قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    شاهد بالصورة والفيديو.. المذيعة شهد المهندس تشعل مواقع التواصل بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها بأزياء مثيرة للجدل ومتابعون: (لمن كنتي بتقدمي منتصف الليل ما كنتي بتلبسي كدة)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    مروي.. رصد مسيرات فوق ارتكازات الجيش السوداني    إقصاء الزعيم!    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    برشلونة: تشافي سيواصل تدريب الفريق بعد تراجعه عن قرار الرحيل    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    كواسي إبياه سيعيد لكرتنا السودانيةهيبتها المفقودة،،    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المؤرخ والإعلامي محمد خير البدوي في حوار عاصف : (.......) لهذه الأسباب خرجت من السودان مجبراً ومطروداً..لا أرى بين الأحياء من له دور أكبر مني في الحركة الوطنية.
نشر في الراكوبة يوم 22 - 06 - 2013


أنا ما شاعر إنو في حكومة!
الصحافة السودانية بيعها وتوزيعها وتمويلها حرام
الأزهري كان يُنكر حق السودان في تقرير مصيره
حوار/ نادية عثمان مختار
محمد خير البدوي الشاهد على عصره و(المؤرخ) لحقب مهمة مرت على السودان قال شهاداته، فتأرجحت بين ما تعلمته في كتب التاريخ التي درسناها وبين ما سرده هو استناداً على الوثائق البريطانية!!
دافع الرجل عن نفسه نافياً اتهامه بتزييف التاريخ، وقال: إن السودانيين (ببالغوا)!
وعلى الرغم من مغادرته لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) منذ العام 1985م إلا أن حنجرة المذيع المشهور محمد خير البدوي ما زالت تُنبئ مستمعيها بأنه صاحب صوت جهور ومميز.
جلسنا إليه فكان هذا الحوار (العاصف) للسوداني:
ما هو عملك حالياً بعدما كنت مذيع إذاعة البي بي سي المشهور؟؟
لا عمل لي، تقاعدت من البي بي سي بالمعاش الاختياري في العام 1985م، ومنذ ذلك التاريخ لم أمارس أي عمل يدر علي أي دخل.
ولماذا لا تعمل، هل أنت وارث؟؟
لا، المعاش بتاعي كفاية جداً، ثم أني أخدت معاشي اختيارياً، فمعنى ذلك أنني أريد أن أرتاح وأمارس حياتي الحقيقية.
ولماذا ساويت معاشك باكراً وأنت ما زلت قادراً على العطاء؟؟
نشدت الراحة، وأعتقد أن أمتع فترة في حياتي هي فترة ما بعد المعاش.
أنت كثير التسفار فأي الدول علقت بذاكرتك؟؟
سلطنة عمان، فهي دولة جميلة وأهلها طيبون كالسودانيين.
تركت البي بي سي ولكن كانت هناك مؤامرات حاكها البعض ضدك؟؟
حكاية البي بي سي دي ثانوية جداً بالنسبة لي، لكني لا أرى بين الأحياء من له دور أكبر من دوري في الحركة الوطنية، (والأموات ذاتهم عندي معهم كلام).
(كيف يعني) عندك كلام مع الأموات؟؟
أعني القادة الأموات كإسماعيل الأزهري والسيد عبد الرحمن المهدي والسيد علي الميرغني وهم قادة الحركة الوطنية.
يتهمك البعض بأنك قمت بتزييف تاريخ الحركة الوطنية ما ردك؟؟
أنا طردت في عهد عبود من السودان في العام 1962م وذهبت إلى لندن والتحقت بالعمل في الإذاعة البريطانية، وهذا هو السبب الذي جعلني أخرج من السودان مجبراً ومطروداً بسبب مواقفي من حكومة عبود.
ثم؟؟
كان من المفروض أن ينفوني للجنوب مع الأزهري وشيخ المرضي ومحمد أحمد محجوب وإبراهيم جبريل، لكن كان في صداقة متينة وإعجاب متبادل بيني وبين أحمد خير المحامي وزير الخارجية في عهد عبود، وكان يعتبر الرجل الأول، فبسبب توسلاته بدلا عن أن يرسلوني للجنوب قالوا لي اخرج من البلد، فذهبت إلى لندن.
