رصدت صحيفة الصحافة الصادرة أمس حالة مستشفى الابيض ووصفت أوضاعه البائسة بدقة وهى أوضاع دفعت الوالى أحمد هارون للقول ان المستشفى (حالته لاتسر) ! الواقع أن المستشفى يترجم حالة الاوضاع الصحية فى الولاية الغنية بالموارد والفقيرة من ناحية الارادة السياسية والمسئولية الاجتماعية لدى القائمين على أمر البلاد . مستشفى الابيض تلك المدينة الرائدة والكبيرة الوافرة الأسواق والموارد تشكو الفقر فى خدمات الحوادث وتدنى خدمات غسيل الكلى والنقص فى الاسرة إضافة لتدهور صحة البيئة بالمستشفى . الوالى كان سيكون أقرب للصدق لو قال انها لاتصلح لتكون مستشفى . لقد بح صوت الأطباء بالمستشفى فقد رفعوا مطالبهم حول تحسين بيئة العمل وتحسين أوضاعهم الاقتصادية منذ عدة شهور وواقع المستشفى يكشف ان التجاهل لمطالب الأطباء كان هو الرد الوحيد . حديث الوالى هل يكشف عن دهشة أم عن محاولة لامتصاص الغضب؟ , الحالتين تدلان على غياب المسئولية وتراجع الاهتمام بأحوال المواطنين لأدنى درجة فى سلم أولويات الحكومة الولائية , ومع الخريف وحالة التراجع الشاملة لا أتوقع أن يشهد وضع مستشفى الابيض تقدما خاصة وان الولاة انفسهم يشكون تعسف المركز وعدم مبالاته بتوفير الاعتمادات المالية مما يعكس زيف النظام الفيدرالى والاستهتار باهم مكوناته وهو المال . لن ينعم أهل السودان بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وظل الحرب مسلط على رقابهم وكذا حديث النفرة والتجييش , أهل الابيض بإرثهم الكبير مطلوب منهم عدم التهاون فى المطالبة بحقوقهم وعدم الانصياع للأجندة الرسمية التى تضع شأن الأمن فى قمة قائمة الصرف وتوجيه الأموال , والمرآة لجهودهم المستشفى الذى يمثل ملاذا لسكان الابيض وماحولها . ليقاوموا التجاهل والتضليل ليعدلوا أجندة الحكومة الولائية بحيث تتصدر مطالبهم وحقوقهم فى الصحة والعلاج قائمة الصرف فى كشوفات المالية الولائية , تغيير الوضع فى مستشفى الأبيض رهين بإرادة سكان الابيض فى الضغط والمطالبة وليس تعاطف الوالى وحده . الميدان