز للعام 2013م والبرامج المعدة؛ خصوصا أن الفترة المقبلة تشهد عودة المغتربين السودانيين كنت حضورا هنالك فقد كان المقر يعج بالمئات إن لم نقل الآلاف من الذين يكملون فى إجراءاتهم والقاسم المشترك بينهم (الهجرة) خارج الوطن من أجل لقمة العيش ونتيجة للظروف الاقتصادية السيئة التى تشهدها البلاد تقول بعض الإحصائيات إن من المهاجرين باغوا الآلاف من الأطباء والعاملين فى المجال التعليمي فى الفترة الأخيرة هذا غير المهن النادرة الأخرى ويبدو أن وقف الهجرة لن يكون قريبا فالأحوال الاقتصادية غير المستقرة لا تبشر بانفراج للوضع الاقتصادي بل لم يعد الشباب من الخريجين يتفاءلون بالمستقبل وفى نيتهم بمجرد استلام الشهادة وقضاء الخدمة الوطنية أن (يتخارج) فى هجرة الله يعلم هل يعودون منها أم لا؛ حتى الذين يرجعون بعد سنوات يقولون إنهم لم يعودوا يتأقلمون على وضع البلد فيذهبون فى هجرة من غير عودة. أجمل تعليق سمعته من أحد الشباب قائلا لزميله بمناسبة الهجرة والله السودان مع الهجرة الكبيرة دي شكلوا فى عام 2020 حايكون للإيجار. أما الآخر فقال وهو يوصي آخر من تبقى فى السودان وهو فى طريقه للهجرة يا جماعة آخر زول طالع من السودان يطفي النور معاهو..! كرار التهامي الأمين العام لجهاز المغتربين هو من أكثر المتفائلين بالهجرة فهو دائما يقول إن فوائدها كبيرة إذا قننت بالشكل المطلوب فالكثير من الدول تعتمد فى دخلها على تحويلات المغتربين بالرغم من أننا فى السودان من أقل الدول استقبالا لتحويلات المغتربين من العملات الصعبة نتيجة السياسة الخاطئة غير المشجعة بجانب عدم استقرار سعر الصرف وبالتالي أصبحت تحويلات المغتربين تذهب الى دول الجوار من خلال الاستثمارات فى العقارات وغيرها. تبقى الهجرة واقعا معاشا رضينا أم أبينا لكن أن تكون مقننة ووفق ترتيبات من الدولة أو حتى من المغترب نفسه شيء مهم ومطلوب فهجرة مثلا الى إسرائيل التى يتواجد بها الآلاف من السودانيين فى ظروف مأساوية فى دولة عنصرية تعمل على تحريضهم ضد وطنهم فهذا هو الشيء المؤسف غير المجدي كما أن تعرض بعض السودانيين للموت فى دولة أخرى لا لشيء سوى أنهم هاجروا بطريقة غير مشروعة أو لم يجدوا وظائف فى دولة أخرى؛ أما أن تجعل سفاراتنا من هذه الأسباب حجة لتغلق أبوابها فى حل مشاكل هؤلاء فهذا هو المرفوض بالرغم من علمنا بأنه مخطئ لكن يظل فى النهاية يحمل جواز عليه هوية تعرفه أنه (سوداني) وإن لم يلتزم بالقوانين والنصائح ووو..!! قاسم مختلف الغربة مابعد المسافة ولا السفر آخر مطافا الغربة في القلب البعاند وفي السحابة الطش سابا الغربة في الموية البتنزل تطرد الناس من ضفافة الغربة في الزول التريدو تلقى في أبعد مسافة. [email protected]