ولكنك لم ترد على السؤال، بما ترد على من يتهمونك بتزييف التاريخ؟؟
أنا لا أزيف التاريخ أبداً إنما أروي دائماً حاجات عاصرتها وشاهدتها وشاركت فيها، وأعتقد بيني وبين نفسي أنني كنت أميناً في ما أكتب.
تؤرخ لأحداث في حقب أنت كنت فيها خارج السودان؟؟
في لندن كنت متفرغاً لحياتي الأسرية، وقمت بتربية أبنائي وبناتي والحمد لله.
كنت ممارساً للعمل السياسي من الخارج؟؟
انتهى دوري بنيل السودان للاستقلال وبعد ذلك لم أشارك في أي عمل سياسي، لا في داخل السودان ولا خارجه. وعندما قررت الذهاب إلى لندن كان عمنا محمد صالح الشنقيطي رحمه الله قد نصحني نصيحة وقال لي:
(وانت برة السودان ما تعارض السودان أو الحكومة الفيهو ولو داير تعارض تعال جوة السودان).
وكان فهمو شنو من الكلام ده؟؟
فهمو بصريح العبارة أن المعارضة خارج السودان بترميك في أحضان دول أخرى مهتمة بالسودان من أجل مصالحها وليس من أجل السودان والمعارضون من الخارج يكونون تحت إمرة تلك الدول.
تقصد من يسمونهم بالعملاء؟؟
العملاء والمارقين والخوارج والمتمردين، وعشان كدا ما اشتركت أبداً إلا أيام الحسين الهندي، قمت بمهام بسيطة كدا لكن ما ضد الحكومة.
وأنت الآن مع الحكومة أم ضدها؟؟
لا معاها ولا ضدها وهو إنتو عندكم حكومة إنتو؟ أنا ولا شاعر إنو في حكومة!
عملت مع جنسيات غير سودانية فهل صحيح أنه تحاك المؤامرات ضد السودانيين لكفاءتهم؟؟
والله أنا لم تُحك مؤامرات ضدي إلا في السودان.
لا..أم لم؟؟
لم ولن ولا، فأي مؤامرات تعرضت لها كانت في السودان، ولم أتعرض لأي مؤامرات في الخارج.
هل لديك أعداء في السودان؟؟
والله ليس لدي أعداء في السودان.
إذن ممن تحاك المؤمرات ضدك في السودان وكيف؟؟
والله قبل سنتين تلاتة كتبت إحدى الصحف السودانية بأنني (عميل) بريطاني و(جاسوس) وحاجات كتيرة جداً وحتى قالت إني (ود حرام) كمان!
وبماذا كان ردك؟؟
لم أرد عليهم فهذا كلام (****) لا يليق أن يصدر في جريدة تحترم نفسها ولا يجوز في بلد فيها اتحاد للصحافة ومجلس قومي ووزارة إعلام، فمن المفترض أن يكون فيها من يتحرك قبل أن أتحرك أنا.
وإن لم يتحركوا ماذا تفعل؟؟
ما بهمني.
وما هو رأيك في الصحافة السودانية؟؟
رأيي في الصحافة السودانية أنها كالمنخنقة والموقوذة والنطيحة والمتردية وما أكل السبع، وهذه لحومها حرام، والصحافة السودانية مثلها، قراءتها وتوزيعها وتمويلها حرام!
لا تقرأ صحف سودانية؟؟
نادراً.
أنت تكتب زاوية راتبة بصحيفة سودانية؟؟
بس احتراماً وإكراماً (للجنرال) أحمد طه.
تتابع الشأن السوداني في صحف غربية وعربية؟؟
نعم وفي الصحف البريطانية بالذات.
البعض يرى أنك لم تجتهد لتعليم ابنتك الإعلامية المرموقة زينب البدوي اللغة العربية لماذا؟؟
والله زينب تتقن اللغة الإنجليزية والأدب الإنجليزي والروسي والفرنسي وبالفعل سألتها وقلت (طيب ما تهتمي بالأدب العربي) فقالت لي: (إنت لقيت شنو من الأدب العربي واللغة العربية)؟!
وهل اقتنعت بحديثها؟؟
اقتنعت به جداً.
حدثنا عنك قبل مغادرتك السودان صوب العاصمة البريطانية؟؟
وصلت لندن في العام 1962م، وفي العام 1965م أرسلت لي وزارة الداخلية البريطانية خطاباً قالت لي إنني الآن أستحق أن أنال الجنسية البريطانية فلم أرد عليهم حتى اليوم وما زلت أحتفظ بجنسيتي وجوازي السوداني!
