بسم الله الرحمن الرحيم أبيي والخطوة الاستباقية بدأت تباشير الحرب تلوح في الأفق إذا ما أقدم أبناء الدينكا نقوك في تنفيذ مقررات الاجتماع الذي عقد في 18/10/2013م المنشور في صحيفة الراكوبة بتاريخ 19/10/2013م والذي اجمع على إجراء الاستفتاء بدون موافقة الدولتين وخاصة مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي كلف من قبل مجلس الأمن الدولي بإفساح المزيد من الوقت لمعالجة قضية أبيي وفق برتوكول أبيي والقضايا الأخرى العالقة بين الدولتين ، ولكن أبناء الدينكا نقوك يبدو لهم رأي مخالف لما يقوله مجلس السلم والأمن الأفريقي أو حتى دولة الجنوب . إذ أن الخطوة الإستباقية لقيادات دينكا نقوك في الحركة الشعبية سوف تضع الدولتين في ميزان الحرب وهذه المرة إذا لم يتدخل مجلس الأمن الدولي لحماية قراره 2046م وإلزام الحكومتين بتنفيذه بعيداً عن وساوس القبيلة فإن قيادات دينكا نقوك في الحركة الشعبية سوف تخلق ظروف جديدة لتطور الحرب بين نظام الإنقاذ ونظام جوبا والمعروف إن الاستفتاء ليس من شأن قبيلة وإنما هو شأن دولتين وهما ملزمتان بذلك لأنهما ملزمتان باتفاقيات ومعاهدات دولية ، فدولة الجنوب بعد قبولها عضوية في الأممالمتحدة أصبحت ملزمة بالمواثيق والمعاهدات الدولية ناهيك عن الاتفاقيات التي وقعتها مع حكومة السودان في نيفاشا 2005م وشاهد عليها أكثر من تسع دول عربية وأوربية وأفريقية ، والاتفاقيات الأخرى التي جاءت نتيجة طبيعية للحوارات والمفاوضات التي توسط فيها طرف محايد للحيلولة دون وقوع الحرب ، أو نتيجة لحرب سابقة . لذا بتاريخ 17/10/2013م ( قررت حكومة الجنوب وقف الحملات التي تدعو إلى إجراء استفتاء من جانب واحد في منطقة أبيي المتنازل عليها مع السودان خلال الشهر الحالي ) . فإذا كان رأي حكومة جنوب السودان وقف الحملات الإعلامية الخاصة بالترويج للاستفتاء من جانب واحد . فلماذا فكرت قيادات دينكا نقوك في خلق بلبلة لتغيير الواقع السياسي والاجتماعي في الخارطة الجغرافية بين الجنوب والشمال ، وهنا لابد من الوقوف على ما أجازه المؤتمرون بالإجماع تمت إيجازه للوائح والقوانين المنظمة لعملية الاقتراع والجداول الزمنية وبدأ تاريخ التسجيل من 20 – 23 من أكتوبر ونشر كشوفات الناخبين في 24من الشهر الحالي والتصويت في 27 وينتهي 29 من الشهر ويبدأ فرز النتائج بعد التصويت مباشرة وتعلن النتيجة النهائية في 31أكتوبر ) . هل قيادات دينكا نقوك وعلى رأسها دينق اللور وأدوارد لينو ود. لوكا بينق فكروا مليًا قبل أن يحرجوا أنفسهم ودولة الجنوب ، بهذه الخطوة الاستباقية ، هل فكروا في إقامة دولة في أبيي بعيداً عن دولة الجنوب ؟ أم أرادوا إحراج دولة الجنوب أمام المجتمع الدولي ؟ في كلا الحالتين لا تستطيع هذه القيادات إجراء الاستفتاء لأن الظروف الإقليمية والدولية غير مهيأة لاستقبال نتائج استفتاء من قبيلة أو من جانب واحد ، وإذا كان الهدف من التفكير السياسي هو لكسب التأييد الدولي فإن قيادات دينكا نقوك قد خسرت كل الأهداف والمرامي الرامية للتعاطف الدولي معها لأن هذا يعتبر تحدي للإرادة الدولية والإقليمية ، إذ إن المجتمع الدولي لا يتفاوض مع قبيلة دينكا نقوك وإنما مع نظام جوبا ونظام الخرطوم وإذا كان الأمر كذلك فما الخطوات التي يمكن أن يلعبها نظام الخرطوم مع نظام جوبا أو مجلس السلم والأمن الأفريقي والمجتمع الدولي لإيقاف مثل هذه الترهات