اما بعد : لا يزال الشباب السوداني في أول رَبيعهِ، ولم يمنح ثماره بعد احتراماً لماضيكم الوسخ في حَمل السودان على أكتافكم المهترئة وتمزيقة وتقسيمة الي دويلات , كُنا ننتظرُ بفارغ الصبر طَريقتَكم المثلى في حَل المشاكل التي يواجهها السودان . كل ذلك احتراماً لمبدأ " أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة "، وليسَ تقصيراً منا أو لاعتقادكم أننا لا نُتقن سِوى السَهر على صفحاتِ "الفيس بوك "، و الوقوف أمآم المرآةِ للتَزَيُن , كان هذا "إحتراماً وتقديراً "لَكم , رُبما لَم تَجذبنا الاجتماعات "المُكَيفة " والمُنسقة من العاملين لديكم, والخطابات المُكررة, والصوَر التذكارية , و تَصدّر اجتماعاتكم عناوينَ الصُحف اليَومية . فلنبدأ في البَيت قَبل أن نَلومَ حضراتكم: عندما يأتي شاب ليَطلب من أبيه الخروج في "اعتصآم سِلمي" لإيصآل صَوتهِ وفكرتهِ , كان يُقآبل بالعُصي واتهامات الخُروج عن الطاعة، وَرُبما كآن سَيُحرم من المَصروف. هذا الذَكر، أما الأنثى فَلم يَتسنّ لها حتى التَفكير ولو البَسيط بالمشاركة بِهَدف سِلمي و وطني، وهو الإرتقاء بالسودان عالياً لأنها تعلم مُسبقاً أن البَعض سيعتقد أنها "شُبهة"! وتحاربونها لوخرجب كما فعلتم مع لبني وواقعة الطرحة الاخيرة ..تبآ لكم ..! أقول قَولي هذا وأنا أعلم جيداً أنها الحقيقة بالنسبة لي على الأقل, لماذا لا تَثق الحكومة بالشباب و تستفيد من هَذهِ الطاقة الإيجابية لديهم ولماذا تُحاول محاربتهم، لا بل تحويلهم إلى عَدوها اللدود، أو التَصغير من شأنهم ؟ووصفهم بشذاذ الآفاق وسائقي الركشات كما قال كمال عبيد ..لماذا ؟! أسامة بن زَيد اختارهُ الرسول عليه الصلاة والسلام لقيادة معركة مؤتة وهو لم يتجاوز الثآمنة عشر من عمره ! لم اندهش من وصفكم لنا ف أنتم نفسكم من يقول للشعب "الحس كوعك " , ولكن الدهشة حقاً هي سكوتنا و صمتنا وصبرنا عليكم..! أن التَصغير والتحقير من قُدرة الشباب السوداني ليسَ سِوى غلطةً فادحةً لَم يرتكبها "الكبار والعمالقة" حتي الآسر ساهمت كذلك في تحجيم دورنا ومنعنا بدوافع الخوف علينا ..يخافون علينا من نظام البشير ..حقآ نظام دموي مثل هذا يخاف ..! نظام يهاجم الصحفيين في غرف نومهم ويكاد يقتل أطفالهم ..وهنا اقول للزميل الصحفي النبيل أبونبيل عثمان شبونة الجاتك في تلفزيونك سامحتك ..! والحمدلله ربنا لطف ..حمدلله علي السلامة اخوي وماتشوف شر ... كما أن "شذاذ الآفاق" ويعلم عمر البشير حقّ العلم أنهم فرسان التغيير, وهم قادة المستقبل ومن سيجلسون مكانكم علي الكرسي في قادم الأيام، مع احترامهِ لخبرةِ أهل العلم والمعرفة الذينَ نُكنّ لهم نحن "شذاذ الافاق" كل تقديرٍ واحترام . لماذا لا يتم التحاور معنا نحن الشباب السوداني ؟! مع العلم أننا نعلم أن هنالك تغييراً لَن يلحظهُ سِوى الشباب العامل والمُتعايش والمتفاعل في المجتمع, كان دآئماً وأبداً حُب السودان هوَ هدفنا و ركيزتنا الأساسية التي يعتمد عليها عملنا و تعليمنا و ديننا وسلوكنا, وسيبقى دائماً هذا فِكرُنا السودان ثُم السودان ثُم السودان , ولا شيء سِوى السودان وأخاطب العجوز عمنا عمر البشير للمرة الثانية على التوالي أن يحاسب نفسه و يَرُد على جَميع المتهكمين بقدراتنا وأن يَعلم أننا أجدر منه في حفظ السودان من كافة اشكال الكيزان "العابثين والسارقين والكاذبين " آخيراً ,يَقول الله تعآلى في محكم تنزيله العظيم: (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ).. صدقَ الله العَظيم وشكراً! الصادق جاد المولى محمد عبدالله [email protected]