بسم الله الرحمن الرحيم السيد الإمام الصادق المهدي تقوده أخطائه المتعمدة أو غير المتعمدة إلي انتكاسات تثقل كاهل حزبه وتحالفاته السياسية وتكسر جناح البلاد . ويدور الحديث حول معرفة السيد الأمام بانقلاب 25 مايو وانه قد التقي بالمرحوم جعفر نميري ولقد أشار إلي ذلك الأستاذ فاروق ابو عيسي وهنالك حديث آخر بأنه السيد الإمام كان يعلم بتحركات الجبهة الاسلامية داخل الجيش وهذا كان واضحا عندما تبرعت حرائر الجبهة الاسلامية بما يكتنزن من ذهب وفضة لدعم الجيش وما سمي بأمان السودان . ربما فات علي السيد الإمام ما تخطط له الجبهة الاسلامية وهي تطمح إلي السلطة بكل الوسائل غير الشرعية رغم التقارير الأمنية التي وصلت إليه وضرب بها عرض الحائط . عقد السيد الإمام مصالحة سميت في حينها بالمصالحة الوطنية وتم ذلك عقب فشل التحرك العسكري الذي قاده تحالف حزب الأمة والاتحادي والاخوان . تلك المصالحة التي وقف ضدها الشريف حسين الهندي , فدخل السيد الإمام في مصالحة مع النظام دون الرجوع إلي حزبه كما أورد ذلك دكتور شريف التهامي في حوار أجرته اخر لحظة 16/6/2007 والذي قال ( الصادق رغم حديثه عن الديمقراطية إلا انه ديكتاتور يقرر قراره ويعتقد انه رأي حزب الأمة ) وجاء هذا الحديث تعقيبا علي استقالت السيد الإمام من مجلس الشعب المايوي . ولكن يبدو أن السيد الإمام قد استقال من بدوافع منها انه لن يستطيع أن يصبح رئيسا للوزراء في ظل وجود نميري في الحكم والدافع الثاني الغيرة من الشريف حسين الهندي والذي أصبح معارضا شرسا للنظام متمسكا بوعيه تجاه مايو . السيد الإمام صالح مايو بعد فشل حركة يوليو 76 وحينها لم تجف دماء الأنصار وحزب الأمة والذي استشهد منهم أكثر من ألف شخص , بل انه شارك مع مايو ونسي دماء شهداء الجزيرة ابا !!! كيف لقائد وزعيم روحي لطائفة ذات ثقل وتاريخ سياسي وديني وثقافي أن يتلاعب بها فرد !! السيد الإمام قال في خطبة عيد الاضحي في العام 1983 ان قوانين سبتمبر لا تساوي الحبر الذي كتبت به ...حسنا .. ولكن بعد وصوله منتخبا إلي السلطة لم يكلف نفسه ان يلغي تلك القوانين التي لا تساوي ذلك الحبر الذي كتب بها , بل ظل يراوغ ويلاطف الجبهة الاسلامية حتي صارت شريكا وحليفا له وضاعت امال الانتفاضة الشعبية بوصول الدكتور حسن الترابي وحزبه إلي الحكومة عبر بوابة حزب الأمة . وعندما تم الاتفاق بين الحركة الشعبية والحزب الاتحادي الديمقراطي بما سمي باتفاقية السلام وقف السيد الإمام ضد الاتفاقية وربما وصفها بانها لا تساوي جناح بعوض . الان وايضا لم تجف دماء شهداء شباب الأنصار وحزب الأمة, السيد الإمام يغازل الموتمر الوطني ويلتقي مع قياداته للحوار !! هل يا تري حكومة الانقاذ تسعي إلي حوار وديمقراطية وسلام وعدالة .. واهم من يعتقد ان الزمان يغير مثل هولاء .. من اسقطوا الحكومة المنتخبة ومن طبقوا فهم اليهود في المعاملة مع المسلمين . ولكن الذي احمده للسيد الإمام انه يعارض حكومة يشارك فيها ابنه العقيد المتخرج من كلية عسكرية اردنية وليس له دفعة في الجيش السوداني . ولكن ماذا سيفعل السيد الإمام اذا سقطت حكومة الانقاذ وابنه ما زال مشاركا ؟ الارجح انه سيقول انها السياسة وأننا خططنا لفضح النظام وخلخلته من الداخل وهذا ما قاله الدكتور الترابي مبررا مشاركته في حكومة مايو ( دخلنا لنقوض النظام من الداخل )..السيد الإمام .. السودان في وضع لا يحتمل مصالحة من خانوه وقتلوا شعبه ,, إذا كنت تريد ان تصالح فاذهب وصالح واترك خيار المعارضة .. واذا كنت تريد ان تسقط حكومة يشارك فيها نجلك العقيد عبد الرحمن الصادق المهدي فلا تصالح . [email protected]