الخطوة الاستباقية لأبناء دينكا نقوك تزامنت مع إرهاصات زيارة الوسيط الأفريقي إلى أبيي 20/10/2013م باعتبار أن المسيرية لم تكن مستعدين لاستقبال الاتحاد الأفريقي الذي يزور المنطقة في 20/10/2013م أو أن المسيرية ليسو ضمن حلبة الصراع السياسي والاجتماعي الذي أدى إلى استعداد دينكا نقوك أكثر من المسيرية ، سيستقبل دينكا نقوك هذه الزيارة بحفاوة ويؤكدوا للاتحاد الأفريقي أن مواطنو أبيي هم الدينكا وليس المسيرية . إذ وبعد أن خنق الماء القنطور كما يقول المثل البدوي ظلت المسيرية حائرة بين الخطوة الأستباقية للدينكا نقوك التي خالفت القوانين واللوائح للدولتين وحتى القانون الدولي وخاصة القرار 2046 وانفردت بقرارها لتحقيق مصيرها وفق ما جاء به برتوكول أبيي سيئ الصيد في مشاكوش 2004م وملحق برتوكول أبيي 2005م والذي أكد في التعريف منطقة أبيي على أنها منطقة مشيخات دينكا نقوك التسع وبين تصريحات نظام الإنقاذ التي تؤكد أن أبيي شمالية مئه بالمئة ولم يكن للمسيرية هدف واضح أو خطاب سياسي موحد لطرح قضية أبيي في المحافل الدولية بل ظلت المسيرية تطرح خيار الحرب فهذا الخطاب ألمناوئ للحقائق التاريخية هو الذي ضيع أبيي وبدأت تتباكى المسيرية على أبيي الماضي والحاضر لأن مستقبل المنطقة أصبح في كف عفريت من خلال جعجعت قيادات المسيرية في الخرطوم والإدارات الأهلية التي لا ترى ولا تسمع سواء ما يقوله البشير رئيس الحكومة ولم تضع أي اعتبار للتحديات أو المتغيرات السياسية وفق الاتفاقيات الموقعة بين حكومة الجنوب وحكومة الشمال أو التحديات الدولية والأفريقية التي استندت للقرار الدولي 2046م ، فقيادات المسيرية في برلمان نظام الإنقاذ الذين ينفذون سياسيات الإنقاذ ابتعدوا كثيراً عن الدفاع عن حقوق الشعب السوداني وظل أعضاء المسيرية في البرلمان نصبوا العداء للمجتمع الدولي والأفريقي باعتبارهم منحازين للدينكا نقوك ولم تجهد نفسها في قراءة الوثائق الخاصة بأبيي بالتحليل والفحص الدقيق لخطورة تلك الوثائق وما يتمخض عنها مستقبلا من مخاطر جمة هذه القيادات بدأت تتخبط يمين ويسار وكما يقول المثل البدوي دخل الدرب في الماء وأكيد عندما يدخل الدرب في الماء لا يستطيع أحد إخراج الدرب من الماء .فالمسيرية التي تركت مصيرها لنظام الإنقاذ ، والآن تفاجئت بحقائق لن يدركها العقل بل كل المعلومات التي كان من الضروري معرفتها ظلت في بطون أدراج مكاتب الوزارات كأسرار لا يمكن الإطلاع عليها . لكن المتوفر منها ليس بقليل إلا أنها لم تستطع الاستفادة من التجارب السابقة مع المؤتمر الوطني . البدوا هم الخاسرون في هذه المعركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية لمجرد التفكير في مستقبل الأرض ولمن تعود ملكية الأرض ومواردها فالتفكير في مصير الثروة الحيوانية أو العلاقات الاجتماعية الأزلية السابقة ، فأن الحقائق تكون أكثر وضوحا من خلال اكتمال فصول المؤامرة التي بدأت من مشاكوش ثم نيفاشا وتقرير الخبراء وخارطة طريق أبيي ثم لاهاي ومن بعدها أديس أباب فالمؤامرة اكتملت حلقاتها ضد المسيرية . ودب الخلاف بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية المؤامرة اكتملت فصولها سواء صدقت المسيرية ذلك أو لم تصدق . فإن زيارة البشير والوفد الكبير المرافق له لجوبا لم تغير من الواقع الجغرافي والسياسي والاقتراع الذي يجري في أبيي الآن شيء سواء مناقشة الترتيبات