العنوان أعلاه هو كلمات (إدوارد سنودن) المستشار السابق في وكالة الأمن القومي الأميركية ومسرب تفاصيل برنامج تجسس أمريكي سري للغاية، والتي صرح بها من مكان سري بهونغ كونغ. والذي أضاف أنه عمل ذلك بدافع من ضميره لحماية "الحريات الأساسية للناس في شتى أنحاء العالم". وذلك في مقابلة مع صحيفة «ساوث تشاينا مورننغ بوست» الصادرة في هونغ كونغ. علما أن سنودن في تفسيره لما قام به قال لصحيفة الجارديان أن:(وكالة الأمن القومي الأمريكي بنت بنية أساسية تسمح لها بمراقبة كل شيء تقريبا، وبهذه المقدرة فإن أغلبية كبيرة من الاتصالات البشرية يتم استيعابها دون استهداف. وإذا كنت أريد أن أرى بريدك الالكتروني أو هاتف زوجتك فكل ما يتعين علي أن أفعله هو استخدام وسائل الالتقاط. بإمكاني الحصول على بريدك الالكتروني وكلمات السر الخاصة بك وتليفوناتك وتسجيلاتك وبطاقات الائتمان الخاصة بك)!! وقال إدوارد سنودن البالغ من العمر (29 عاما) إنه فكر طويلا ومليا قبل نشر تفاصيل برنامج لوكالة الأمن القومي الأمريكي يسمى (بريزم) قائلا إنه فعل ذلك لأنه شعر أن الولاياتالمتحدة تبني آلة تجسس سرية لا يمكن محاسبتها تتجسس على جميع الأمريكيين. وأنه قرر تسريب المعلومات بعد أن أصبح يشعر بأستياء من الرئيس باراك أوباما الذي قال إنه واصل سياسات سلفه جورج دبليو.بوش. حيث صرح لصحيفة جارديان التي بثت مقابلة مصورة معه على موقعها على الانترنت :(لا أريد ان اعيش في مجتمع يفعل أمورا من هذا النوع.. لا أريد أن أعيش في عالم يسجل فيه كل ما أفعله أو أقوله. هذا شيء لست مستعدا لأن أدعمه أو أعيش في ظله). وقالت كل من جارديان وواشنطن بوست إن أجهزة الأمن الامريكية قامت بمراقبة بيانات عن اتصالات هاتفية من فيرزون وبيانات من الانترنت من شركات كبيرة مثل (جوجل) و(فيسبوك). وأضافت الصحيفة أن سنودن صور نسخا من الوثائق السرية في مكتب وكالة الامن القومي الأمريكي في هاواي وأبلغ رؤساءه أنه بحاجة لإجازة "اسبوعين" للعلاج. وفي 20 مايو ايار طار إلى هونغ كونغ. وأن قرار سنودن بكشف نفسه قد يعرضه لغضب السلطات الأمريكية. وشبهته صحيفة جاردين ببرادلي ماننج وهو جندي أمريكي يحاكم الآن بتهمة مساعدة العدو بعد تسريب ملفات عسكرية سرية وأخرى خاصة بالخارجية الأمريكية لموقع ويكيليكس. لكنني حينما تفكرت تدبرا في كلمات إدوارد سنودن بأنه: مستعد للتضحية بكل هذا في إشارة منه لحياته الرغدة في هاواي حيث كان دخله يبلغ نحو 200 ألف دولار سنويا لأنه لا يستطيع أن يشعر براحة ضمير مع السماح للحكومة الأمريكية بتدمير الحياة الشخصية وحريات الانترنت والحريات الأساسية للناس في كل انحاء العالم بآلة الرقابة الضخمة تلك التي يقومون ببنائها سرا! ما أن تفكرت تدبرا في كلمات الأميركي إدوارد سنودن هذه حتى سارعت من جانبي لدعمه والوقوف بجانبه بقولي له: إدوارد سنودن أنت لست خائنا لبلدك .. بل أنت إنسان ذو ضمير حي. * الاثنين 29 شعبان 1434ه الموافق 8 يوليو 2013م رندا عطية [email protected]