ولماذا؟؟
أنا مناضل، وبعتبر إنو بين الأحياء ما في واحد قام بدور في الحركة الوطنية التي أفضت إلى الاستقلال أكبر من دوري!
وهل يتعارض حملك لجواز أجنبي مع وطنيتك في رأيك؟؟
أول حاجة بفتخر بي إني سوداني، وعز علي إنو ناس كانوا مستعمرين السودان وشاركت أنا بدور فعال جداً جداً في جلائهم وبعدين أجي آخد جنسيتهم!!
عند حديثك عن الحركة الاتحادية يتم اتهامك بالتزييف لماذا؟؟
أولا أنا عضو في اللجنة التنفيذية لحزب الاتحاديين (الابروفيين) وهم الرصيد المثقف للحركة الوطنية في السودان، ومن داخلهم نبعت فكرة مؤتمر الخريجين، حيث طرحها حسن أحمد عثمان الكد في جمعية الابروفيين، وقام بتنفيذها الابروفيون الذين كانوا في مدني.
ثم؟؟
في العام 1947م عندما تم قيام ما يسمى بالجمعية التشريعية أوفدني مؤتمر الخريجين مع المرحوم محمد نور الدين وهو الرجل الفعلي في حزب الأزهري (الأشقاء) لتنظيم مقاطعة الجمعية التشريعية في أدبرة، وهناك نظمنا مظاهرات كثيرة أمام النادي الأهلي واستشهد فيها خمسة ضرباً بالرصاص، وعشرات الجرحى.
وماذا بعد ذلك؟؟
كانت النتيجة أن حكم عليَّ بالسجن لعامين أمضيتها في سجن الدامر وكنت مسجوناً مضموناً.
يعني شنو مضمون؟؟
بطلع مع الحراسة لعملي وبرجع، واسمها (دورو براه)
وماذا كنت تعمل؟؟
كنت سايساً لحصان المرحوم الشاعر توفيق صالح جبريل وهو كان نائب مأمور الدامر.
وكنت تجيد عمل السايس؟؟
ضاحكا.. الإمام محمد عبده قال: (لعن الله السياسة فهي من ساس يسوس فهو سايس) وأفتكر في تاريخ السياسة في العالم ده كلو الكلام ده ما انطبق إلا علي أنا، وبيني وبينك ما شفت لي حصان!
ولماذا تم سجنك في الدامر تحديداً؟؟
كان من المفروض إرسالي لسجن كوبر، فقال لي توفيق حايودوك كوبر لعامين لا تشوفنا لا نشوفك، أحسن تعال لينا هنا في الدامر وتقعد ستة شهور وبعدها تكون سجين مضمون (دورو براهو)!
وهل تم سجنك مع مجرمين عاديين؟؟
أيوة حرامية وقتلة وكلو.
لماذا وأنت معتقل سياسي؟؟
نعم كنت مسجوناً سياسياً وكان معي المرحوم قاسم أمين وآخر اسمه عبد القادر سالم، وكان ذلك بناء على طلبي عندما فضلت البقاء مع أهلي في الدامر بدلاً عن سجن كوبر.
وكيف كان الحال داخل السجن؟؟
كنت أنام على البرش في البلاط، بي بطانيتين واحدة افرشها للبرش وواحدة اتغطى بيها. ومريت بكل مصايب السجن حتى (قمل) الملابس وكنا بنستحم بالدي دي تي!
كنتم تعاملون بصورة قاسية؟؟
لا لا.. المساجين وحرس السجن كانوا يحترموننا جداً وكذلك ضابط السجن المرحوم سيد أحمد الحاج، وكانت المعاملة جيدة جداً.
وماذا بعد أن أكملت سنتي السجن وغادرت الدامر؟؟
عدت من الدامر ووجدت صعوبة في إيجاد عمل، وكانت هناك تعليمات الإدارة أو من المباحث بألا يقبلوني في العمل.
وماذا فعلت؟؟
بعد أن ضاقت بي الحياة وصلت الأميرلاي عبد الله بك خليل وهو كان زعيم الجمعية التشريعية ووزير الزراعة وكان تقريباً الرجل الأول في ذلك الوقت، كانوا يسمونه كبير الوزراء، فشغلني في مشروع الزاندي في جنوب السودان تحت ضمانته الشخصية، وبعد ذلك انضممت لجمعية تسمى جمعية رفاهية الجنوب.
