بيان من سلطة الطيران المدني بالسودان حول تعليق الرحلات الجوية بين السودان والإمارات    بدء برنامج العودة الطوعية للسودانيين من جدة في الخامس عشر من اغسطس القادم    المصباح في زجاجة.. تفاصيل جديدة حول اعتقال مسؤول "البراء" الإرهابية بالقاهرة    إعراض!!    الطوف المشترك لمحلية أمدرمان يقوم بحملة إزالة واسعة للمخالفات    "واتساب" تحظر 7 ملايين حساب مُصممة للاحتيال    السودان يتصدر العالم في البطالة: 62% من شعبنا بلا عمل!    نجوم الدوري الإنجليزي في "سباق عاطفي" للفوز بقلب نجمة هوليوود    كلية الارباع لمهارات كرة القدم تنظم مهرجانا تودع فيه لاعب تقي الاسبق عثمان امبده    بيان من لجنة الانتخابات بنادي المريخ    يامال يثير الجدل مجدداً مع مغنية أرجنتينية    بيان من الجالية السودانية بأيرلندا    رواندا تتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لاستقبال ما يصل إلى 250 مهاجرًا    شاهد بالفيديو.. السيدة المصرية التي عانقت جارتها السودانية لحظة وداعها تنهار بالبكاء بعد فراقها وتصرح: (السودانيين ناس بتوع دين وعوضتني فقد أمي وسوف أسافر الخرطوم وألحق بها قريباً)    شاهد بالصورة.. بعد أن أعلنت في وقت سابق رفضها فكرة الزواج والإرتباط بأي رجل.. الناشطة السودانية وئام شوقي تفاجئ الجميع وتحتفل بخطبتها    البرهان : لن نضع السلاح إلا باستئصال التمرد والعدوان الغاشم    تقارير تكشف خسائر مشغلّي خدمات الاتصالات في السودان    توجيه الاتهام إلى 16 من قادة المليشيا المتمردة في قضية مقتل والي غرب دارفور السابق خميس ابكر    تجدّد إصابة إندريك "أحبط" إعارته لريال سوسيداد    السودان..وزير يرحب بمبادرة لحزب شهير    الهلال السوداني يلاحق مقلدي شعاره قانونيًا في مصر: تحذير رسمي للمصانع ونقاط البيع    ريال مدريد الجديد.. من الغالاكتيكوس إلى أصغر قائمة في القرن ال 21    "ناسا" تخطط لبناء مفاعل نووي على سطح القمر    صقور الجديان في الشان مشوار صعب وأمل كبير    الإسبان يستعينون ب"الأقزام السبعة" للانتقام من يامال    السودان.."الشبكة المتخصّصة" في قبضة السلطات    مسؤول سوداني يردّ على"شائعة" بشأن اتّفاقية سعودية    غنوا للصحافة… وانصتوا لندائها    توضيح من نادي المريخ    حرام شرعًا.. حملة ضد جبّادات الكهرباء في كسلا    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل يملك بشر أن يدعى بعد الرسول انه يحكم بما أمر الله
نشر في الراكوبة يوم 27 - 08 - 2013

الولايات المتحدة عدو الإسلام وحليف الإسلام السياسي
أحداث مصر تفرض علينا أن نسترجع ما كتبه رجل المخابرات الألماني
نحن أحوج ما نكون للعبرة من مصر لنتحرر من هيمنة أمريكا
ما تشهده مصر من أحداث وما صحبها من ردود الأفعال خاصة من دول غرب أوربا بقيادة أمريكا التي تزايد بإدانة مصر بعنف بالرغم من مواقفها من حالات كثيرة أسوأ وضعا وضحاياها إضعاف ضحايا مصر فلماذا تباينت مواقف الغرب وأمريكا ولماذا الكيل بمكيالين.
