استيقظت فى صبيحة الأول من يوليو 2013م وأنا أتأمل فى حلم راودنى طول الليل , ذلك ان الشعب السودانى اصطف جميعه فى شوارع المدن فى تلك الليلة و راخت هتافاتهم تعلو (يا عمر يا بشير .. قد آن أوان التغيير) عمنى فرح و أمل كبير بأنى سأعود الى الوطن فهرعت الى احدى مقاهى الانترنت لأرى ما جاء فى أخبار السودان فوجدت ان الأخبار كعادتها تحكى عن تظاهرات طلابية ما فتئت أن تمتد الى الشغب الذى يدهشنى بصبره أو خوفه من الخروج الى الشارع لاسقاط نظام طال ظلمه. و لكن غداً أو بعد غداً سيخرج الشعب السودانى و سينتفض بعد سكون دام أكثر من27 عام . ان النظام الحاكم الآن قد صار قد صار على قدر من الوهن لو اهتز بمفرده لتساقط أشلاء , لكن ما نقرأه يومياً من أخبار يظهر فيها عجز القوى المعارضة لتغييره سواء ان كانت أحزاب سياسية أو حركات مسلحة و أختلاف هذه الأطراف فيما بينها يجر الى السطح رسالة واضحة مفادها ( انتفض أيها الشعب السودانى , فانت السيد و انت ذو الشأن و انت القادر على احداث التغيير) ونحن لنؤمن ايماناً تاماً بهشاشة النظام و نراهن على انه لو خرج لاسقاطه جماهير الفنان الراحل محمود عبد العزيز لتم الأمر فى ليلة و ضحاها , فيا شعب السودان انت لا تحتاج الى سرد لاحداث بدأت فى مثل هذا اليوم قبل اربعة و عشرين عاماً فيكفى فقط الحسرة على الجزء المقطوع من خريطة السودان , كما انك لا تحتاج للتعريف عن حقوق لك تم انتهاكها و يكفى هنا أرقام الخريجين العطالة و المهاجرين الذين لا يستطيعون نطق حرفين باللغة الانجليزية فعجزوا و عجزت مؤهلاتهم عن تشغيلهم , كما انك عزيز فكن كما انت و استرد أمجاداً لك فقدتها تدريجيا. ايها الشعب السودانى انك تستحق حياةً أفضل و قد يكون لنا و لأجبالنا القادمة مستقبل مشرق فى ظل نظام آخر يراعى هموم شعبه. لكن الله لا يغير ما بقوم حت يغيرو ما بانفسهم , فهيا لنغير ما بداخلنا من خوف قد يضيع علينا فرص أكثر مما يتيحها . ان السكات على حكم ظالم لم يرفع يوم من شأن امة .. فان أدوار البطولة دائما من نصيب الثوار أمثال جيفارا و غاندى و من معم ,, فثور أيها الشعب و لا تقف مثل المسمار فقد تصدأ و تصبح عديم الفائدة. لقد نفذ الحبر ونفذ الصبر و أزفت ساعة التغيير فهيا قبل أن يفوت الأوان... فيصل أوكاش [email protected]