ابتلع الماء كل شى حى طالت السيول والامطار الاخضر واليابس ونجحف كثيرا فى حقنا للاسف ان استندنا يوما الى حيطة مائلة ايلة للسقوط اسمها الحكومة نعم تلك العايرة وادوها سوط . احسب ان الايام ارادت ان تعلمنا قيمة تلك العايرة ثم توضح الكوارث ضعفها وهشاشتها وتبين الحقائق قيمتها وتثبت الوقائع كذبها وتفضح المواقف المخزية سخريتها من الشعب السودانى واستخفافها به. انها باختصارشديد حكومة المظهر لا المخبر وحكومة الابادة لا القيادة حكومة الادعياء لا الاتقياء حكومة التدمير لا التعمير حكومة خاصة بهم ولهم ومعهم فقط لاغير ولم ولن تكن يوما الا من اجلهم هم لا من اجلنا حكومة مصطنعة جاءت لتشبع جماعتها وتغنيها وتسقيها وتأويها وتحميها وترضي اهوائها وادوائها ليس الا. حكومة همها الاول والاخيران تغدق على من والاها من اباطرة الحزب اللا وطنى لتجعل منهم السادة والقادة رغم انف الشعب السودانى للاسف فهى هنا معهم تتقاسم مكاسبها الملتوية لتسمنهم ثم تترك الشعب البائس الفقير ليتخبط فى فقره وعوزه وضياعه ان يموت حسرة وذاك ليس من شأنها فى شىء. يلتفت المحتاج المكلوم فلايجد الا المنظمات الخيرية والشباب المتطوعين وفقهم الله وكثر من امثالهم حملوا على عاتقهم نفيرالشهامة ...وليتنا كنا هناك معهم وبينهم نشاطرهم عملهم الجليل ومبادراتهم الانسانية الكريمة اكرمهم الله فى الدنيا والاخرة. وهكذا نرى اهلنا بعضهم يخوض الماء يحمل فوق راسه اطفاله حافيا عاريا الامن هندام يستر عورته فلم تمهله الكارثة حتى ان يرتدى غيرها ولم يسعفه الوقت حتى يلتفت ليرى منزله الذى تحول الى اكوام من ركام وحطام . لم تنتظره المياه حتى يحمل معه خبزا او شيئا يسد به رمقه فخرج خاوى الوفاض والجوع والخوف معه فزعا جزعا فارا من سقف قد تداعى وتساقط بعضه ثم ما لبث حتى اصبح البيت كله بركة من ماء وقد طفى على السطح كل ما كان يمتلكه من اثاث وثياب واوانى وخلافها فاصبح همه الاول انقاذ الارواح التى هى اغلى من كل بيت واثمن من كل مال. خرج من بيته فارا لايعرف الى اين يتجه ولا كيف يمخر العباب وهو لايرى موطأ قدمه فلربما انزلق فى حفرة عميقة متهالكة فتكون نهايته فيها او ربما سقط فى احدى المجارى التى شقتها الحكومة وتركتها مفتوحة فاغرة فاها لتبتلع من حولها والمسكين ليس له من هم الا ان يصل الى يابس يلجأ اليه هربا من الماء الذى يحاصره فيصرخ ينادى مستنجدا ويتصارخ من حوله ولا حول ولا قوة الابالله. و لاحياة لمن تنادى والوالى يرفل وحاشيته فى نعيم السلطة وديباج الحكم لا يفارق مرقده الوثير حتى لا يبتل بالماء.... فالحذاء الجديد يجب ان يظل لامعا وسيارته الفارهة لم تجف من نظافتها بعد فكيف تنزل حكومتنا الرشيدة الى المواطن الجائع المكلوم المظلوم وهى اكبر من ذلك ...واعلى من البحث عن شذاذ الافاق. فماعليهم الا ان يركبوا طائرة مخصصة حتى ينظروا الى الغلابة من الاعلى لينظروا الى النساء الثكالى والى الاطفال اليتامى والى الشيوخ الذين لا تقوى اقدامهم واجسادهم على مواجهة السيول نعم هل امتلاءت عيونكم ايها السادة من المناظر المأساوية هل رأيتم حجم الكارثة هل اشبعتم العيون المترفة من اهلنا وهم يتساقطون... فماذا قدمتم لهم ؟؟ لو ان مثل هذه الكارثة وقعت فى دولة غيرهذا السودان لرأيت الرئيس يخرج ومعه وزراءه ليقفوا بجانب المتضررين ولرأيت الحكومة عن بكرة ابيها خرجت بكل من فيها تساعد وتساند وتنقذ وتطعم وتأوى وتوجه اعلامها لينقل الصور الحقيقية حتى ينفر الجميع وحتى تكون قدوة فان غيبتكم كراسى السلطة الزائلة لا محالة ...فهل ماتت الانسانية فيكم ولكن لا تطلبن محبة من جاهل... وهى دعوة مفتوحة للجميع للمساندة ومد يد العون للمتضرريين الذين يلتحفون السماء ويفترشون الارض ولاحول ولاقوة الابالله. منتصر نابلسى [email protected]