ولكم أسعدني أن المس إن رجالات مصر لأول مرة يتحدثون بجراءة وجدية عن استقلاليتهم وتحررهم من أن تكون أمريكا أو الغرب قابض على شئونهم فهذه بلا شك مرحلة تحرر لم تعرفه مصر في تاريخها وستؤدى حتما لاستقرار الشعب المصري وتصالحه مع نفسه من مختلف فئاته بعد أن أصبح مالكاً لقراره لأن أمريكا تتحرك وفق مصالحها هي وليست مصالح مصر بل وكل الدول التي تعانى من التدخل الأمريكي في شأنها والتي لن تتحقق لها إلا بإثارة الفتنة الدينية بين شعبها المسلم المسيحي المتعايش منذ نشأته والسودان بلا شك واحد من الدول التي أصبحت أمريكا تخطط لتقسيمها وتفتيت وحدتها بعد أن أصبحت القوى السياسية الحاكمة والمعارضة أدوات تحت أمرتها بحثا عن دعمها للبقاء في السلطة أو العودة إليها لمن فقدها.
هذا ما فرض على أن أقف مع إحداث مصر ليس لان مصر دولة عربية شقيقة فحسب ولكن بجانب ذلك لأننا بحاجة لان نستخلص العبر من هذه الأحداث التي شهدتها وما صحبها من ردود الأفعال.من جانب دول أوربا الغربية والتي تكشف عن الكثير مما يهمنا أن نستوعبه كسودانيين خاصة ونحن نبحث عن إعادة صياغة جديدة للسودان نرفض أن تكون مفاتيحها بيد الإرادة الأمريكية ووفق مصالحها هي كما هو حالنا اليوم
بداية لابد أولا من إبداء الأسف أن يصل الأمر بالأشقاء في مصر هذه الحالة من الاحتراب وسقوط ضحايا من الجانبين إذ ليس هناك من يرضيه قتل مواطن على يد مواطن والرحمة لكل من سقط من الجانبين ونرجو من الله سبحانه تعالى أن يوفق كلمتهم لما فيه خير مصر من مختلف أجناسهم وأديانهم دون تغول جهة على أخرى.
لعلكم تذكرون أنني أوضحت في أكثر من حلقة بان الحكم الديمقراطي المؤسسي لا يمكن أن يقوم على أحزاب دكتاتورية الفكر والثقافة طائفية أو عقائدية سواء إن كانت عقائدية دينية أو سياسية ولعل أحداث مصر تؤكد لنا هذه الحقيقة حيث انه وقبل أن تمضى فترة طويلة على إسقاط دكتاتورية العسكر التي كانت في حضن أمريكا وحمايتها رغم مصادرتها للديمقراطية بثورة شعبية انحاز لها الجيش وحل بديلا لها نظام حكم ديمقراطي ولكن التجربة الديمقراطية سقطت في اقل من عام لما بلغ الحكم في أول تجربة نظام ديمقراطي لمصر حزب عقائدي ديني إسلامي إلا إن الشعب نفسه الذي فجر ثورة ضد دكتاتورية مبارك وأسقطه بدعم الجيش عاد نفسه للثورة على حكم الحزب العقائدي الإسلامي ى الذي حاز على الحكم عبر صناديق الاقتراع الحرة وللمرة الثانية بدعم من الجيش فقضى الشعب على حكم الحزب الذي حقق أغلبية ذلك لان الحزب العقائدي الإسلامي سرعان ما كشف انه لا يقبل وجود الرأي الأخر وانه كشف عن نواياه لتصفية وجود الأخر وعدم القبول بالآخر وهو ما تقوم عليه المؤسسية الديمقراطية وما كان الحال ليختلف لو إن من بلغ الحكم عبر صناديق الاقتراع حزب عقائدي شيوعي أو يساري فالعقائدية والديمقراطية ضدان لا يجتمعان كما أوضحت
لهذا لم يكن غريبا أن ينهار الحكم العقائدي الإسلامي لأنه اهتم بصياغة المجتمع وفق رؤيته الأحادية وتصفية ما عداه من فكر حتى لو كان في ذلك أضرار بمصالح المواطنين مما يؤكد إن الحكم الديمقراطي لن يستقر تحت سيطرة أي رؤية عقائدية أحادية.
