انتهى زمن القول : المصلحة العليا للدولة علي حساب الشعوب وانتهى زمن القول : الامر الواقع.. المصلحة العليا هي احترام الشعوب، والوقوف بجانبها حتي لو كانت مستضعفة، لان صوت الحق لا يمكن ان يخمد. فالتحية للشعب المصري الذي صوب اتجاه بوصلة الربيع العربي، الذي انحرف مساره في اتجاه التطرف والدولة الدينية، التي لا تعرف ولا تعترف بالتنوع والتداول السلمي للسلطة . الجميع يعلم تهافت الكهنة تجار الدين من حكومة الابادة الجماعية في السودان الي الشقيقة مصر، بعد ثورة يناير، وتبنوا مشروع الربيع العربي و.. و.. وآخر تصريح للكاهن مصطفي عثمان اسماعيل ..اذا عبرت مصر عبر الجميع..العبور الذي يريده الدجال الفاسد، هو عبور ركب الدكتاتورية ضد رغبات الشعوب، يريد عبورا يجهل كل اسباب التقدم والحرية، والديمقراطية.. يريد ان تعبر سفينة الارهاب علي دماء الشعوب، كما عبرت سفينتهم بربيعهم الوهم، منذ ربع قرن، علي دماء الامة السودانية. العرف الدبلماسي المعروف هو تبادل السفارات، والبعثات الممثلة لسيادة الشعوب ..ولكن فتح مقرات للاحزاب في الدول عرف لم يكن متعارف عليه، الا في عهد مبارك، حين قام بفتح مقر للحزب الحاكم في السودان بمصر الجديدة (الكربة). من المؤسف والمعيب ان يظل هذا المكتب منذ عهد المخلوع مبارك، ويستمر في عهد المعزول مرسي وحتي الآن يظل هذا المكتب قائما ماذا يفعل ..؟ اتحدى كل المؤسسات المصرية ان تجاوب علي هذا السؤال. لأن الامر بسيط طالما توجد سفارة تمثل سيادة السودان، وحتي لا يوجد ما يبرر من الاعراف الدبلماسية التي تقول التعامل بالمثل..الآن في الخرطوم لم يوجد فرع لحزب مبارك الذي دشن هذا العمل القبيح ولا ادري ان كان وبالصفة الرسمية يوجد مكتب للحرية والعدالة. الحرية والعدالة والمؤتمر الوطني، هما جسدين بروح واحدة، كما اثبت الشعب المصري ان هؤلاء لا يعرفون الا توجههم وبرنامجهم وتمكين جماعتهم علي حساب مكونات الامة. وتجربة الشعب السوداني كما يعلم الجميع، مع هذه الجماعة، هو انفصال الجنوب وتقتيل الشعب السوداني، باسم الله والدين واصبح الشعب السوداني منقسم لقبائل، وفصائل جهوية، وطائفية، متحاربة بامر وتمويل من دولة الارهاب والابادة الجماعية في الخرطوم. لماذا نطالب باغلاق مكتب حزب البشير مجرم الحرب بالقاهرة..؟ المكتب عبارة عن خلية للامن والمخابرات، تعمل لصالح جماعة الاخوان المسلمين في السودان، وملاحقة المعارضة السلمية في شوارع القاهرة وضرب الشباب . المكتب يشرف علي تدريب كوادر شباب الاسلاميين من مصر والسودان، وعلي مدار الاسبوع ويتبادل المدربين والمتدربين بين البلدين . كل هذا كان بغطاء من الرئيس المعزول، فهل سيستمر هذا بعد تصحيح مسار الثورة المصرية العظيمة..؟ نريد للعلاقة بين مصر والسودان ان تكون بعيدة عن مصالح الاحزاب، والجماعات لانها ستذهب ويبقى الشعب. عبرت مصر وسيغرق الكهنة تجار الدين في بركة فسادهم القذرة والمتعفنة.. للحديث بقية.. خليل محمد سليمان [email protected]