بسم الله الرحمن الرحيم أبيي وحرب الإعلام بدأت الحرب الإعلامية بين أبناء الدينكا نقوك وقيادات المسيرية من المؤتمر الوطني خلال اليومين الماضيين ويوم الاثنين الموافق 9/9/2013م في حرب سياسية حامية الوطيس وشرسة بخصوص استفتاء أبيي الذي حدد موعده مجلس الأمن والسلم الأفريقي في 25/10/2012م عندما وافق على مقترح الوسيط الأفريقي ثامبو أمبيكي والذي حدد أكتوبر 2013م موعد الاستفتاء دون أن يحدد يوم بعينه للاستفتاء فهذه الحرب الإعلامية حددت توجه أي طرف وقناعاته. إذ أن أبناء دينكا نقوك في الحركة الشعبية قناعاتهم بأن الاستفتاء لابد من قيامه سواء وافق مجلس الأمن والسلم الأفريقي أو لم يوافق سوف يجري الاستفتاء في موعده ، ولكن دون أن يحدد آليات ومستلزمات قيام الاستفتاء في موعده طالما لم يحصل وفاق بين النظامين . والسؤال المطروح هل دينكا نقوك باستطاعتهم فرض الاستفتاء رغم أنف دولة الجنوب أو مجلس الأمن والسلم الأفريقي وكيف يتجاوزوا قرار مجلس الأمن الدولي 2046 م الذي صادقت عليه دولتي السودان وجنوب السودان ولذا فإن عدم احترام القوانين قاد البلاد إلى حروب كثيرة عان من ويلاتها الشعب السوداني فبدلا من تضميد الجراح والسعي للتعايش السلمي وبناء مستقبل زاهر للشعبين ، جاءت التصريحات الإعلامية المتبادلة بمنطق الحرب ، هناك جزء من أبناء الدينكا نقوك وخاصة المسئولين لم يستفيدوا من تجارب الماضي القريب لأن مثل هذه التصريحات النارية أدت إلى حريق أبيي مرتين في 2008م – 2011م فالتجارب السابقة كفيلة بوضع المعايير السياسية والاجتماعية التي أصبحت غير قابلة للمهاترات القبلية عبر وسائل الإعلام لأن وسائل الإعلام إذا استخدمت من أجل الحرب فالحرب سوف تقع ولكن المنكوي بنارها ليس المسئولين الذين يشنون الحرب الإعلامية وإنما المنكوي بنارها هم البسطاء.عليه يجب الابتعاد عن المهاترات السياسية عبر وسائل الإعلام والاحتكام للحكمة والعقل لبناء السلام والاستقرار وتوفير مستلزمات الأمن لأنه الضمانة الأساسية للحاضر والمستقبل وكفيل بتطوير تفكير الإنسان ، وترك القضية برمتها إلي الوسيط الأفريقي ورئيسي النظامين إضافة إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2046 وكيفية تطبيقه من قبل الدوليتين وليس القبائل ويرى طرف أبناء المسيرية في الخرطوم كل من د. سليمان الدبيلو ، ود . عبد الرسول النور .وموسى حمدين . والخير الفهيم رئيس إشرافية أبيي ؟ بأن يقام الاستفتاء في أكتوبر 2013م أمر مستحيل دون توضيح المسببات أو المبررات القانونية والسياسية لإقناع الطرف الأخر بعدم قيام الاستفتاء ،إذاً هذه القيادات أين كانت عندما صدر قرار مجلس الأمن والمسلم الأفريقي بالإجماع في 25/10/2012م وما هي الخطوات التي أتخذتها لإقناع مجلس الأمن والسلم الأفريقي بعدم قيام الاستفتاء في أكتوبر 2013م بالتأكيد إن طبيعة أي صراع سواء كان بين فرد وفرد أو بين مجموعة ومجموعة أو بين دولة ودولة لابد من توفير الأدلة والحجج والبراهين لإقناع الوسطاء أو يحكم الوسيط وفق قناعته حسب ما توفر إليه من حجج الطرفين لأنها بالتأكيد إن حجج الطرفين تخضع لدراسات من قبل الوسطاء وهذا ما أدى إلي قرار مجلس الأمن والسلم الأفريقي بالإجماع والمحزن حقاً إن أبناء المسيرية غيبوا مسئولية نظام الإنقاذ وخيموا على الساحة السياسية والاجتماعية بحرب إعلامية لا طائل لها سواء العاجز عن تطبيق ما يقول علي واقع يختلف ظرفه وطبيعة الصراع فيه عن ظروف المجتمع المحلي ، فإذا ابتدرنا الحديث عن المتغيرات والمستجدات السياسية والإقليمية والدولية التي تحصل في كل لحظة ، فمن خلال