وفى حقيقة الأمر كنا اسبق في السودان لمواجهة هذا الواقع حيث إن السودان شهد الحكم الطائفي الأحادي عبر صناديق الاقتراح وانتهى حكمهم وحكم الديمقراطية الزائفة بالانقلاب عليها عسكريا ويومها استقبل الشعب الانقلاب العسكري بترحيب شعبي بسبب سوء الحكم الديمقراطي المزيف ثم كان تجربة السودان مع الفكر اليساري العقائدي وهو يستولى على الحكم بانقلاب عسكري ويستقبل بنفس الترحيب ولنفس السبب ومع ذلك انهار حكمه بإرادة الشعب الذي عاد يبحث من جديد عن المؤسسية الديمقراطية ولان التاريخ أعاد نفسه بعودة الدكتاتورية الطائفية عبر صناديق الاقتراع فلقد قضى على الديمقراطية بانقلاب عسكري للعقائدية الإسلامية هذه المرة ولان الحكم الإسلامي كما هو الحال في مصر اتجه نحو فرض رؤاه وفكره الأحادي الرافض للأخر فلقد كانت النتيجة انه قوبل برفض من العديد من المناطق في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان لتنتشر ظاهرة الحروب الأهلية والعنف وسقوط مئات الآلاف من الضحايا من الجانبين ولا تزال هذه الحروب تتصاعد ويتواصل تساقط الضحايا لذات السبب لان الشعوب ترفض الرأي الواحد الأحادي حتى لو تدثر بثوب ديمقراطية زائفة.سواء عسكريا كما هو الحال عندنا أو ديمقراطيا كما هو الحال في مصر
إذن هي حقيقة يجب أن نستخلصها من مصر إذا عجزنا أن نستخلصها من واقعنا وهى إن العقائدية أياً كانت دينية أو سياسية إسلامية
أو مسيحية أو أن تكون سياسية يسارية فإنها لا تؤسس لدولة مؤسسات ديمقراطية. ولن يختلف الحال في كل الأحوال
لهذا قلت ولا أزال أقول إن السودان وهكذا الحال في مصر انه لا مكان لدولة مؤسسات ديمقراطية تحت أحزاب عقائدية أو دكتاتورية طائفية وانه لا مجال لبناء مؤسسية تحقق طموحات الشعوب الديمقراطية إلا بتصفية الأحزاب الدكتاتورية والعقائدية سياسية كانت أم دينية إسلامية أو ناصرية في مصر أو إسلامية أو شيوعية في السودان وعودة الحركات الإسلامية لان تصبح دعوية تقويم المجتمع من خلال زرع القيم الإسلامية وليس التكالب على السلطة
من هنا جاءت تجربة مصر تأكيدا على ضرورة إعادة صياغة الحركة الحزبية وفق رؤى سياسية غير طائفية وعقائدية.
وليت الأمر يقف عند عدم الاستقرار في هذه الدول وعلى رأسها السودان ومصر فان الأمر يزداد خطورة لان فشل أنظمة الحكم الوطني تتهدد مصالح هذه الدول لوجود قوى عالمية طامعة في الهيمنة على العالم لتامين مصالحها الخاصة وتحت ظل هذا النوع من أنظمة الحكم الوطني التي تقدم كل التنازلات من اجل السلطة والعمل على إجهاض قوى الآخرين تبقى هذه الدول تحت قبضة الغرب بقيادة أمريكا الطامعة في صياغة هذه الدول وفق مصالحها الخاصة,
لهذا نجد الغرب وأمريكا احرص على هذا الواقع في الدول الإسلامية والعربية تحديدا بغرض إحكام قبضتها عليها لهذا فهي المستفيد من هذه التناقضات واحرص على وجودها لأنها المستفيد أولا وأخيرا لان هذه الدول متى سادتها ديمقراطية مؤسسية فإنها لن تجد المناخ الذي يحقق مطامعها.
