مجلس الأمن كأحد اهم اجهزة الأممالمتحدة التي تقع على عاتقها المسؤولية حفظ السلام والأمن الدوليين طبقا للفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة ،لمجلس الأمن سلطة قانونية على حكومات الدول الأعضاء لفرض القرارات ،لذلك تعتبر القرارات ملزمة للدول الأعضاء وفقاً لمادة الرابعة من الميثاق .لكن ما نلأحظه ان مجلس الأمن فشل في اتخاذ موقف جامع حول قضية السورية ،في ظل التجاوزات التي تقوم بها النظام بشار الأسد ضد مواطنيين ليس لهم قوة لمجابه الدكتاتورية السلطة ، انما تقابل بصمت المجتمع الدولي وفشل في اتخاذ موقف انقاذي لشعب السوري مما ادى ذلك على استمرار النظام الغير اخلاقي لاتخاذ ابشع انواع المجازر ضد شعبه باستخدام اسلحة كيميائية وقزف المواطنيين بطيران عسكري وكانما يقاتل قوات اجنبية الى اراضيه . فشل مجلس الأمن بأتخاذ موقف حول قضية السوري يرجع الى ما يسمى بالفيتو المستخدم كألية لأتخاذ موقف حول اي مسألة تتعلق بالسلام والأمن الدوليين ،اصبحت ذلك الحق مجرد من اي جانب اخلاقي انما تستند على مصالح الدول وليس إلأ ،لذلك يبقى من الضروري ان يستخدمه الروسيا والصين لمحافط على مصالحهما في الشرق الاوسط دون نظر على الشعب الذي يعاني من تسلط نظام بشار الأسد ،وذلك ليس بغريب داخل مجلس الأمن . منذ تاسيس الأممالمتحدة عام 1945 استخدم الاتحاد السوفيتي حق الفيتو 123 مرة والولاياتالمتحدة 76 مرة وبريضانيا 32 مرة وفرنسا 18 مرة وصين 7 مرات . بعد انهيار الأتحاد السوفيتي استخدم الروسيا الفيتو 4مرات ، المرة الاولى في صرب البوسنة لعدم سماحها للمفوض الاعلى للاجئين بزيارة بيهاك في البوسنة ، والثانية لعرقلة صدور قرار حول تمويل نشاطاً للأمم المتحدة في قبرص ، الثالثة والرابعة حول منع تمرير قرار يتعلق بإدانة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري . استخدم الصين حق الفيتو مرتين ،الاولى لإعاقة عضوية بنغلادش ، والثانية حول السوري في اعاقة تمرير قرارين يتعلق بإدانة الجرائم التي يرتكبها النظام السوري . كما يستخدمه الولاياتالمتحدةالامريكية غالبا على تقديم افضل دعم سياسي لكيان الاسرائيلي وذلك بإفشال صدور اي قرار من مجلس الامن يدين إسرائيل باستخدام القوة المفرطة وخصوصا في حرب لبنان 2006 وقطاع غزة في نهاية 2008 مما ادى ذلك الى شك بمصداقية الاممالمتحدة بسبب الفييتو الامريكية . بعد هذا السرد تطرح السؤال نفسه هل في ظل وجود حق الفيتو يستطيع مجلس الأمن حفظ السلام والأمن الدوليين او حل اي نزاع ؟ اجابة على هذا السؤال بتاكيد لا، لان من صعب ان يكون هنالك مصالح تجمع الدول الخمس الدائمة العضوية في ظل اختلاف ايديولوجياتهم الفكرية ونظرهم لادارة الكون ، وذلك غالبا ما يقود على تجاوز مجلس الأمن بعد فشل في اتخاذ موقف جامع لدول الدائمة العضوية وكوسوفو نموزج عندما جاوزة الولاياتالمتحدةالامريكية وحلفاوها مجلس الأمن ، نسبا لموقف روسيا والصين الرافض تدخل عسكري في كوسوفو ، تدخل الولاياتالمتحدة وحلفاوها عسكريا وشنُ حملات جوية لمدة 78 يوما في عهد ميلوسوفيتش . الان في قضية السوري يتكرر الحدث ويطرح السؤال نفسه بقوة هل سيكون سورية كوسوفو 2 ؟ وماذا ستكون موقف الروسيا والصين من جانب وموقف الايران وحزب اللة من جانب اخرى اذا اصبح سوري كوسوفو2؟ . وهل سيتدخل الروس والصين وايران لحماية النظام من الضربة العسكرية المحتمل ؟ تلك الاسئلة محتاجة لاجابات قبل عن تقوم الامريكان وحلفاءها بشن ضربات عسكرية لسوري ،لان اغفال عنها قد تقود الى كارثة اخرى. نعود على السؤال المطروح انفا الذي جوبته بلا ، هنا تظهر مشكلة يحتاج الى حل حتى يتحول الاجابة من لا الى نعم وذلك لا تحدث إلأ بإلغاء حق الفتيو الذي اصبح معيق لقرارات مجلس الأمن بسبب مصالح دول معين وعودة على ديمقراطية الذي يتحدث عنه الغرب ويرفض استخدامه داخل مجلس الأمن لاتخاذ القرارات بحجج غير منطقية ، وإلأ سيحترق الشعوب بسبب الفشل في اتخاذ قرار داخل مجلس ألأمن نسبا لاستخدام بعض الدول الدائمة العضوية لحق الفيتو . [email protected]