علي صفحات الراكوبة جاء الخبر التالي-- اجتمع وفد من الحكومة مكون من و زير المالية علي محمود عبد الرسول ومساعد رئيس الجمهورية عبدالرحمن الصادق المهدي مع زعيم حزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن عبدالله الترابي -- ولنعود الي الوراء قليلاً وتحديداً في عام 1988 حيث داهمت الأمطار والسيول السودان وفشلت حكومة الصادق في توفير أدني الحقوق الشعبية ومع نهاية العام إندلعت المظاهرات في معظم مدن السودان وأوضحنا في مقال سابق كيف خدع الترابي الصادق ليمرر أجندة الإنقلاب وطالبنا الصادق المهدي أن يستجمع شجاعته ويقول الحقيقة كاملة للشعب السوداني لكي لا يعطي مجال للترابي للدغ الشعب مرة أخري ولا يلدغ المؤمن من جحر مرتين . ذكرت تلك الحادثة لأنني موقن أن ما حدث في السابق سيسعي الترابي الي فعله مرة ثانية ولقد تقبل بعض الشعب ذلك الإنقلاب علي إعتبار إن الغاية هي اسقاط حكومة الصادق والبحث عن بديل وطالبنا الصادق بتمليك الحقيقة للشعب السوداني ورغم إنه قد صرح بحادثة إتصال الترابي به عارضاً فكرة الإنقلاب ويتم غلق السودان لمدة خمسة أعوام تجري بعدها إنتخابات أخري إلا أنه فجأة تراجع عن فكرة كشف ما حدث وفضل الصمت التام .وتتكر الأحداث مرة أخري ويتم وضع الترابي في موقف المعارضة وتجري مباحثات بين الترابي والبشير بواسطة عبد الرحمن الصادق ويخرج لنا الترابي بتصريحاته البلهاء وإجاباته المبتورة ليقنع البشير بوجوب تغير السلطة بالتنحي بعد حدوث مظاهرات ليظهر الترابي وكإنه المنقذ الذي سوف ينقذ السودان ويستولي علي السلطة لكي لا يخرج الأخوان المسلمون من السلطة أبداً وخاصة إن البشير قد صار الوجه القبيح للكيزان ويجب تغيره . فالهجمة الشرسة علي تنظيم الأخوان المسلمون قد بدأت في مصر والعالم العربي والغرب أيضاً . إنني أعلم إن الصادق المهدي سيقراء هذا المقال وإن الترابي سوف يقرأه أيضاً ولذلك اكرر لهم الحديث الشريف . المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين . إن ذاكرة الشعوب ليس ضعيفة وإن الشعب السوداني ليس متخلف كما قلت يا الترابي وإن الصادق المهدي الذي يستشهد بإسلام البحيري ليشكك في حديث عائشة وزواجها في سن السادسة والدخول بها في سن التاسعة والوارد في الصحيحين يجعلنا نشك كثيراً في نواياه لاستخدام الدين لتحقيق مكاسب شخصية وليس حفاظاَ علي ديننا ولا أعتقد إن هذا هو خروج عن الموضوع بقدر ما هو كشف للحقائق لكي لا ينخدع مرة أخري اي إنسان بإسم الدين ولكي لا يقفذ المتأسلمون الي مركب الثورة القادمة ولا أحد من تجار الدين فنحن لم نعد نقول آمين لكل ما نسمع ونريد قيادة حقيقية للخروج بالسودان من مأزق التقسيم وتوعية الشعب بحقوقه للعيش بكرامة حيث إننا نمتلك الثروات الطبيعية ونمتلك الماء والخضرة وأيضاً نمتلك الشجاعة لقهر تنظيم الأخوان الي الأبد ولا بد للمارد السوداني من الإستيقاظ فلا الترابي ولا الصادق يستطيعون خداعنا بعد الأن .إن رياح التغير الجزري قد بدأت ولن يصمد الكيزان في وجهها كثيراً والمقاومة المسلحة هي الحل الأمثل لمساندة الشعب الأعزل ضد قوة الطغيان فالحق في جانبنا وسنحرر ترابنا الغالي منكم فقد حررنا أنفسنا . والمجد للثورة ولا نامت أعين الجبناء . [email protected]