وما هي هذه الجمعية ومهمتها؟؟
والله بالضبط زي مؤتمر الخريجين هنا، وتضم معظم السياسيين والمثقفين الجنوبيين، وكان معي عضو آخر اسمه محمود منصور وكان باشكاتب المديرية الاستوائية انذاك وهو شقيق الشاعر المشهور حسين منصور، وأما الأب الروحي لهذه الجمعية فقد كان هو إبراهيم بدري وكان وقتها إدارياً في الجنوب.
وما هي الأشياء الملموسة التي فعلتها هذه الجمعية؟؟
نفذنا أول إضراب عام في جنوب السودان وشامل اعترفت به إذاعة أمدرمان، كما بعثنا بمذكرة وقتها للحاكم العام بمطالب الجنوبيين وتتركز في المساواة بين المواطنيين الشماليين والجنوبيين.
التمييز كان ضد الموظف الجنوبي؟؟
نعم، فمثلاً الموظف الجنوبي يكون مرتبه ثلاثة جنيهات وزميله الشمالي الذي يقوم بنفس عمله ويكون مرتبه عشرة جنيهات و....
مقاطعة.. تمييز ضد الجنوبي في الجنوب؟؟
نعم، والموظف الجنوبي بيكون عندو بيت من الحكومة والجنوبي يكون ساكن تحت شجرة!
وماذا فعلت في الجنوب أيضا؟؟
أسست أول تنظيم نقابي في جنوب السودان.
وماذا عن ما يسمى بالحزب الجمهوري الاشتراكي؟؟
شاركت في تأسيسه في العام 1951م وهناك تعتيم على هذا الحزب.
تعتيم من من؟؟
من كلو من الصحافة والحكومات.
وما هي قصة هذا الحزب؟؟
قصته تبدأ من العام 1946م، وكان المرحوم مكي عباس عضو في المجلس الاستشاري، وشعر بأن في المجلس هناك توجهات لاستقلال السودان في ظل نظام ملكي، أو بالصريح إنو السيد عبد الرحمن المهدي (ملك السودان) فاستقال من المجلس وأصدر صحيفة اسمها الرائد قام بتموليها إبراهيم بدري بعدما باع بيته في أمدرمان وهي أيضا لا تذكر!
وماذا بعد استقالة مجدي عباس؟؟
طرح لأول مرة فكرة النظام الجمهوري الاشتراكي، ثم أسسنا الحزب في العام 1951م بزعامة إبراهيم بدري وهو(ابن أخ الشيخ بابكر بدري).
ومن كان على رئاسة هذا الحزب؟؟
ما كان عندو رئيس وكان الأمين العام إبراهيم بدري، وحتى حزب الأمة كان عبد الله خليل الأمين العام، وما كان شرطاً وجود رئيس، فقط أمين عام.
ممن يتألف الحزب؟؟
من زعماء الإدارة الأهلية وكل السياسيين الجنوبيين وخصوصاً الأعضاء في الجمعية التشريعية، باستثناء واحد منهم يسمى بوستينو، ومعنا السيد علي الميرغني.
كان معك السيد علي الميرغني بشكل سري؟؟
لا.. أبداً، والسيد علي في تأييده للأحزاب كانت لديه طرق كثيرة، والمرة الوحيدة التي أخرج فيها بياناً لتأييد حزب كان تأييده للحزب الاتحادي الديمقراطي (بتاع) علي عبد الرحمن و....
مقاطعة.. تعني أن السيد علي أيدكم ولكنه لم يكن معكم؟؟
هو أيد بطريقته (النحنا عارفينها) وفي ذلك الوقت كان معروفاً تأييده لحزب الأشقاء، لكن لم يحدث أبداً أن أصدر بياناً أو تصريحاً قال فيه إنه يؤيد هذا الحزب، وأعتبر أنه رجل (حريف)، المهم أن قيادة الختمية كانت معنا في الحزب الجمهوري الاشتراكي لأسباب واضحة.
وما هي؟؟
كنا على وشك انتخابات برلمان الحكم الذاتي، وناس الأزهري الكانوا مع الختمية أعلنوا مقاطعتهم لانتخابات برلمان الحكم الذاتي ومعهم مصر، ومعنى ذلك أن ناس حزب الأمة هم من سيدخلون الانتخابات وينفردون ببرلمان الحكم الذاتي وكان من المفترض على حسب الاتفاقية أن تجري انتخابات لجمعية تأسيسية هي التي ترعى قانون الانتخابات وتقدم الدوائر وغيره.