التصريحات الإعلامية بين الأطراف المتنازعة نجد أن قيام الحرب بالوكالة عن نظام الإنقاذ هو واقع إذا ما جرى الاستفتاء حسب تطاول ادوارد لينو وافترائه علي الأخيرين . فإذا كان الأمر هو من شئن الدوليتين لماذا هؤلاء حشروا نفسهم في حرب لا هوادة فيها ومن هو المستفيد من الحرب المسيرية أم دينكا نقوك ؟. وهل المسيرية استشيروا حقا في مثل هذه التصريحات الإعلامية أم أعتاد نظام الإنقاذ أن يزج بأبناء المسيرية كلما واجه أزمة سياسية واجتماعية واقتصادية أو أزمة إقليمية ودولية ولا يستطيع الخروج منها ، لابد أن يلجأ إلى أصحاب الدسايس لإيجاد مخرج حقيقي من هذه الأزمة . فأزمة أبيي ليس أزمة بين المسيرية والدينكا كما صور البعض وإنما هي أزمة بين نظام الإنقاذ ونظام جوبا ، ولكن تجميد الفكر والعقل هو الذي أدخل المسيرية في هذه المتاهات السياسية والإعلامية الجوفاء. فأبيي أزمة نظام وليس أزمة مسيرية ، فالمسيرية لم توقع على كافة الاتفاقيات بدأ من مشاكوس 2004م ونيفاشا 2005م وخارطة الطريق 8/6/2008م وحتى قرار محكمة التحكيم الدولية لاهاي 22/7/2009م واتفاقية 20/6/2011م إدريس أبابا وقرار مجلس الأمني الدولي 2046م2/5/2012م وإنما الموقع والمواقف هو نظام الإنقاذ وطالما نظام الإنقاذ يتجاهل المسيرية في كافة المحافل الدولية ، فكيف أن يزج المسيرية في حرب ليس لهم فيها ناقه ولا جمل . إذ أن أبيي بموجب دستور السودان منذ الاستقلال وحتى الدستور المؤقت 2005م يؤكد بأن الأرض ملك للدولة وليس لقبيلة ، وبالتالي الصراع هنا لم يكن بين قبيلة وقبيلة وإنما صراع بين نظام الإنقاذ ونظام جوبا وبموجب دستور السودان المؤقت ينبغي على نظام الإنقاذ تحمل مسئولياته كاملة وعدم الزج بالقبيلة في طواحين الحروب . على أبناء المسيرية أن لا يجاروا المؤتمر الوطني في المكايدات السياسية والحروب الإعلامية بينه وبين حكومة جوبا لأن بعد الانفصال ما عادت جوبا جزء من دولة السودان وإنما أصبحت دولة ذات سيادة وعضوا في الأممالمتحدة ، عليه فإن العلاقات بين السودان وجنوب السودان لابد أن تنطوي على حسن الجوار بدلا من الحرب الإعلامية والسياسية والعسكرية لأن الشعبين محتاجين لتطوير الخدمات الضرورية كالصحة والتعليم والكهرباء والمياه النقية للشرب وكذلك لتطوير البنية التحتية مثل الطرق المسفلتة والجسور ، ولذا فإن أبناء المسيرية ليس من حقهم إقامة علاقات دبلوماسية بينهم وبين دولة الجنوب بمعزل عن نظام الإنقاذ وليس من حقهم التوقيع علي الاتفاقيات الإقليمية والدولية وهذه الأمور كلها مسئولية نظام الإنقاذ وعليه يجب الابتعاد عن صب الزيت في النار أي بمعني إن الأمن والاستقرار أو حل القضايا العالقة ومن ضمنها أبيي هي ليست مسئولية المسيرية وإنما مسئولية نظام الإنقاذ بالدرجة الأولى ولا يمكن أن تتحول المسئولية إلى قبيلة . إن مسئول اللجنة الإشرافية ( أجوك ) تم تعينه من قبل المؤتمر الوطني وليس من قبل المسيرية وبالتالي ينفذ سياسيات المؤتمر الوطني على الأرض والدليل على ذلك منذ تعينه في 2011م لم يزور المنطقة الغربية وخاصة المجلد لكي يعرف رأي المسيرية عامة حول التطورات السياسية في أبيي بل إن كل المعلومات الضرورية التي ينبغي معرفتها هي مغيبة عن المسيرية . إذ أن مطالب رئيس اللجنة الإشرافية بتكوين المؤسسات المدنية وفق الاتفاقيات والمعاهدات الدولية قبل إجراء الاستفتاء هو نوع من تغبيش رؤى المسيرية مرة أخرى أو إبعاد المسيرية عما جري في دهاليز المؤتمر الوطني هم يقولون شيء ويضمرون شيء أخر فعليهم أن يتقوا الله في أهلهم حسين الحاج بكار التاريخ 9/9/2023م [email protected]