يحكى أن رجلاً دخل الى أحد المطاعم في أروبا و أكل ما لذّ وطاب له مما كان يشتهي ولم يكن يملك شروى نقير ! وطبعاً صاحب المطعم من هيئة الرجل لم يرى حلاً إلا أن يجعله يعمل ليومٍ كامل في غسل الأطباق والحلل نظير وجبته تلك ! وقد كان صاحبنا المفلس يهوى الرسم فتناول غطاء برميل قديم وجده مسنوداً على الحائط ورسم عليه لوحة أثناء فترة إستراحته ، ثم تركها في مكانها وذهب لحال سبيله ! ومضت سنوات طويلة ومات صاحب المطعم والرسام المسكين وتوارث المكان أجيال متعاقبة من المشترين ..فوجد آخرهم تلك اللوحة في المستودع تحت ركام أشياء كثيرة منسية أو تالفة وهمّ برميها خارج المحل ربما في مكان القمامة ، ولكن زبوناً إستوقفه وأشتراها منه ببنسات قليلة ..ثم عرضها لاحقاً في مزاد للوحات النادرة فباعها بعدة ملايين ولا أحد يعلم من هو الذي رسمها وقد مات فقيراً يتوسل الوجبات مقابل غسيل الأطباق ! أما أنا المغترب الى الله والفقير منذ القرون الوسطى مثل ذلك التعيس ، فقد إستفزني كثيراً كما الكثيرين الخبر المنشور مع نسخة الشيك المليوني .. وصورة التيس الأصيل ، ويستاهل اللقب كما هو مبين في بيانات سبب دفع مبلغ ثلاثة عشر مليون ريال سعودي نظير شراء ذلك المخلوق الذي تجاوز صفة تيس ويستحق أن يطلق عليه أى نعت آخر ، مثلما يستحق المغترب الذي تكسرت مقاديفه مثلنا خلف الضفاف البعيدة وأحترقت مراكبه و تمعطت أجنحته ، أن يطلق عليه أية صفة غير أنه إنسان كامل الدسم! فهل سيرضى سيدي التيس الغالي أن نتبادل الألقاب ، فيصبح هو الكاتب والشاعر المفلس زغلول الوطني الذي هو أنا .. بينما سأدنو من لحيته طائعاً مختاراً .. ملبلباً بقصيدة أنظمها له والحنها لتغدو شعاراً لطقوس التبادل..يقول مطلعها ، ( أنا ليتني تيس ٌ) ..شريطة أن يؤمن المشتري الجديد على شخصي وفقاً لصفتي الجديدة النادرة ضد السرقات ومرض أبو نيني والقراد والذبح ..وأهم شيء ضد ضرائب حكومة السودان التي لن تتوانى عن حلبي وإن ثبت إنني تيس وليس معزة ! والله تستاهل ..يا عم التيس ..اللهم لا حسد ! [email protected]