وبعودتنا لمصر لابد أن نتساءل :
إذا كانت أمريكا ودول أوربا هم اكبر أعداء الإسلام والرافضين له فلماذا إذن يدعمون الحركات الإسلامية ويشجعون تسييس الإسلام لتحقيق مآربهم ويتظاهرون بالدفاع عنهم وهم اكبر الحاقدين على الإسلام؟
لهذا الواقع ظروف تاريخية لابد لنا من الوقوف عندها ودراستها بتجرد:
فالعالم كما نعلم ساده في القرن العشرين معسكران عرفا بالمعسكرين الغربي والشرقي ويتمثل المعسكر الغربي في دول غرب أوربا وحلفائها والتي عرفت بالنظم الرأسمالية واصطلح على تسميته بالمعسكر اليميني ويتمثل المعسكر الشرقي فيما كان يسمى بدول شرق أوربا وبعض دول آسيا الصين وكوريا الشمالية والتي عرفت بالنظم الشيوعية واصطلح على تسميتها بالمعسكر اليساري
وكلا المعسكران افرزا عبر مسيرة القرن تنظيمات جانبية تعددت وتنوعت ولكنها لم تخرج عن عباءة اليسار التابع للمعسكر الشرقي أو اليمين التابع للمعسكر الغربي و لهذا بقيت تحت قبضة المعسكر الذي تنتمي إليه وتخضع إليه بعد أن سلب إرادتها وكان كل منها تحت حماية المعسكر الذي تنتمي إليه طالما إن المعسكرين متساويان في القوى العسكرية فى تلك الفترة التي عرفت بالحرب الباردة لهذا ساد العالم فى تلك الفترة نوع من السلام الزائف هو سلام اقتسام القوتين للعالم حيث أصبحت فيه دول العالم تحت حماية واحد من المعسكرين لأنها خاضعة لإرادته لان كل مكوناته خاضعة لواحدة من القوتين العالميتين لهذا استقر المقام بالعالم أن يقتسمه عدوان متساويان في القوى كل منهما احترم للثاني مناطق نفوذه وارتضى بغنيمته تجنبا للمواجهة والدخول في حرب عالمية وكلاهما يمتلكان إلية تدمير الآخر والعالم
وتميز النصف الأخير من القرن العشرين بظاهرتين:
الأولى انه شهد محاولات متعددة من عدة دول نمت فيها ما اصطلح على تسميتها بقوى الوسط والتي عرفت بدول عدم الانحياز وهى قوى هدفت لان تكون مستغلة أو محايدة بين المعسكرين ولكن الواقع يؤكد ان معسكر الوسط فشل في أن يستخلص هذا الطريق الثالث بسبب ضعف قدرات دول العالم الثالث العسكرية والاقتصادية لهذا انتهت الوسطية كتجربة فاشلة بين وسط اليمين وهو الوسط الموالى لليمين ووسط اليسار وهو الوسط الموالى لليسار حيث تعين على دول الوسط ان تخضع مجبرة لواحد من المعسكرين.لتضمن حمايتها لهذا بقى دورها سالبا ومظهريا واسما بلا مضمون
الثانية فلقد شهد الجزء الثاني من النصف الأخير من القرن العشرين شهد نجاح أمريكا في تصفيته المعسكر الشرقي باختراقه في عقر داره وتفجير ثورات شعبية فيه انتهت لوقوع مكوناته من الدول تحت حضنها بعد تقسيم الاتحاد السوفيتي زعيم المعسكر الشرقي لدويلات صغيرة فرعية أكثريتها أصبحت موالية لأمريكا بحثا عن دعمها بلقمة العيش ليسود العالم معسكر واحد هو المعسكر الغربي الذي هيمنت عليه أمريكا وحلفائها من دول الغرب الذين تجمعهم مصلحة واحدة سأتعرض إليها في هذه الحلقة على لسان رجل استخبارات ألماني.
ولهذا اقبل العالم على القرن الواحد وعشرين وهو تحت قبضة أمريكا وحلفائها من توابع أوربا أثناء بدايات تلك المرحلة التي سبقت انهيار المعسكر الشيوعي كانت هناك حركات إسلامية دعوية تهدف نشر الإسلام لا علاقة لها بالسياسة والسلطة والحكم قوامها نشر القيم الإسلامية التي أن تحققت لما فسد أي حكم وعلى رأس هذه الحركات الهضيبى والبنا في مصر كدولة رائدة في هذا المجال وفى ذات الوقت اخذ الفكر الشيوعي طريقه للدول الإسلامية وبصفة خاصة العربية وأصبح له تأثير سياسي على دول المنطقة حتى إن بعض أنظمة الحكم في بعض الدول العربية أصبحت يسارية الفكر منتمية للمعسكر الشرقي عبر انقلابات عسكرية.
