والإعجاب بحركات الاسلام السياسي والأخوان تحليل خطبة الصادق المهدي في عيد الاضحى ما بين تأيد النظام وإسقاط المعارضة حامد الاحمدي [email protected] احتوت خطبة الصادق المهدي لهذا العيد للمرة الاولى اعترفا صريحا بعلاقته بالنظام وتجانسه معه والعمل دون اسقاطه وذلك حينما برر رفض النظام ومنعه للمعارضة بإقامة التجمعات والسمح له حيث قال " ان النظام ادرك كيف اننا مع شدة معارضته اذا وقعت ملمة وطنية نتصرف كوطنيين لا كسياسيين " وهذا الكلام بين القوسين هو حديث الصادق المهدي في خطبته الاخيرة في عيد الفطر المبارك بالنص . ومن خلال تحليل تلك العبارة ومقارنتها بالواقع فأننا سنعرف تلك الملمات الوطنية فقد بادر السيد الصادق المهدي عند دخول خليل للخرطوم الى تأيد النظام عبر وسائل الاعلام ، كما السيد الصادق ظل يرفض بشدة اسقاط النظام بالسلاح وفي نفس الخطبة اتهم الجبهة الثورية بأبشع الالفاظ وكان الاولى بها النظام ، وذلك يقودنا الى ان الصادق المهدي يؤيد استمرار النظام مع ترقيعه وان الملمات في اعتباره هي اسقاط النظام نفسه . لم تحتوي " ملمة الصادق الوطنية " ما حدث في السيول والفيضانات الاخيرة حيث خلت خطبه عن ذلك ، كما لم يعلق على حادث الاهانة الاخيرة الذي تعرض له عمر البشير في محاولة سفره الى ايران عبر طائرة سعودية خاصة تم استرجاعه منها ، كما خلت خطبه عن اخر التطورات في تذكرة التحرير التي اطلقها الى اين وصلت وعدد الموقعين عليها وهل سيتبعها اعتصام في الساحات كما قال هو نفسه ام تراجع عن ذلك كما قال نافع على نافع ، واحتوت الخطبة في اغلب نقاطها وأكثر من ثلثيها على الحديث عن الاسلام السياسي وحركة الاخوان وحكم الشيعة وتركيا الاسلامية والتصوف والحركة الهدية ، فكان هنالك اعجاب وضح بحركة الاخوان المسلمين ووصولها للحكم في عدد ن البلاد ونجاحاتها حسب تعبيره ، وإعجابه ايضا بالحكم الخميني ، كما احتوت الخطبة على مغالطات تاريخه في ان الصوفية تعايشوا مع الانظمة وبذلك يحاول ان ينفي دورهم الكبير في مساندة المهدي وحمل السلاح ضد المستعمر ، كما اعتبر جميع الذين يحملون السلاح من اليسار في مقابل اليمين ضد النظام وهو تريد الحكومة تسويقه علما ان الجبهة الثورية على رأسها ثلاثة شخصية محسوبة على الاحزاب اليمينية وهم على محمود حسنين الذي كان نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي ، ونصر الدين الهادي المهدي الذي كان نائب رئيس حزب الامة ، ومبارك الفاضل المهدي . كما هي العادة احتوت الخطبة على " الانا " باعتباره هو الافضل وان كل قراراته كانت صائبة وانه كان يحكم مثل الانبياء والصالحين ، واعتبر الذين اختلفوا معه في حزب الامة سقطوا وبذلك ينسى اختلافه مع الامام الهادي والمحجوب ، وينسي انه العامل المشترك في كل خلافات حزب الامة وانشقاقاته منذ الستينات مرورا بالسبعينات في عهد مايو حينما صالح ثم الثمانينات ثم التسعينات ثم اختلافه مع مادبوا وبكري عديل وصلاح ابراهيم احمد وحامد محمد حامد وعبد المحمود حاج صالح ز وبالرغم ان الخطبة احتوت على نقد ضد النظام إلا انه النقد الذي يكتب في الصحف اليومية التي تصدر بإذن من النظام توجه للحكومة نقدا اشد ايلاما وأكثر وضوحا ، بل ان الاصطلاحين وسائحون في المؤتمر الوطني ينتقدون النظام بشدة اكثر وعمق اوضح ، ويرى البعض ان نقد الصادق المهدي للنظام انما هو زر الرماد في العيون مثل تذكرة التحرير التي اراد من خلالها ان احتواء المعارضة الشبابية للنظام ومنع الانضمام للحركة الثورية وتفريغ المعارضة من اي برنامج حقيق لإسقاط النظام ووقف المظاهرات التني انطلقت كل جمعة في مسجد امام عبد الرحمن بتقديم بديل معارض مزيف .