الأمنية ومرور البترول والميل 14 وكافي كانجي وبئر النحاس في غرب السودان ، وجودة في النيل الأبيض وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك للنظامين فالسودان يمر بأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى رفع الدعم عن المحروقات في 23/9/2013 وهذه المرة الثانية لرفع الدعم عن المحروقات فالدعم تم رفعه في 16/6/2012م وتوج بانتفاضة طلابية في نفس ذلك اليوم ، الأزمة الحالية قادة الشعب إلي انتفاضة الغضب من الإجراءات وقدم الشعب خلالها 200 شهيد في سبيل تحقيق الثورة ضد النظام ، شيء طبيعي لا يهدى للنظام بال طالما الشعب السوداني رفض هذه الإجراءات ولذا لابد من وجود مخرج أخر من الأزمة الاقتصادية والسياسية التي وضعته على شفاء انهيار أو المواجه بينه وبين الشعب ، إذن ليس هناك أي مخرج من الأزمة سواء مجارات جوبا في كل ما تريد وبين تضارب السياسيات والمتغيرات الحالية في أبيي والتي لم يستطيع نظام الإنقاذ الإفصاح عنها أو إيقاف الخطوة الاستباقية لأبناء الدينكا نقوك وهنا أصبح البدو حائرين بين ما يجري الآن في أبيي وبين صمت الحكومة وخاصة قيادات المسيرية في المؤتمر الوطني التي ضيعت الحقوق التاريخية للمسيرية بخنوعها وتنفيذها لسياسات المؤتمر الوطني على رقاب وجماجم المسيرية وهي تعلم إن سياسة الإنقاذ حيال أبيي لن يتضرر منها إلا البدو والمزارعين في كل من دفرة -وقولي – وأم خير – والغازة . في الوقت الذي تجرجر فيه الإنقاذ أذيال الخيبة لأنها لم تكن موافقة على قرار مجلس السلم والأمن الأفريقي الذي وافق على مقترح ثامبو أمبيكي في 25/10/2012م ورفض من قبل الإنقاذ .لكن حجة نظام الإنقاذ كانت ضعيفة بأن المؤسسات المدنية والشرطية لم تشكل بعد وأيضا مفوضية الاستفتاء لم يتم الاتفاق على تشكلها من قبل الرئاستين ، وعليه فإن قضية أبيي لم تحسم بعد من قبل الرئيسين حيث أن إجراء الاستفتاء من جانب واحد غير واردة إلا أن الماء كذب الغطاس فنظام جوبا كان له استعداد كبير منذ أكتوبر 2012م مجرد ما ابدأ موافقة لقرار مجلس السلم والأمن الإفريقي وحتى سبتمبر 2013م بدأت الاستعدادات للاستفتاء وهذا من خلال منح أبناء الدينكا العاملين في مؤسسات الدولة إيجازه مفتوحة والتوجه إلى أبيي للمشاركة في الاستفتاء إلا أن نظام الإنقاذ قد صم أذنه عما يدور وتركت الساحة السياسة والإعلامية لأبناء المسيرية الذين يتشدقوا بما يصدر إليهم من الإنقاذ ٍ أبناء المسيرية الذين نصبوا نفسهم قيادات على المسيرية في كل شيء أطلق لهم العنان عبر وسائل الإعلام ولم يستطيعوا تغير واقع أبيي ، إذن قيادات المسيرية التي تقول نحن نرفض الاستفتاء وإذا اصراء أبناء الدينكا نقوك على الاستفتاء نحن إما في باطن الأرض أو في ظهرها ، ومن هنا ندعو قيادات المسيرية في الخرطوم ونقول لهم جاء دوركم وعليكم أن تأتوا إلى أبيي لكي نرى الدور الفعال الذي تطلعون به لمنع الاستفتاء أو قيادة الحرب كما تقولون في باطنها أو ظهرها فجاء هذا اليوم وإلا المسيرية لن تموت لسواد عيون المؤتمر الوطني ، فخيرات المنطقة للمؤتمر الوطني أم الموت للمسيرية . أعود لزيارة الوسيط الأفريقي المرتقبة هل هي لمباركة الاستفتاء ومساندة نقوك وفق قراره الذي استندت إليه قيادة دينكا نقوك في الحركة الشعبية وحمايتهم مما يتوقعونه كخطر أم لإيقاف الاستفتاء باعتباره غير قانوني حسين الحاج بكار [email protected]