نقلاً عن صحيفة البيان الحشدوي ================== البيان الحشدوي السبت 3/نوفمبر2012م. أما آن لنا أن نكون على قلب إنسان واحد ؟ 2/2 الطريق إلى: (ملتقى السودان الشامل لقضايا الثورة والدولة) قلنا في ختام الحلقة الماضية : "في ختام هذه الحلقة من البيان الحشدوي، فإننا نقول لقد آن الأوان أن نكون على قلب إنسان واحد إن كنا فعلاً نريد إسقاط هذا النظام الذي جعل من السودان الدولة الفاشلة رفم واحد في العالم، ... وأكثر دولةٍ فساداً وانتهاكاً لحقوق الإنسان، وأكثر من ذلك فلقد جعل من حدود السودان مائدة مباحة ومستباحة لكل من هب ودب، فمرة من أمريكا ومرة من المصريين ومرة من الأحباش وأخيراً ظهرت إسرائيل في الصورة وما خفي أعظم". قبل أن نواصل في حلقة اليوم نود أن نقدم إعتذارنا الشديد لقيادة ( الجبهة الوطنية العريضة )، بقيادة الأستاذ/ على محمود حسنين، فلقد سقط ذكرها سهواً في الحلقة الماضية عندما ضربنا أمثلة للكيانات السودانية المعارضة للنظام الحاكم في الخرطوم والتي تضع في مقدمة اهدافها إسقاطه واستبداله بنظام حر ديمقراطي لتأسيس دولة مدنية حديثة. فإننا قد رحبنا بتأسيسها منذ أول يوم وكان لنا فيها أمل كبير وما زال، ولكن وللأسف الشديد فلقد أصابتها جرثومة الإنقسام والتشرذم بعد ستة أشهر من تأسيسها، وذهب بعض من قادتها لتأسيس جبهة بديلة تحت مسمى "الجبهة الديمقراطية العريضة"، وحتى هذه انقسمت على بعضها إلى إثنان أو ثلاثة جبهات. ولقد انتقدنا هذا الإنقسام الميتوزي، في حينه ولم يعجبنا ذلك وأسفنا له جداً. وحسب علمنا أن سبب الانقسام كان يدور حول الجدل البيزنطي فيما يختص بعلاقة الدين بالدولة، أو السياسة عموماً ، والممارسة الديمقراطية في مؤسسات الجبهة ، وكان رأينا أن الأمور الخلافية من هذا النوع كان يمكن أن تتأجل لحين إسقاط النظام حتى لا يشمت فينا أعداء التغيير. على كل حال فإننا نقف على مسافة واحدة في الوقت الحاضر بين الفرقاء الذين كانوا من مؤسسي الجبهة الوطنية العريضة، ونرى أن جميعهم يسعون إلى خير الوطن، ولا نشكك أبداً في إخلاص أو نضال أو وطنية أي منهم، مهما اختلفنا معه، وفي مقدمتهم الأستاذ المناضل على محمود حسنين. نذكر هنا مثالاً نرجو أن يساهم في دعوتنا لتوحيد قوى المعارضة وجعلها على قلب إنسان واحد ارتكازاً على الحدود الدنيا والتاكتيكية من أجل التغيير واسقاط نظام الخرطوم؛ وهو أنه وأثناء الورش التي التي عقدت واستمرت لمدة أكثر من عام لتأسيس (تجمع القوى الديمقراطية الحديثة – توحًد) كانت قد ظهرت لنا المسألة الخلافية النمطية، والتي تدور حول مفهوم العلمانية و الفرق بين مفهومي: فصل الدين عن الدولة، وفصل الدين عن السياسة وإصرار بعض التنظيمات على استخدام لفظ العلمانية في أدبيات التجمع و رفض بعضها لذلك. وجرى حوار هادف جداً ومثمر للغاية مما أوصلنا إلى للإتفاق على تفسير مفاهيمي شامل، وتم تثبيته كبند من أهم بنود ميثاق التجمع الذي تم التوقيع عليه بتاريخ 16/يونيو2011م؛ والذي يقرأ هكذا: المادة (3): أهداف تجمع القوى الديمقراطية الحديثة البند (1): "يتبنى التجمع الدعوة لتأسيس الدولة السودانية المدنية الديمقراطية الحديثة، والتي تعني؛ عدم استغلال المعتقدات الدينية في أمور السياسة، وأن تكون مؤسسات الدولة الحكومية محايدة تجاه الأديان والمعتقدات والأعراق. وأن يقنن كل ذلك في دستور مدني ديمقراطي يرعى حق المواطنة وحكم القانون ويفصل بين السلطات الثلاثة (التنفيذية – القضائية – التشريعية) ويحترم التعددية في كل أشكالها، ولا يعلي شأن ثقافة أو دين أونوع على على بقية الثقافات والأديان والأعراق، ولا يفرق بين الرجل والمرأة، ويضمن جميع حقوق الإنسان المعمول بها دولياً والهامة في تكوين الثقافات السودانية المتلاقحة" إننا نعتقد أن هذ البند الذي وصلنا إليه بعد جهد جهيد يعتبر تعريف شامل وواضح ولا لبث أو غموض فيه لمفهوم الدولة المدنية الحديثة التي يشكك فيه غلاة الدولة الدينية وغلاة الدولة العلمانية على حد سواء. وندعو من هذا المنبر جميع المهتمين والخلص إلى تبنيه أو فتح حوار حوله، لأننا نؤمن أن الكمال لله، ولاندعي أبداً أننا نمتلك جميع ناصية المطلوب لتوحيد فرقاء المعارضة ، وأننا في التجمع وفي حشد منفتحين لأقصي حد ، وأن باب الحوار والمراجعة لن ينسد أبدا في سبيل خلق قلب وعائي شامل يمثل إنسان السودان وطموحاته وأحلامه وأشواقه . أخيراً فإننا في ختام هذه الدعوة المخلصة ، نكرر النداء لكل فصائل المعارضة الديمقراطية التي تسعي إلي إسقاط نظام الخرطوم وإلي التغيير الشامل أن تتخذ قراراً سياسياً شجاعاً يرمي بكل الخلافات الهامشية والشخصية وراء الظهر ، والتوجه إلي الإلتقاء في قلب إنسان سوداني واحد ، والتحضير لمؤتمر لفصائل المعارضة ، نحن في حشد الوحدوي يطيب لنا ان نقترح تسميته ب : (ملتقى السودان الشامل لقضايا الثورة والدولي ) وسنعمل بإذن الله علي ترجمة هذا المقترح قريباً إلي وثيقة في شكل مبادرة متكاملة. دمتم بخير ،،، وإلي اللقاء See More