ما تمنيت عملاً" قام به غيري اﻻ اﻷمس .فقد طلب مني صديقي المهندس بشركة نقل البترول السودانية أن أبيعه ركشة في حدود ثلاثة وعشرون مليونا" من الجنيهات .فتعاملت مع اﻷمر بشئ من التراخي والصدفة وحدها من قادتني لواحد يعرض ركشته للبيع .فقلت هي هي أستر بها نفسي مع صديقي .وبعد اﻹتفاق على السعر وبقية التفاصيل اتصلت عليه فحول المبلغ ودلني على إمرأة وأمر بكتابة الركشة بإسمها. وبعد تكامل اﻷطراف في مكتب المحامي وحسب العرف يجب أن ترى السيدة الركشة محل البيع .وما أن أشرنا اليها حتى دخلت السيدة وبنتها في نوبة من البكاء .اعتقدناها عابرة من الفرح ولكن حار الحضور عندما عجزوا أن يقنعوهن بكفكفة الدموع .فتمت الاجراءات على جلجلة الصدور ورهبة الموقف والدموع المنهمرة. فهاتفت صديقي المهندس أستفسره عن سر المرأة وركشتها .فقال أن زميله في الشركة ولمدة خمس سنين خلت إعتاد أن يحج بيت الله الحرام وعندما هم العام الماضي بتكملة إجراءات السفر .أشار عليه زميلنا اﻵخر بالشركة قائﻻ"له لقد أديت الفريضة وزدت بالنوافل فاﻷفضل أن تعطي قيمة تكاليف الحج ﻷحد المساكين في أسرتك أو أحد الفقراء في حلتك فذلك أبرك لك وأقوم.فإقتنع صاحبنا بالفكرة ووجد هذه المرأة في قريته توفى عنها زوجها وترك لها بنتين وولد صغير وتعيش هذه اﻷسرة على هبات الأقارب وعطايا الجيران فأراد أن تكفلهم هذه الركشة وتكون مصدر رزقهم حتى يكمل الصغار تعليمهم وتخرج اﻷسرة من حالة الفقر وتستريح هذه العفيفة من هم المعيشة. ولكن صديقي المهندس قال لي سأحكي لك ما هو أعجب من هذا وأن زوجة هذا الزميل هي من سلمتني المبلغ يدا بيد وغيرها من تصرف المال على الحلي والزينة وأثاث المنزل فيا لها من زوجة مؤمنة عز مثيلها . فشردت بذهني كيف تفتقت فكرة من مواطن بحل مشكلة أسرة وتنفيس كربتها بمال عفو وحكومتنا تصرف المليارات في حج المؤسسات والشركات العامة ،وقد يقول مدافع هذا واجب الحكومة والمؤسسات تجاه موظفيها .ولكن هل قامت الحكومة بكل واجباتها تجاه مواطنيها ؟ فعالجت المريض وأطعمت الجائع وآوت المشرد وأغاثت المنكوب لتصرف على حج التائبين لبيت الله وزيارة العاشقين لقبر رسول (ص) . أللهم أجزل الثواب لمن أشار بالفكرة ومن حملت المال لعطبرة وكل من ساهم في اتمام هذه العملية ﻻينقص من أجر من دفع المال كامﻻ" . وكم تمنيت أن أكون أنا من دفع قيمة هذه الركشة أكفف بها دموع هذه الحرة العفيفة وأدخل السرور في نغس هذه الغتاة الصغار ويقيني أن من دفع هذا المال وزوجته من أولياء الله الذين ﻻخوف عليهم وﻻ هم يحزنون فقد خرجت السيدة عائشة من اعتكافها لتلبية حاجة منشد لحبيته وقالت أنها سمعت عن رسول الله أنه خير من إعتكاف الف ليلة . اسماعيل فرج الله [email protected]