هنا وجدت أمريكا إنها ولكي تصعد حربها ضد انتشار الفكر الشيوعي في الدول الإسلامية وبصفة خاصة العربية فإنها وبذكاء نجحت في أن تنحرف ببعض منظمات الدعوة الإسلامية من كونها منظمات دعوية للعمل السياسي والمطامع في الحكم في مواجهة الفكر اليساري المتطلع للسلطة مستغلة في ذلك ترويجهم إلى إن الشيوعية تقوم على فلسفة الحادية بحكم نظرية ماركس في الوجود وهو احد مؤسسي الماركسية اللينينية التي تقوم على نظرية اقتصادية اشتراكية والتي وجدت الدعوة اليها هوى لدى بعض القوى العربية الرافضة للرأسمالية هيمنة الغرب وأمريكا على السوق العالمي وهكذا نشأ الإسلام السياسي على اثر التحول الذي رعته أمريكا والغرب لاستغلال الدين ضد انتشار الشيوعية في الدول العربية والإسلامية فكان اغرب تحالف سياسي بين دول الغرب الرافضة للإسلام بعد أن أحدث نقلة نوعية في بعض مكوناته لمنظمات راغبة في السلطة ومع ذلك يبقى الغرب راع وممول للإسلام السياسي حتى اليوم وان تغيرت الأسباب تكتيكيا حيث كان يدعمه حليفا ضد الشيوعية ويدعمه اليوم بعد انهيار الشيوعية ليحقق مصالحه عبر الفتنة التي يكون احد أطرافها ليمزق ويضعف قدرات الدول التي يتخوف من أن تصبح خصما على نفوذه
هكذا كانت نشأة الحركة الإسلامية السياسية فكراً وأهدافاً صنيعة المعسكر الغربي حيث شهد العالم الحديث لأول مرة مولد ما مصطلح على تسميته بالإسلام السياسي تحت رعاية الغرب ليصبح أداة الغرب في مكافحة اليسار عامة والشيوعية خصوصا ثم لتحقيق مصالحه وتفتيت وحدة الدول الإسلامية بالنزاعات حول السلطة بعد أن تحقق له التخلص من المعسكر الشرقي وأصبح العالم تحت هيمنته وحده
فلقد كانت الحركات الإسلامية قبل ذلك حركات دعوية بعيدا عن اسلمة السياسة وكان دافع الغرب من رعاية مولد الإسلام السياسي أن يسخره لمحاربة المعسكر الشرقي الشيوعي وسط الدول الإسلامية مستغلا في ذلك مابين الشيوعية والإسلام من تعارض بسبب المفاهيم المغلوطة أو الاعتقاد السائد بان الشيوعية دعوة الحادية منكرة لله سبحانه تعالى وليست دعوى سياسية تقوم على نظرية اقتصادية بعيدا عن فلسفة فكر ماركس عن الوجود وبالمقابل سادت الدول الإسلامية نظريات يسارية متحررة عن الشيوعية ومناهضة للحركة الإسلامية طابعها الدكتاتورية ليصبح الصراع كله من اجل السلطة وكان طريقه للسلطة الدكتاتورية العسكرية على رأسها الناصرية والبعث بنوعيه والكتاب الأخضر وغيرهم من نظريات تركية وإيرانية .
