أغلب الحضارات فى التاريخ أعطت المرأة دورا قياديا فى المجتمع حتى أن بعضهم عبدها و بعضاً سلم بأهمية دورها و قال أنها هى التى تحتضن بذرة الحياة أما الرجل فأنه فقط يسقيها فقط ,, دور المرأة فى الاسلام معلوم لكل منا .. و لكن نحن هنا ليس بصدد التحدث عن دور المرأة و سيادتها عبر الحضارات والتاريخ , لكننا بصدد الحديث عن دور المرأة فى صنع سوداننا الحديث الذى نعيش على أرضه والذى لا نرى ( عذراً حواء السودان) أى دور فعالاً قامت به المرأة السودانية المعاصرة, بل على العكس لم يفلح فتيات جيل الأنقاذ الا فى الطبخ و الترب ... لا فقط فى الطبخ , و لم يدركو أشعار مهيرة بت عبود و لم و لم يعوا خالدة زاهر. ما اردت قوله هنا يا (سوزى) ان الفرصة سنحت الآن لحواء السودان كما قالت مهيرة بت عبود: ا اليلة العقيد شوفنه متمسكن وفي قلب التراب شوفنه متجكن الراي فارقه لا بشفي لا بمكن ما تتعجبن ضيم الرجال يمكن خلوكن براكن الليلة وحدكن بتمشن تحاربن ..ولا بتتبكن ( العقيد ) حالياً هم رجال الشعب السودانى الذين اذا حدث منهم الفاً فرداً فردا يقول لك لو بلغ عدد الذين يخرجون الى الشارع الفا سأخرج فارد قائلاً حسنا .. سنقترض الف مصرى من ميدان التحرير لكى نخرج نحن رجال السودان ..فوالله يا (سوزى) لا أعجب ان خرجن الى الشارع امهاتنا و اخواتنا و زوجاتنا .. لكنى أشك لأن من أولوياتك تنمية مهاراتك فى الطبخ , قاطعتنى سوزى قائلة ( خالدة زاهر دى منو كمان ) . أما خالدة زاهر فهى أول طبيبة سودانية نخرجت من جامعة الخرطوم و تم اعتقالها فى عام 1946 لقيادتها لتظاهرة ضد الجمعية التشريعية فالدور الرائد الذى قامت به فى تطوير حواء السودان و آدمه لا يقل من ذاك الذى حفظت به مهيرة كرامة شعبها مع اختلا ف الزمان والمكان .. فالكرامة للانسان حق فاذا عجز عن رفع رايتها الرجال رفعها النساء .. فى معظم الأحيان .. و نرى انه اذا ما نهضت المرأة السودانية للمطالبة بحقوقها التى حاربت من اجلها خالد زاهر و سلبها نظام الكيزان فحينئدٍ سيكون التغيير. - قاطعتنى سوزى (هو انو منو البترو ديل؟) - فقلت: رجال السودان المقهورين - و ماما سعاد - سعاد ابرهيم أحمد, انها امراة نال منها المرض و لم تزل مواصلة من خلف شاشة الكمبيوتر رحلة نضال بدات فى منتصف القرن الماضى من دراسة و زواج (حلفاوية من جعلى ) كسرت به أعراف اجتماعية لا معنى لها و التحاق بحزب سياسى (الحزب الشيوعى) طالما حورب و قمع فى السودان, ودفاع عن حقوق المراة و حقوق أبناء مسقط رأسها (كسد كجبار) , وهى الان مستعدة للخروج الى الشارع (بالكرسى أبعجلات) لتتوج رحلة نضالها بالنجاح. فقالت (سوزى): لكن ديل نسوان رهيبات شديد.. فعلمت أن الحديث لم يكن ذو معنى فيصل أوكاش [email protected]