ثم ماذا حدث؟؟
تفتكري السيد علي يرضى بوضع زي ده؟، وأن الأنصار ينفردوا بالحكومة وانتخابات الجمعية التأسيسية التي تقرر مصير السودان؟ هذا هو الباب الذي دخلنا به على السيد علي وقلنا له: (انو اقعد كدا لغاية ما يجوا ناس السيد عبد الرحمن والأنصار يستلموا البلد).
كان بينكم وبقية الأحزاب علاقات جيدة؟؟
صداقات مع كل الأحزاب ولكن لو خُيرت الآن فسأختار الحزب الشيوعي.
لماذا؟؟
لأنني شيوعي اشتراكي وهم أقرب الناس للاشتراكية، وأنا لم أكن عضوا في الحزب الشيوعي في يوم من الأيام، لكني اشتراكي وهم أقرب ناس لي.
إذن هو الميل القلبي؟؟
نعم الميل القلبي، وأتفق معهم في حاجات كثيرة، وتقريباً الاشتراكية والشيوعية حاجة واحدة، وعلى فكرة أنا خريج كلية غردون ودفعتي هم عبد الخالق محجوب والتيجاني الطيب بابكر، وكل القيادات الشيوعية، ولكني لم أنضم لهم، هم أصدقائي وأصحابي وقلت لهم أنا اشتراكي، يعني في نص الطريق.
حدثنا عن الزعيم أزهري وخطى الاستقلال؟؟
أزهري عندما بدأ يتحول للاستقلال وجد مقاومة عنيفة من مصر، ومقاومة أعنف من السيد علي، ولكن زعماء العشائر وقفوا مع الأزهري ضد السيد علي وضد مصر وكانوا أقوياء جداً، فمثلاً في الانتخابات محمد أحمد أبو سن الذي كان وزيراً للإعلام نزل في دائرة ضد مرشح السيد علي الميرغني، وضد مرشح السيد عبد الرحمن المهدي، وفاز بأغلبية ساحقة عليهم.
وما هو تفسير ذلك؟؟
ده بوريك إنو ناس الإدارة الأهلية هم القوة الضاربة ضد الطائفية في السودان، وأي واحد فيهم مستعد يتحدى السيدين علي وعبد الرحمن.
ثم ماذا؟؟
أعلن الأزهري الاستقلال من داخل البرلمان ورفع العلم، وهو قبل إعلان الاستقلال بعامين كان يدعو لوحدة وادي النيل، وينكر حق السودان في تقرير المصير و....
مقاطعة.. الأزهري كان يُنكر حق السودان في تقرير مصيره؟؟
أزهري والمعسكر بتاعو كانوا لا يعترفون بحق السودان في تقرير المصير وحقه في الاستقلال، وذلك حتى قيام الثورة المصرية، ومعنى ذلك هنالك صُناع للاستقلال غير الأزهري.
صناع غير الأزهري؟؟
طبعاً، وهم ثلاثة: الإداريين البريطانيين في السودان، وهم من وضعوا مشروع التطور الدستوري في السودان وبدأوه بالمجلس الاستشاري وانتهوا بإعلان استقلال السودان، وهذا مشروع وضعوه الإنجليز حرف بي حرف واتنفذ و...
قل من هم الثلاثة أولا؟؟
الإداريون البريطانيون في السودان (الموج الأزرق) وأعضاء الحزب الجمهوري الاشتراكي، وقوة دفاع السودان.
لديك رأي مخالف في مسألة الحكم الثنائي؟؟
لم يكن ثنائياً، بل ثلاثياً، خاصة بعد العام 1930م وكان أطراف الحكم هم: مصر وبريطانيا والإداريون البريطانيون وجميهم كانوا خريجي جامعات اكسفورد وكامبردج ويختارونهم بتميزهم الأكاديمي، وبأن يكونوا أبطالاً في إحدى الرياضات في جامعاتهم، فهؤلاء أتوا السودان بعد العام 1930م ومن قبلهم كانوا استعماريين، وفعلاً أصبحوا طرفاً ثالثاً في الحكم لدرجة أن و...........