بنهاية المعسكر الشيوعي بعد أن قهرته أمريكا والذي تبعه انهيار النظريات اليسارية التي قامت على الدكتاتورية العسكرية والتي ترتبط بأفراد مهيمنة عليها أكثر مما تعتمد على أحزاب مؤسسية فانه لم يتبق في الساحة إلا الحركات الإسلامية الحليف الأول بل المولود الشرعي للغرب بقيادة أمريكا
.تحت هذا الوضع الجديد بدأت بعض عناصر الإسلام السياسي وقبل أن تتحرر نظمها من قبضة أمريكا على مفاتيحها ومكوناتها وكوادرها المرتبطة مباشرة بها والتي تعتمد فئ تمويلها على أمريكا وقبل أن تتحرر نفسها من قبضتها بدأت هذه العناصر في أن تلوح إلى إن الحركة الإسلامية هي البديل الشرعي للمعسكر الشرقي بل إنها تطاولت في رؤاها المتعجلة وهى لا تزال تحت قبضة أمريكا وراح قادتها يزايدون بان الإسلام السياسي يجب أن يسود العالم بالقوة بعد قهره لأمريكا وهو الذي يعجز عن توحيد كلمة المسلمين بسبب التكالب على السلطة وليس بالدعوة كما يقتضى الإسلام
ولان أمريكا وحلفائها يملكون الكفاءة والخبرة لتحديد رؤيتهم الإستراتيجية وقراءتهم العلمية للوضع واحتمالاته فلم يغيب عنهم خطورة الدول الإسلامية من عربية وأسيوية إذا ما توحدت رؤيتها وتحولت إلى كتلة واحده بما تملك من قوة اقتصادية ضخمة لهذا خططت أمريكا وبذكاء عملت فيه على استغلال قبضتها للحركات الإسلامية فحولتها لمهدد للدول الإسلامية وأنظمة حكمها لتصبح خصما لكل مراكز الحكم والسلطة في الدول العربية والإسلامية حتى أصبحت الحركات الإسلامية مصدر صراع واستهداف لأنظمة الحكم في الدول الإسلامية وللصراع فيما بينها من اجل السلطة مما اجبر الكثير من هذه الدول لان تسلم أمرها وأمنها لحماية أمريكا لأنظمتها الأمر الذي ضمن لأمريكا استحالة توحد الدول الإسلامية ويا لها من مفارقة فأغلبية هذه الدول تحكمها نظم وفق رؤى إسلامية خاصة بها ومع هذا تقع تحت قبضة أمريكا لحمايتها من الحركات الإسلامية الأمر الذي يمثل تناقضا كبيرا سأعود إليه في حلقة قادمة فكيف للإسلام أن تكون له أنظمة حكم باسمه متعددة ومتناقضة إذا كان بين البشر حقا من يملك أن يحكم بما أمر الله فمن أين الصراعات والخلافات :
1- لهذا أصبحت الحركات الإسلامية أداة تحت قبضة أمريكا رغم الخلاف الجوهري بينهم و رغم مظاهر العداء الصورية حيث إنها ضمنت بما تملكه من سيطرة على غالبية كوادرها القيادية المخترقة للحركات الإسلامية أن توظفها لخدمة إستراتيجيتها لتحقيق مصالحها وهيمنتها على العالم.
2- أن تصبح أمريكا هي ملاذ كل الأنظمة العربية والإسلامية التي تواجه خطر الحركات الإسلامية الطامعة في أن تحل مكانها في السلطة باسم الإسلام المفترى عليه حتى أصبحت أمريكا المسئولة عن أمنها كدول مسلمة لتحميها من تغول الحركات الإسلامية فأي تناقض أو تعارض أكثر من هذا عدو الإسلام يحمى المسلمين من اعتداء الحركات الإسلامية وبهذا قبضت أمريكا على اللعبة بالريموت كونترول وهى تسيطر على كلا الطرفين المتصارعين لتحقيق المصالح الغربية كما أشرت.
