أشياء صغيرة بزنس الكوارث .. أمل هباني *كل عام وكل السودان والسودانيين والسودانيات والعالم أجمع بألف خير ...أكثر ما لفت نظري واسعدني في هذا العيد أن الناس يقاومون احباطهم وحزنهم وكوارثهم ويحاولوا أن يستمتعوا باحساس العيد بشتى الطرق ...ففي حلتنا غمرت المياه كل الشوارع وخاضت النساء والأطفال في مياه الأمطار بطينها ووحلها لايصال خبيز العيد الى المخبز لانضاجه على الفرن ....... *كما أن المحلات التجارية والاسواق والبقالات والدكاكين امتلاءت باولئك الذين يحاولون أن يصنعوا للعيد طعم آخر ..وحتى النازحات والشغالات في البيوت اشترى عدد كبير منهن ملابس العيد وتخضبن بالحناء حتى –يحن الله عليهن- كما قالت لي احداهن ولم تنجو راكوبتها المتهالكة من سطوة المطر أما أولئك الذين يعيشون في حواف هوامش الحياة في المناطق المشتعلة حربا وموتا ودماء في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور فلهم خالص الأماني والدعاء في العيد بأن يوقف الله هذه الحروب اللعينة التي يدفع الابرياء من المدنيين ثمنها اضعافا مضاعفا دون أن يستشاروا حين اشعالها أو ايقافها .... *وما بين الموت بالسلاح وفقدان المأوى تحت أزيز الطائرات المحملة بالقنابل والاقتتال القبلي وفقدان المأوى تحت زخات المطر وخرير السيول حكايات تطول وتطول عن حكومة فاشلة لامبالية و فاسدة ...لا تحترم مواطنها ولا تعيره ذرة كرامة في اي منطقة من مناطق السودان... ....بل وتستثمر حتى في محنه وكوارثه وكربه وكأن سرقته ونهب موارده بقية العام لاتكفي *فكلما جاء خريف بكوارثه على المواطن اذكر قصة حكاها لي شخص كان مرافقا لمستثمرين من دول الخليج وكان لهم رغبة شديدة في زراعة البصل لخلو بلادهم منه ..حكى لي المرافق حكاوي محزنة عن الفساد والالتفاف واللولوة من أجل الكوميشنات والشراكات مع المستثمرين ..لكن أفظع ما حكاه هو أن مسئولا كبيرا دعاهم لحفل عشاء جمع فيه كل بطانته واهله ،ثم تدهلس وتمحلس ليقترح على المستثمرين مشروع افضل من زراعة البصل مليون مرة وعائده سريع ومضمون ...والمشروع كان عبارة عن مقترح بشراء كمية من الخيام وتخزينها حتى موعد الخريف وسقوط البيوت حينها ستعلن ولاية الخرطوم برنامج أغاثة المنكوبين وستشتري الخيام بأي ثمن لانها تحتاجها ....عندما خرجوا من المسئول قال احد المستثمرين اشعر بالقرف وبرغبة شديدة بالتقوء ..لا اصدق أن هذا مسئول حكومي عن شعبه امام الله ...وذهب المستثمرون ولم يعودوا .....وعلى ذكر الخيام لك أن تعلم أن مشروع المطار الجديد-والمطار الجديد قصة فساد معلن – قد تم شراء خيمة الاحتفال بافتتاحه من قبل عاميين أي قبل وضع حجر الأساس وقد قيل أن سعر هذه الخيمة 300ألف دولار في الاوراق الرسمية ...ومازال المطار- حاحاية ...شفتوا الاستثمار ده كيف ؟ *ترى كم صفقة خيام ابرمت لصالح البزنس والاستثمار في الكوارث حتى الآن ؟