مقاطعة.. الكلام ده في زول بيقوله غيرك؟؟
ما في زول بقوله غيري لدرجة أنه في العام 1946م أبرمت اتفاقية أو معاهدة قام بالإمضاء عليها صدقي رئيس وزراء مصر ووزير الخارجية البريطانية، وهذه هي معاهدة وحدة وادي النيل، قامت بعملها الحكومة البريطانية ومصر ومعهم إسماعيل الأزهري زعيم الأغلبية، وقد ذهب إلى لندن مع صدقي وأيد الاتفاقية، والإداريون البريطانيون هم من وقفوا ضدها واسقطوها.
تحدثت عن أن الحزب الجمهوري الاشتراكي كان طرفاً أصيلاً في استقلال البلاد أكثر من غيره من الأحزاب المعروفة ولكن لا أحد يذكر هذا الحزب لماذا؟؟
إنت لمن تذكري الحزب الجمهوري الاشتراكي بتمسحي الختمية والأنصار.
منو البقدر يجيب اسمو غيري، وأنا وريت دور الأزهري والسيد علي كان شنو عشان كدا أي ذكر للحزب معناها بتمسحي الجماعة ديل، وديل هم المسيطرين على وسائل الإعلام و......
مقاطعة.. هم من أسهموا في التعتيم على الحزب الجمهوري؟؟
نعم جميعهم ختمية على أنصار على غيرهم، ما عاوزين يجيبوا سيرة هذا الحزب لأنهم لو جابوا سيرته حاينكشفوا !
ماذا عن اتفاقية الحكم الثنائي؟؟
اتفاقية الحكم الثنائي بين بريطانيا ومصر نصت على قيام جمعية تأسيسية تقرر مصير السودان بين الاستقلال أو وحدة وادي النيل، وناس أزهري وحزب الأمة إلى حد ما خافوا إذا عملوا الجمعية التأسيسية أن يأتي جمال عبد الناصر بنفوذه وأمواله ولديه أنصار كثيرون في السودان فيكتسح الانتخابات لتصبح وحدة وادي النيل، فقرروا عمل استفتاء.
ثم؟؟
ظهر للأزهري أن هناك اتصالات بين الأنصار وجمال عبد الناصر على حسابه فخاف، واحتار ماذا يفعل، وفي يوم كنت أنا والمرحوم الناظر سرور محمد رمزي والقاضي أبو رنات وتقابلنا مع وليم روتس مستشار الحاكم العام ودار بينا نقاش حول الوضع في السودان.
وماذا دار في النقاش؟؟
من خلال هذا النقاش كان أن قال وليم روس (ليه أزهري ما يعلن الاستقلال من داخل البرلمان والحكومة البريطانية مؤيداه وإذا مصر عملت أي حاجة نحنا بنحلها وقال كلام كتير) وكنت أنا حلقة اتصال بين وليم روس وأزهري، فوليم روس صحبي وصديقي ويثق في، وأزهري أستاذي في كلية غردون، فسألته هل أنقل هذا الكلام لإسماعيل الأزهري فقال أنا قلته مخصوص عشان تنقلو لإسماعيل الأزهري !
ونقلته للأزهري؟؟
تاني يوم وصلتو لإسماعيل الأزهري وهكذا أعلن الاستقلال من داخل البرلمان.
ولكن حسن عابدين نفى كلامك هذا في مقال؟؟
حسن عابدين نفى ولكن د/ فيصل عبد الرحمن علي طه وهو أعلى من حسن عابدين وأكثر اطلاعا على الوثائق البريطانية قال إن فكرة إعلان الاستقلال من داخل البرلمان هي فكرة بريطانية استنادا للوثائق، ووليم روتس لم يقل يومها إن هذه فكرة بريطانية ولا من الحكومة البريطانية ولكنه أتى بالاقتراح وكأنه منه هو.
من أين تستقي معلوماتك وخاصة التي في كتابك (قطار العمر)؟؟
من الوثائق البريطانية.
والسودانيون؟؟
لا، السودانيون ديل ببالغوا عشان كدا ما أخدت أي حاجة من السودان.
وقبل أن ينتهي زمن الحوار ماذا تقول أيضا؟؟
ضاحكا.. ود أب سن قالوا ليهو ظهر مهدي في السودان قال ليهم جنسو شنو؟ قالوا ليهو جعلي، قال الحمد لله البقى جعلي ينقز ويكورك ويعرض ويشيل الشبالات وفي الآخر بيرمي عصاتو ويفوت، كعب الدنقلاوي بيكنكش فيها!!
نقلا عن صحيفة السوداني


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.