هنا لابد من عودة لما سطره رجل المخابرات الألماني عندما تقاعد عن الخدمة في رتبة عالية والذي اصدر كتابا أوجزت ما جاء فيه بعض الصف العربية قبل ثلاثين عاما ولكم أسفت لأنني فقدت ما نشر حوله بسبب حريق النهم الشقة التي كنت اسكنها في القاهرة في مطلع التسعينات ولقد قدم هذا الاستخباراتي الألماني تحليلا للمصالح الغربية والتي أوجزها في إن الغرب تحت قيادة أمريكا يعلم تماما إن الفارق في مستوى المعيشة بين شعوب أوربا وأمريكا وتميزها على بقية دول العالم لا يرجع لتفوق في إمكاناتها الاقتصادية وإنما يقوم على استغلالها لإمكانات دول العالم من خام وكسوق لمنتجاتها بما في ذلك السلاح الذي تحارب به بعضها البعض لهذا فان توحدها في كتلة اقتصادية غربية إنما يهدف لحماية هذه المصالح لهذا فا لغرب لن يسمح بقيام كتل اقتصادية منافسة لان قيام هذه الكتل سوف يكون خصما على المصالح الاقتصادية الأوربية ومستوى المعيشة فيها المتميز عن العالم ولضمان عدم قيام كتل اقتصادية بهذه الخطورة فان دول غرب أوربا بقيادة أمريكا تولى نظرها بصفة خاصة للدول العربية والإسلامية خاصة ذات الإمكانات الكبيرة منه التي تطمع في أن تؤسس معسكرا بديلا للمعسكر الشرقي ولخطورة ما تملكه من مصادر الطاقة والإمكانات الاقتصادية متنوعة تشكل وحدتها خطرا كبير على مستوى معيشة المواطن الأوربي لقناعة النظم الأوربية بان نهاية الفقر في دول العالم الثالث سيكون خصما على رفاهية المواطن الأوربي.
ولتحقيق هذا الغرض زرع الغرب إسرائيل في قلب الدول العربية
لهذا وكما أوضح رجل المخابرات الألماني ى فان أمريكا ودول الغرب تخطط وتعمل على تفتيت العديد من الدول العربية والسلامية ذات الإمكانات العالية وذهب الاستخباراتي الألماني أن يحدد بعض هذه الدول وبينها السودان ومصر والعراق وسوريا وليبيا واليمن وإيران وغيرهم لهذا فان الغرب يعول على استغلال الخلافات العرقية والدينية والعنصرية بين هذه الدول لتحقيق تقسيمها لدويلات صغيرة فقيرة متنافرة تعيش متسولة من اجل الأمن و الدعم من الغرب وهكذا فان على رأس أدواته لتحقيق هذا الهدف إثارة الفتنة بين الإسلام السياسي لتعدد منظماته الطامعة في الحكم . حيث إن كل منه يدعى انه هو الذي يملك أن يحكم بما أمر الله وان غيره إنما كفرة ولا أدرى من أين جاز لأي منهم أن يدعى انه هو الذي يحكم بما أمر الله فهل له من وحى وسيط بينه وسبحانه تعالى كما كان الحال مع حكم الرسول صلى الله عليه وسلم عندما لا يصيب حكم الله فيهبط عليه الوحي ليصححه و وهذا ما لم يتوفر من بعده لبشر مما ينفى عن أي بشر مهما بلغ أن يدعى انه يحكم بما أمر الله ويعطى نفسه الحق في قتل من يخالفونه الرأي.
هذا ما جاء على لسان رجل المخابرات الألماني ى والذي اثبت الواقع انه يمثل فعلا المحرك للغرب في ما يخطط له في هذه الدول ولعل واحدة من أهم وأكبر أدواته لذلك تصعيد الخلافات الدينية سواء داخل الحركات الإسلامية من جهة وغير المسلمين من جهة أخرى.
إذن الغرب تحكمه إستراتيجية واحدة وهى وحدها التي تفسر لنا تناقض مواقفه في التعامل مع الدول الغربية والإسلامية وان مواقفه تجاه هذه الدول غير مبدئية يكيل فيها بمكيالين لا تفسير لها غير إن مواقفه تقوم على ما يخطط له لتامين مصالحه الاقتصادية ولضمان هيمنته على العالم,
لهذا نراه مساندا لدكتاتوريات اشد فظاعة مما تشهد مصر لأنه صاحب مصلحة في أنظمتها ونراه ينصب نفسه حاميا لحقوق الإنسان وكأن شعب فلسطين ليس جديرا بهذه الحقوق ويلتحف ثوب الدفاع عن الديمقراطية وهو الداعم الأول والأكبر لأنظمة عسكرية موالية لمصالحه.
وفى الحلقة القادمة مع مزيد من التفاصيل حول مواقف أمريكا والغرب لنرى كيف كانت مواقف الغرب من الأحداث التي شهدها البلدان وما هو حقيقة مخطط التقسيم لهذه الدول وبينها السودان ومصر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.