أصبحت إستفتاء منطقة أبيي أمراً في الواقع علي المستوى الإقليمي والدولي من حيث الحراك السياسي والشعبي علي صعيدين والتي تقابلها في جانب الآخر تداعيات لإشعال النار من قبل قيادات من حزب المؤتمر الوطني وقيادات من قبيلة المسيرية الذين ينتمون إلى المؤتمرجية(حزب المؤتمر الوطني)، والشان شان داخلي لقبيلة المسيرية ولا علاقة لدينكا نقوك بذلك. كل البراهين والأدلة تشير إلى الواقع الحقيقي لإجراء إستفتاء منطقة أبيي كنوعاً لتعزيز السلام والحد من الصراع حول قضية أبيي، وهي السياسة التي ستماريسها البيت الأبيض في هذه المرة كما تحدثت في مقالي السابق، وبمقدار ما تبذلها الولاياتالمتحدة شرعت جنوب السودان في بذل جهودها فقامت بتكوين اللجنة القومية لدعم إستفتاء منطقة أبيي وأصدر قرار بمنح أبناء أبيي العاملون والعاملات في المؤسسات الخدمة المدنية والقطاعات الخاص إجازة لمدة ثلاثة أشهر إستعداداً لعملية إجراء الإسفتاء في شهر أكتوبر القادم، وما تزال الجهود متواصلة علي حسب تاكيدات رئيس جنوب السودان الفريق أول سلفاكير ميارديت وما يدعم قراره هذا هو أن اللجنة القومية لدعم الإستفتاء باشرت أعمالها ضف إلى ذلك فقد توافد أبناء أبيي الذين إنتشروا في ولايات جنوب السودان إلى منطقة أبيي في أسبوع الماضي ويذكر أن الرحلات ستواصل جواً وبراً إلى أبيي طبيقاً لقرار منح أبناء أبيي إجازة لمدة ثلاثة أشهر لان للإستفتاء مكاناً وزمناً محددين، لتعود منطقة أبيي إلى جنوب السودان مكانها الأصلي عبر الإستفتاء، ما العلم بأن لا توجد مركز للتصويت خارج حدود منطقة أبيي حسب قانون إجراء الإستفتاء. أما من جانب دينكا نقوك فقد جهزوا أنفسهم منذة زمن بعيدة وذلك عندما كانت إسفتاء أبيي بجانب إستفتاء جنوب السودان، برغم من تأخرها لأسباب معلومة لدي الأطراف علي المستوى المحلي والدولي، إذن من يظن أن دينكا نقوك غير متسعدين للإستفتاء فهو يكذب وينتهك حقوق مجتمع نقوك التسع، لان قبيلة دينكا نقوك لم تغادر يوماً منطقتهم بالرغم من الاحتالين الماضين وبالرغم من إغتيال زعيمهم كوال دينق كوال فقد أعودتهم الحرب علي تحمل المعاناة والصعوبات التي تصاحبها الحروبات علي المنطقة، لكن هناك جانب مهمة وهي الجانب تجد أن دينكا نقوك غير مستعد لها وأقوله لاحقاً. أشرت سابقاً علي أستعداد جنوب السودان علي مستوي الدولة، لكن يبدؤ أن المجهودات الشعبية إلى هذه اللحظة لم أري ولاية من ولايات جنوب السودان قد خرجت تأيداً علي إستفتاء منطقة أبيي في أكتوير القادم ودعماً علي الخطوات التي أتخذه رئيس جنوب السودان بحكمه الرجل الأول في الدولة، ولا اعرف ما ينتظره المجتمع المدني بتلك الولايات، ولم أسمع من بعض المثقفون بالمطالبة بمنحهم إجازة للمساعدة أخوانهم دينكا نقوك في ايام إجراء إستفتاء منطقتهم، وهلماجرا من الصامتين لكنهم ليسوا بالأصم والأبكم، بل أناس أكفاء متقدريين ولهم خبرات في مجالات عدة تحتاج منطقة أبيي إلى عقولهم في هذه الفترة وما بعدها. هناك جانب يستدع الأهتمام والحرز من قبل جنوب السودان ومجتمع دينكا نقوك، من يحمي إستفتاء منطقة أبيي بعد تحقيقها، جنوب السودان أم أبناء أبيي الذين لا يملكون مثقال من السلاحة النارية، أم المجتمع الدولي مرة ثالث؟ وهذا واقع حقيقي سييترتب علي المنطقة بعد أعلان نتيجتها الإستفتائية، سوف نجهل هذه النقطة لكن أسباب جهلنا للأوضاع المقبلة هي ما أدخلنا سابقاً إلى أحتال منطقة أبيي مرتين، ما يترتب علي إستفتاء المنطقة تترتب عليها الأهتمام بجانب الأمن هذا ومهما جنوب السودان وأبناء أبيي فعلوا وعملوا دون الإعتماد علي القوة العسكرية يمكن أن تتعرض شعب أبيي للفر والكر من لهيب نار حزب المؤتمر الوطني الذي لا يعرف الحية من الميت، إذن المطلوب من جنوب السودان ودينكا نقوك أستصحاب جوانب أمنية علي جنب إستفتاء منطقة أبيي حفاظ علي أستقرار أهالي دينكا نقوك، وهذا بمعني جنوب السودان .. ماذا بعد الإستفتاء؟!. [email protected]