1 عندما يصبح الفنان واجهة من واجهات الحزب الحاكم وعندما يهتف قادتها آمين يردد خلفهم ولا الضالين يكون قد خط نهاية مشواره الفني بيده، وهذا ما فعله الفنان جمال مصطفى الشهير بفرفور الذى أصبح يجاهر بانتمائه لحزب المؤتمر الوطني عندما أدان ثورة الثالث والعشرين من سبتمبر عبر اتصال هاتفي فى برنامج بينا وبينكم الذى يبث على شاشة الفضائية السودانية وعلى ما يبدو فإن جمال نسي سهواً او عمداً أن الأنظمة الحاكمة لا محالة زائلة حتى وإن كانت تحكم بقبضة من حديد لأن الله حرم الظلم على نفسه وعباده فلن يرضى بأن يُظلم الشعب السوداني لأربعة وعشرين عاما. 2 سير يا ريس سير الى الأمام يا ريس سير يارمز العز يا وش الخير شعبك حباك بارك مسعاك يا ريس يا ساكن فى العين ...الخ تلك مقاطع من أغنية رددها فنان النظام الأول، فوالله جمال استحق أن يطلق عليه هذا اللقب بعد أن تحول الى بوق أجوف يردد خلف النظام الذى استباح دم أبناء الوطن دون أن يرمش له طرف فقط لأنهم قالوا لا للظلم وكان الأجدى أن يدس فرفور رأسه فى الرمال كما فعل بعض زملائه الفنانين بعد عجزهم عن تسجيل موقف مع أو ضد الثورة فلاذوا بالصمت وأمسكوا بالعصا من النصف فلا هم مع الثورة او ضدها وربما قالوا ما بينهم وبين أنفسهم (نقف موقف المتفرج.. إذا نجحت الثورة خرجنا من صمتنا وقلنا نحن معها وإذا فشلت نكون قد حافظنا بموقفنا العائم هذا على علاقتنا مع النظام 3 ألم يشاهد جمال صور الثوار وجثثهم غارقة فى دمائها بعد أن أصيبوا بالرصاص الذى استهدف رؤوسهم وصدورهم فأرداهم قتلى فكتبوا أسماءهم بمداد من دم فى تاريخ ستتناقله الأجيال؟! أو أصابه القذى (أم بالعين عُوّار)؟ ألم يعلم أن هؤلاء ماتوا من أجل التغيير، أم أنه عصب عينيه وصم أذنيه لكي لا يرى ولا يسمع هدير أصواتهم وهى تقول (نحن مرقنا ضد الناس السرقو عرقنا ) و (مادايرانك ما دايرنك ملكة جانسى أحسن منك)؟ وغيرها من الهتافات 4 فرفور الدارس للقانون وعلى حسب معلوماتنا أنه مارس المهنة ومن ثم ارتاد المحاكم. ألم يلحظ العبارة التى دائما ما تكتب على واجهات المحاكم (العدل أساس الملك )؟ أم أننا من كثرة مشاهدتنا لها فى الأفلام والمسلسلات العربية اعتقدنا أنها تكتب فى محاكمنا وليس بالضرورة أن يقر الإنسان بأن العدل هو أساس كل شيء؟ ليس بالضرورة أن يدرس قانوناً أو يطالع لافتة. 5 يجب أن يقاطع الجمهور كل فنان غير موالٍ للثورة وكل فنان وصف شهداءها بالمخربين والمقاطعة تكون بعدم الاستماع إليهم او الدخول الى حفلاتهم فذلك أضعف ما نقوم به تجاه الأرواح الطاهرة التى زهقت فقط لأنها أرادت التغيير. وبما أن فرفور وغيره لا يرغبون فى ذلك دعونا نجتز علاقتنا معهم من جذورها ونقول له ولأمثاله: نحن بريئون منكم ومن أفعالكم. [email protected]